عَ مدار الساعة


البابا العائقُ وحلمُ دون بوسكو.. لا وسيلة بشريَّةٍ للدفاع 🙏 (الأب غسان رعيدي – 5)


علاماتُ الأزمنةِ تفرض على المسيحيين دعوة المسيحَ مُصلِّيةً: “تعالَ أيُّها الربُّ يسوعُ” (رؤ22: 20)، وهي تتلاقى مع الرسائلِ المريَميَّة، وكذلك إلى الحلمِ النبويِّ للقدِّيسِ يوحنَّا دون بوسكو


رؤيا القدِّيسِ يوحنَّا دون بوسكو:

رأيتُ معركةً كبيرةً في البحر: سفينةُ بطرسَ يقودُها قداسةُ البابا، وتواكبُها سفنٌ صغيرةٌ تأتَمرُ منها، يتوجَّبُ عليها صَدُّ هجومِ السُفُنِ الَّتي تشنُّ الحربَ ضدَّها. هيَجانُ البحرِ وسرعةُ الرياحِ المعاكسةِ يبدُوان من مصلحةِ العَدُوِّ. ولكنْ، في وسط البحر، رأيتُ عمودَين عاليَين يطفُوانِ أمام سفينةِ البابا:

  • على العمودِ الأوَّل (وهو أعلى بكثيرٍ من العَمُودِ الثاني) ‘ خبزُ القربانِ المقدَّسمُدَوَّنًا عليه: ‘خلاصُ المؤمنين‘.
  • وعلى العمودِ الثاني (وهو أقلُّ ٱرتفاعًا من الأوَّل) تظهرُ العذراءُ مريَمُ البريئةُ من الدَنَسِ، وتَحْتَها لوحةٌ مكتوبٌ عليها: ‘نَجْدَةُ المسيحيِّين‘.

لَم يكُن لسفينةِ البابا أيَّةُ وسيلةٍ بشريَّةٍ للدفاع. وكان يتسرَّبُ من هَذَينِ العَمُودَينِ نوعٌ من الريحِ تَحمي السفينةَ وتُصلِحُ كلَّ الأضرارِ الَّتي تتعرَّضُ لَها. المعركةُ حاميةٌ: قداسةُ البابا يُحاوِلُ أن يُرسِيَ، بين العَمُودَيْنِ، السفينةَ الَّتي يَقُودُها، وَسْطَ ضرباتِ العاصفةِ الحربيَّة، في حين أنَّ سلاحَ الأعداءِ الْمُعتَدِين يُدمَّرُ بشكلٍ كبير.

تتحوَّلُ المعركةُ إلى مُجابَهَةٍ مباشِرةٍ بين الأجسام. في المرَّة الأولى، جُرِحَ البابا بِجُرحٍ خطيرٍ ولكنَّه شُفِيَ. في المرَّة الثانية،… قُتِلَ وسطَ ٱبتهاجِ العدُوِّ.

إنتُخِبَ البابا الجديدُ فورًا، وتَسَلَّمَ قيادةَ السفينةِ ونَجَحَ في الوصولِ إلى العمودَين وٱستعملَ سلسلتَيْنِ لربطِ السفينةِ الْمُخَلَّصةِ بِهما. أمَّا مَراكِبُ العَدُوِّ الباقيةُ فَفَرَّت هاربةً وبدأَت تتدمَّرُ واحدةً واحدةً، ثُمَّ سادَ الهدوءُ على البحر“[1].

من المعلومِ أنَّ البابا الراحِلَ الطُوباويَّ يوحنَّا بولُسَ الثاني هو البابا الَّذي تعرَّضَ للاغتيالِ وجُرِحَ ولكنَّه لَم يَمُتْ.

أمَّا البابا، بنديكتُسُ السادسَ عشَرَ، فسيتعرَّضُ للاستشهادِ عندما يحينُ الوقتُ، أي عندما تَصِلُ الكنيسةُ إلى المرحلةِ الثانيةَ عَشْرَةَ من مراحلِ دربِ الصليبِ الَّذي تَمشيهِ منذُ سنة 2006 ولكنَّها ٱنكشَفَت سنة 2008. تقولُ العذراءُ في رسالةِ لاساليت في فرنسا[2]، إنَّ الأبَ الأقدسَ سيتألَّمُ كثيرًا.

وأكَّدَت: “سأكونُ (العذراء) معه حتَّى النهايةِ لأستَلِمَ تضحِيَتَهُ…”.

وكتبت راعيةُ الغنمِ ميلاني:

لن يشهدَ البابا ٱنتصارَ كنيسةِ الله” مِثْلَمَا حصلَ مع موسى النبيِّ الَّذي لَم يدخل الأراضيَ المقدَّسة، وقد يعني ذلكَ أنَّه يموتُ بعدَ فيضِ الروحِ على البشريَّةِ[3] ومع بدايةِ المحنةِ الكُبرى الَّتي تستمرُّ في حدِّها الأقصى “زمَنًا وزمنَينِ ونِصفَ زمَنٍ” (رؤ12: 6 . 14)، أي ثلاثَ سنواتٍ ونصفَ السنة. وبعد ٱستشهادِهِ وإزالتِه كعائقٍ، مع كثيرٍ من الشهداءِ المؤمنينَ بالمسيحِ المخلِّصِ الوحيد، من أمامِ المسيحِ الدجَّال (2تس2: 7)، سيُنتَخَبُ خليفةُ جديدٌ من الروحِ القدُس، لبُطرُسَ الرسولِ نائبِ “المسيحِ الربِّ”، وسيَحملُ ٱسمَ “البابا بطرس الثاني”.

وهو الَّذي سيقودُ الكنيسةَ المقدَّسة: “سفينةَ بطرسَ”، من خارجِ الفاتيكان، إلى زمنِ السلامِ المسيحيِّ الموعودِ من الربِّ يسوعَ المسيح، والَّذي سيكونُ زمنَ إكرامِ القربانِ المقدَّسِ وعبادتِه بٱمتيازٍ. وهذا يُذكِّرُنا بيشوعَ بنِ نونَ الَّذي قادَ شعبَ الله، عابرًا نَهْرَ الأردنِّ، ودخلَ به إلى الأراضي المقدَّسة. أمَّا أتباعُ المسيح الدجَّال، فسيُسَيْطِرون على حاضرةِ الفاتيكان[4]، حيث سيُقيمُ البابا المزيَّفُ، كما أنبأَنا القدِّيسُ فرنسيسُ الأسِّيزي[5].

هذا البابا غيرُ المنتَخَبِ كَنَسيًّا سيُنَفِّذُ تعليماتِ المسيحِ الدجَّالِ المعاكسةَ تَمامًا لتعليمِ الكنيسةِ الصحيحِ ويبثُّ سُمُومَهُ الْمُهلِكةَ فتنقسِمَ الرهبناتُ وتكثُرُ الفضائحُ ويُضطَهَدُ الأوفياءُ للمسيحِ يسوعَ الَّذي سيأتي ليُخلِّصَ المختارين ويُبيدَ الأشرارَ[6]. وسيستَمِرُّ في شُرورِهِ إلى أن يَنْزِلَ العقابُ على الأشرارِ كما تُنبِئُنا رسالةُ العذراءِ مريَمَ في آكيتَّا – اليابان 1973[7].

وسيبدأ العقابُ بعد أن يقومَ حُكَّامُ العالَمِ[8] بزعزَعَةِ السلامِ فعليًّا على الأرضِ من خلالِ الحروبِ العلَنيَّةِ الَّتي بدأَتْ علاماتُها المؤلِمَةُ في شَرْقِنا الحبيبِ والمعذَّب. وفي النهايةِ، سينتهي أمرُ الدَجَّالِ بصلاةِ الورديَّةِ المقدَّسةِ والسُجودِ القربانيِّ والتأمُّلِ الإنجيليِّ والخضوعِ لتعليمِ الكنيسةِ الصحيح، فينتصرُ قلبُ مريَمَ الطاهرُ ويَحلُّ زمنُ السلامِ المسيحيِّ الْمُنتَظَرُ منذ أجيالٍ.

وتشرحُ لنا سيِّدةُ لورد[9] تفاصيلَ هذه الحروبِ والآلامِ وكيفيَّةَ التحَوُّلِ الَّذي سيبدأُ به زمنُ السلامِ المسيحيِّ الحقيقيِّ. والرؤيا الَّتي تسلَّمَها رُعاةُ فاتيما، كما هو وارِدٌ في المقطَعِ التالي، تُنبِئُ بٱستشهادِ البابا على رأسِ الجبلِ الوَعِرِ أمام صليبِ المسيحِ إنذارًا ببَدْءِ زمنِ المحنةِ الكبرى الَّتي ستنتهي بزمنِ السلامِ المسيحيِّ الموعود.


([1]  www.3blancheurs.fr  أو www.miraclerosarymission.org/bosco.html ، أو

www.theotokos.org.uk/pages/fatima/donbosco.htm ترجمة ٱبنةٍ بالروح، بإشراف مؤلِّف هذا الكتاب.

[2]  راجِع المُلحَق 4 في القسم الثالث من الكتاب، نبوءة العذراءِ مريَمَ في لاساليت – فرنسا.

[3]  راجِع المُلحَقَين التاليَين في القسم الثالث من الكتاب، 16: نبوءات قدِّيسين وبابوات في الكنيسة، و 17: معموديَّة نِهاية الأزمنة: معموديَّةُ الدَم والنَار.

[4] راجِع المُلحَق 5 في القسم الثالث من الكتاب، الجزء الأخير من أسرار فاتيما – البرتغال.

([5]  راجِع المُلحَق 6 في القسم الثالث من الكتاب، نبوءة القدِّيس فرنسيس الأسِّيزيّ.

[6]  المَرجِع نفسُه.

[7] راجِع المُلحَق 7 في القسم الثالث من الكتاب، مقتطفات من رسائل السَيِّدة العذراء: آكيتَّا – اليابان.

[8] الأب طوني حدَّاد الكبُّوشيُّ (ترجمة)، كتابات القدِّيس فرنسيس والقدِّيسة كلارا، سلسلة المصادر 1، بيروت، لبنان، 2005، ص41 – 42. راجِع المُلحَق 9 في القسم الثالث من الكتاب، رسالَةُ القدِّيس فرنسيس الأسِّيزيّ إلى قادَةِ الشعوب.

[9]  راجِع المُلحَق 8 في القسم الثالث من الكتاب، النُبوءة الخامسة لسيِّدة لورد (بيرينيه) – برناديت سوبيرو. http://egoblog.net/2008/08/15/lourdes-la-5eme-prophetie-de-la-vierge/

    www.pdtsigns.com/lourdesprophecy.html ، ترجمةُ ٱبنةٍ بالرُوح، بإشراف مؤلِّف هذا الكتاب.

المصدر: انتصار قلب مريم الطاهر – نهاية الأزمنة وجلجلة الكنيسة 2012 ص: 36—–>45

يمكنك تنزيل الكتاب Intisar_Qalb_Mariam


“طُوبى للَّذي يَقرَأُ كَلِماتِ هذه النُبوءَة،

ولِلَّذينَ يَسمعونَها ويَحفظونَ ما هو مَكتوبٌ فيها،

لأنَّ الوقتَ قَريبٌ!” (رؤ1: 3)

“ها هو يأتي على السُحُب،

وسَتَراهُ كلُّ عَين،

وأيضًا الَّذينَ طَعَنوه،

فتَنتَحِبُ عليه قبائلُ الأرضِ كلُّها.

أجل! آمين.

أنا هو الأَلِفُ والياء،

يقولُ الرَبُّ الإله،

الكائن، والَّذي كان، والآتي،

الضابطُ الكُلَّ” (رؤ1: 7 – 8)

المخاض والمحنة الكبرى.. لا تضطربوا.. مَن يصبر إلى النهاية يخلص (الأب غسان رعيدي)

فبراير 17, 2021

البابا بنديكتسُ 16: القضاءَ على النهرِ الَّذي قذفَهُ التنِّينُ من فَمِهِ سيبتلِعُهُ إيمانُ البُسَطاءِ الَّذين يُمثِّلون الأرضَ الطيِّبة..🛐🙏 البابا يوحنَّا بولسُ الثاني: علينا أن نتحضَّرَ لِمُعاناةِ المحنة الكُبرى الآتية قريبًا.. رسالةَ سيِّدة فاتيما أُموميَّةٌ بٱمتياز، وقويَّةٌ وحاسمةٌ. قد تبدو قاسيةً. إنَّها تبدو كيُوحنَّا المعمدان.. إنَّها تدعو إلى التوبة. إنَّها تُقدِّمُ لنا إنذارًا. الْمَخاضُ والْمِحنةُ الكُبرى[1] بعدَ خرابِ هيكلِ أورشليمَ وتَشَتُّتِ …أكمل القراءة »

الرحمة الإلَهيَّة علامةُ نِهاية الأزمنة.. 💔 ودور العذراء في نِهاية الأزمنة.. 🙏 (الأب غسان رعيدي)

فبراير 12, 2021

🌷♰🌷العذراء مريم تعلّم القدِّيسةُ فوستين تحضيرِ العالَمِ لِمَجيءِ الثاني للمسيحِ. في الرقم 625.. والمسيح يقول لها: لا تتعبي من إعلانِ رحمتي لا أُريدُ أن أُعاقِبَ بشريَّةً مُتألِّمةً بل أُريدُ أن أَشفِيَها… ولا أستعمِلُ القصاصَ إلاَّ ساعةَ يُجبرونَني عليه. أستَبِقُ يومَ الدينونةِ بيومِ الرحمة”. المؤمن تَحوَّل من معرفةِ المسيحِ معرفةً بشريَّةً إلى معرفتِهِ بمعرفةَ بِرٍّ وقداسة..عن كتاب انتصار قلب مريم الطاهر …أكمل القراءة »

“أيّها المُراؤون، تعرفون أن تُميّزوا وجه الأرض والسماء أمَّا هذا الزمانُ فكيف لا تميّزونه؟” (الأب غسان رعيدي)

فبراير 10, 2021

🌷♰🌷يُوبِّخُ عَ كيفيَّة قراءةِ علاماتِ الطقس في الطبيعة وعدمِ قراءةِ علاماتِ مجيئِهِ الثانيعن كتاب انتصار قلب مريم الطاهر – نهاية الأزمنة وجلجلة الكنيسة للأب غسان رعيدي (2) يقعُ نص “الوكيلُ الأمينُ والوكيلُ الخائن” في إنجيلَي متَّى ولوقا بين مَقاطِعَ تَخُصُّ علاماتِ الأزمنةِ ونِهايَتِها (متَّى24: 45-51 و لو12: 42-48). يتحدَّثُ الربُّ في إنجيلِ متَّى عن خرابِ الهيكلِ وأوَّلِ المخاض، ثمَّ عنِ …أكمل القراءة »

نهاية الأزمنة.. وتحدّيات “الوكيل الأمين”.. “لا تُطفئوا الروح. لا تحتقروا النبوءات وٱمتحِنُوا كلَّ شيءٍ”.. (الأب غسان رعيدي)

فبراير 9, 2021

🌷♰🌷لا تَخَفْ، أيُّها القطيعُ الصغيرُ.. ما أصابتكُم تجربةٌ إلاَّ وكانت في وُسعِ البشَر. وأمينٌ هو الله.. عن كتاب انتصار قلب مريم الطاهر – نهاية الأزمنة وجلجلة الكنيسة للأب غسان رعيدي (1) “مَن تُراه الوكيل الأمين” (لو12: 42) .. عندما كان إبن الله المتجسّد سيدنا المسيح يُبَشِّرُ الناسَ ويُصلِّي مِن أجلِ أخِصَّائِه، دعانا جميعَنا، مِن كلِّ الأجناسِ والأَعراق، إلى عدمِ الخوفِ …