أخبار عاجلة

عَ مدار الساعة


“تألّم (…) وقُبر وقام”هل سقطت سهوًا عبارة “ومات” من قانون إيماننا؟ (الأب أنطوان يوحنّا لطّوف)

في عقيدتنا أنّ المسيح إله وإنسان في طبيعتين لا انفصال بينهما، وهذا ما يجعل مريم العذراء والدة الإله لأنّها أمّ الإله والإنسان معًا.

لذلك يصحّ القول إن المسيح تألّم، لكن تجنّب الآباء القدّيسون القول في قانون الإيمان أنّ المسيح “مات” كي لا يُفهَم من ذلك أنّه مات كإله، وعندها يعيرنا اعداؤنا ويتهموننا أننا نفول إن إلهنا “مات”. لهذا فحتّى في ما يتعلّق أيضا بالصّلب، تقول وتكرّر صلواتنا بلا ملل إنّ المسيح “صُلب بالجسد”.

من الواضح أنّ المسيح صُلب بالجسد، لكنّ عبارة “بالجسد” ليست إضافةً لا لزوم لها، بل لكي يؤكّد الآباء القدّيسون أنّ المسيح الإنسان صلب، أمّا المسيح الإله فمنزّه عن الصلب لأنّ ذلك يجعل أعداءه من البشر أقدر منه، وهو الإله، حتّى “صلبوه”.

وبالتّالي فحيثما وجدت عبارة “صلب” في صلواتنا، فهي تشير إلى صلب المسيح بالجسد فقط، أي كإنسان وحسب.
وهناك مدلول آخر لعبارة “بالجسد” وغايتها التّأكيد أنّ يسوع صلب فعلًا، بجسده كإله متجسّد، كي لا يزعم أحدّ أنّ آخر صلب عنه، أو أنّه لم يصلبب وإنّما صلب شبيه له أو خيال عنه.

عدا أن عبارة “ومات” تعني البلى والتفكّك والانحلال، وباليونانيّة nekrosis νέκρωση، وهذا ينقض قول الكتاب إنّ المسيح لم يمت لم يعرف جسده البلى: “لا تترك نفسي في الجحيم ولا تدع قدّوسك يرى فسادًا” (مزمور 10:15؛ أعمال 26:2). ويعني ذلك بالتالي إنه الإله.

لهذا فعبارة “مات” في سائر صلواتنا، كما في قانون الإيمان الغربيّ، تعني أنّ المسيح مات بالجسد، تمامًا كما صُلب بالجسد.

أما نحن فنمجّد آلامه الخلاصيّة وصلبه ونزاعه وموته وقيامته المجيدة. آمين.