أخبار عاجلة

عَ مدار الساعة


الاب روي عبدالله: لأصحاب العقول الكبيرة النّيرة..

لأصحاب العقول الكبيرة النّيرة،

بكل محبة واحترام،

ان شعب لبنان يعاني، وبلدي يتعرض للتدمير مرة بعد مرة، ولا ننتهي من مصيبة الا وتليها مصيبة… وبين الوجع والحزن والتهجير والتدمير والموت اسأل نفسي واسألكم:

صحيح ان الكرامة والعزة والعنفوان كلمات رنانة وجميلة، ورائع ان نقف مع المظلومين والمقهورين والمستضعفين، وان نصلّي في اورشليم والقدس، ونحرر اوطانًا مسلوبة حريتها واراضيها وسيادتها واستقلالها… مقدسة هي هذه القضايا، وهذا النهج، وهذه الخيارات… ولكن اين نحن منها؟

ما يُحيرني ولا اجد له جوابًا، هو كيف لنا ان نرفع هكذا شعارات ونخوض معارك تحرير ونحن لم نستطع حتى اليوم ان نحرر وطننا من فساده؟ ولم نستطع تحرير انفسنا من التبعية للخارج؟ كيف ندافع عن شعب آخر ليحيا وشعبنا يموت؟ كيف نحرّر القدس وبلادنا مُستعمرة من عشرات البلاد الخارجية؟ كيف نطالب بحقوق الفلسطينيين والسوريين وغيرهم ونحن نعيش بلا ماء ولا كهرباء ولا طبابة ولا استشفاء ولا ضمان ولا مدارس ولا ادارات رسمية ومؤسساتية ولا فرص عمل ولا قضاء ولا عدالة ولا قوانين ولا طرقات ولا رقابة ولا مساءلة ولا رئيس للجمهورية ولا حكومة أعمال بدل تصريفها ولا بنى تحتية ولا تنظيم مدني ولا مصارف ولا حقوق ولا ولا ولا… ولماذا؟؟ يهمّنا ان نحرر العالم من الظلم والظلم يفتك فينا؟؟؟ اي حرية سنصدّر لهم واي سلام؟ لماذا نعيش في عالم الشعارات الخرافي، وبلادنا منهوبة مسلوبة محطمة ومستباحة لكل غريب…

يا ايها الشعب اللبناني، يا ايها المواطن الذي يحب هذا البلد، يا ايها العقلاء والحكماء، إصحوا قبل فوات الاوان، إبنوا وطنا يحترم الحرية ويحمي شعبه لتطالبوا بحماية غيركم وحرية من هم خارج حدودكم. استيقظوا من غسيل الدماغ الذي تعرضتم له عبر السنين والكذب والخداع، بلادكم على الهاوية، على شفير الموت، انظار الدول تأكل ارضكم، وانظاركم في اراض غريبة، إصنعوا بلدا لتستطيعوا ان تساعدوا بلادا أخرى، والا فأنتم كذبة امام الله والوطن، ففاقد الشيء لا يعطيه، وها نحن نفقد كل شيء، ولم تعد هيهات منا الذلة، لاننا صنعناها بأيدينا، بخلافاتنا، بأحقادنا، بحروبنا… لقد آن الأوان لنتّحد ونسامح ونحب بعضنا بعضا ونهتم بشؤوننا الداخلية، ونجتمع كعائلة واحدة موحّدة من جديد، فنبني وطنا نفتخر فيه ويكون بجماله ورقيّه جمر نار على رأس أعدائه. فيا ايها العقلاء، لقد حان الوقت ليستيقظ طائر الفنيق، فقد أصبحنا رمادا.