أخبار عاجلة

عَ مدار الساعة


الرحمة الإلَهيَّة علامةُ نِهاية الأزمنة.. 💔 ودور العذراء في نِهاية الأزمنة.. 🙏 (الأب غسان رعيدي – 3)


🌷🌷

العذراء مريم تعلّم القدِّيسةُ فوستين تحضيرِ العالَمِ لِمَجيءِ الثاني للمسيحِ. في الرقم 625.. والمسيح يقول لها: لا تتعبي من إعلانِ رحمتي لا أُريدُ أن أُعاقِبَ بشريَّةً مُتألِّمةً بل أُريدُ أن أَشفِيَها… ولا أستعمِلُ القصاصَ إلاَّ ساعةَ يُجبرونَني عليه. أستَبِقُ يومَ الدينونةِ بيومِ الرحمة”.

المؤمن تَحوَّل من معرفةِ المسيحِ معرفةً بشريَّةً إلى معرفتِهِ بمعرفةَ بِرٍّ وقداسة..

عن كتاب انتصار قلب مريم الطاهر – نهاية الأزمنة وجلجلة الكنيسة للأب غسان رعيدي (4)

دور العذراء في نِهاية الأزمنة

أكَّدَ القدِّيسُ لويس ماري غرينيون دو مونفور[1] (مواليد شِمَاليَّ فرنسا سنة 1673) أنَّ للعذراءِ مريَمَ الدَوْرَ الأساسيَّ في نِهايةِ الأزمنةِ عندما سيظهَرُ ٱبنها بالمجدِ ليُعلِنَ بَدْءَ زمنِ المجيءِ الثاني. فالروحُ القدُسُ سيُظهِرُ مريَمَ ” ليُعرَفَ يسوعُ بواسطتِها فيكونَ مَحبوبًا أكثَرَ، بعدَ أن تكونَ قد زالَتِ الأسبابُ الَّتي دَفَعَتِ الروحَ القُدُسَ إلى أن يُخفِيَ عَروسَهُ العذراءَ مُدَّةَ حياتِها على الأرض، وٱنتشَرَت سَحابَةُ الكِرازَةِ بالإنجيل” (#.49).

وتابَعَ أنَّ اللهَ أرادَ أن يُظهِرَ مريَمَ في الأزمنةِ الأخيرةِ ليُمَجِّدَها كلُّ الأحياءِ على الأرض. وبِمَا أنَّها ” هي الفجرُ الَّذي يَسبقُ بُزوغَ شمسِ البِرِّ، يسوعَ المسيح، لذلكَ يجبُ أن تُعرَفَ وتُعلَنَ، ليُعرَفَ يسوعُ المسيحُ ويُعلَنَ“. وٱعتَبَرَها الوسيلةَ الأكيدةَ والطَريقَ المستقيمَ للوصولِ إلى يسوع.

وقال: “على مريَمَ في هذه الأزمنةِ الأخيرةِ، أن تسطعَ أكثَرَ مِن أيِّ وقتٍ رحمةً وقوَّةً ونِعمةً:

  • رحمةً، لتَرُدَّ الخطأةَ وتقبَلَ بعطفٍ التائبينَ والمساكينَ العائدينَ إلى الكنيسةِ الكاثوليكيَّة؛
  • وقوَّةً، ضدَّ جميعِ أعداءِ الله ذَوي القلوبِ المتحَجِّرة…
  • ونِعمةً، لتُشجِّعَ وتسنُدَ جُنودَ يسوعَ البَواسِلَ وخُدَّامَهُ الأُمَناء…”.

وشدَّدَ القدِّيس لويس ماري على أنَّ مريَمَ ستُرعِبُ إبليسَ وعُملاءَهُ ” لاسيَّما في الأزمنةِ الأخيرةِ، لأنَّ إبليسَ الَّذي يعرِفُ أنَّ ما تَبَقَّى له مِنَ الوقتِ قصيرٌ (رؤ12: 12)… سيُضاعِفُ جُهودَهُ ومَعارِكَهُ… ويَنصِبُ أشراكًا رهيبةً أمامَ الْخُدَّامِ الأُمَناءِ وأبناءِ مريَمَ الحقيقيِّينَ الَّذينَ يصعُبُ عليهِ إخضاعُهُم” (#.50).

ويُوضِحُ هذا القدِّيسُ الْمُلهَمُ من الروحِ القُدُسِ أنَّ ” ٱضطهاداتِ الشيطانِ الرهيبةَ لنا والَّتي تزدادُ يومًا بعدَ يومٍ إلى مجيءِ الدَجَّال، يجبُ أن تُفهَمَ على ضَوْءِ لَعْنَةِ اللهِ للحيَّةِ في الفردَوس (تك3: 15)، عندما قالَ لَها: ‘سأجعلُ عَداوَةً بينَكِ وبينَ المرأة، وبينَ نَسلِكِ ونَسلِها، هيَ تسحَقُ رأسَكِ وأنتِ تَرصُدينَ عَقِبَها‘(تك3/15)[2] (#.51). هذه العداوةُ بينَ مريَمَ القدِّيسةِ وإبليسَ، وبينَ نَسْلِها وأتباعِ لوسيفيروسَ، هي دائمةٌ وغيرُ قابلَةٍ للمُصالَحَة. فاللهُ أعطاها قوَّةً جبَّارَةً للتغلُّبِ على هذا اللعينِ وسَحْقِ رأسِه، لأنَّها تَتَغَلَّبُ عليه بتواضُعِها، وبصَلَواتِها لابنِها الفادي تُرجِفُ الشَياطينَ وتُخيفُ إبليسَ أكثَرَ من كُلِّ عذاباتِهِ (#.52).

ويُؤكِّدُ القدِّيسُ لويس ماري أنَّ قوَّةَ مريَمَ ضدَّ الأبالِسةِستسطَعُ بنوعٍ خاصِّ في الأزمنةِ الأخيرة” الَّتي نَمُرُّ بِها في هذا العصر، عندما ينصُبُ الشيطانُ أشراكَهُ أمامَ نَسْلِها المتواضع، ولكنَّها ستحمي نَسْلَها وتُدافِعُ عنهُ على الرَغمِ مِن فَقرِه وصِغَرِهِ وٱحتقارِ الضالِّينَ له. فهيَ تعتبرُهُ غنيًّا بنِعَمِ اللهِ الَّتي تُوَزِّعُها عليه بسخاء، وسيكونُ مُتساميًا في القداسةِ أمامَ الله، ومُتفوِّقًا على جميعِ الْخَلْقِ بغَيْرَته الحارَّة، ومُصانًا بقوَّةِ العنايةِ الإلَهيَّة… وسيسحقُ رأسَ إبليسَ الْمُتكَبِّرِ، وسينتَصِرُ يسوعُ المسيحُ فيه (#.54). وكلُّ الَّذينَ سيختارونَها شفيعةً لَهم في كلِّ الأزمنةِ، وبِخاصَّةٍ في الأزمنةِ الأخيرةِ هذه، سيحصلونَ على عَملِ الروحِ القُدُسِ فيهم، وسيَرَوْنَها بعَيْنِ الإيمانِ ” وسيَصِلونَ إلى الشاطئِ الأَمين، على الرَغمِ مِن العواصِفِ والقراصِنة، وذلكَ بالتقيُّدِ بتوجيهاتِها” (#.55).

ولكن، مَن هُم هؤلاءِ الْمُكَرَّسونَ لِمريَمَ؟

يقولُ القدِّيسُ لويس ماري: ” هم الَّذينَ سيكونونَ نارًا مُتَّقِدَةً… نارَ المحبَّةِ الإلَهيَّةِ في كلِّ مكانٍ… كسِهامٍ حادَّةٍ بِيَدِ مريَمَ الفائقةِ القُدرَةِ تُمَزِّقُ بِهَا أعداءَها… مُطَهَّرينَ بنارِ الْمِحَنِ الكبيرةِ، مُتَّحِدينَ باللهِ ٱتِّحادًا كاملاً… وسيكونونَ في كلِّ مكانٍ رائحةَ المسيحِ الطيِّبةَ للفُقراءِ والصغارِ والمستَضعَفينَ، أمَّا للعُظماءِ والأغنياءِ والمتكَبِّرينَ فسيكونونَ رائحةَ الموت” (#.56).

ويُتابِعُ القدِّيسُ لويس ماري أخبارَهُ السارَّةَ بأنَّ أبناءَ مريَمَ البريئةِ مِن الدنَسِ “سيكونونَ سَحابًا مُرعِدًا يسبَحُ في الهواءِ، لأقلِّ نسمةٍ مِنَ الروحِ القُدُسِ، لا يتعلَّقونَ بشيءٍ ولا يتعجَّبونَ مِن شيءٍ ولا يَنْزَعِجُونَ مِن شيءٍ، مُوَزِّعينَ نَدى كلمةِ اللهِ وحياةَ الأبد. وسيُرعِدونَ ضدَّ الخطيئةِ، ويُزَمْجِرُونَ ضدَّ العالَم، ويَضربونَ الشيطانَ وزُبانَياتِهِ، مُخترقينَ بسيفِهِم ذي الْحَدَّيَنِ سيفَ كلمةِ الله، مِن جهَةٍ إلى جهَة، للحياةِ أوِ للمَوت، أولئِكَ الَّذينَ يُرسِلُهُم اللهُ لَهُم” (#.57). “سيكونونَ رُسُلَ الأزمنةِ الأخيرةِ الحقيقيِّينَ الَّذينَ يُعطيهم إلهُ النِعَمِ الكلِمةَ والقوَّةَ لاجتراحِ المعجزاتِ وسَلْبِ غَنائِمَ مجيدةٍ… لا يعتنونَ بذواتِهم… لكنَّهُم سيتزَيَّنونَ بأجنحةِ اليمامةِ الفِضِّيَّةِ، ليَنْدَفِعُوا بِنِيَّةٍ سليمةٍ تَمجيدًا للهِ وخلاصًا للنُفوس…” (#.58).

“وسيكونونَ أخيرًا تلاميذَ حقيقيِّينَ ليسوعَ المسيح، وبٱقتفاءِ خُطاهُ في الفَقرِ والتواضُعِ والمحبَّةِ وٱحتقارِ العالَم، يُرشِدونَ إلى السيرِ في طريقِ اللهِ الضيِّق، طريقِ الحقيقةِ الصافيةِ، على حَسَبِ الإنجيلِ لا على حَسَبِ مبادِئِ هذا العالَم، دونَ أن يخافوا أو يُحابُوا وَجْهَ أحدٍ مهما كانَت قُوَّتُه. وسيكونُ في فَمِهِم سيفُ كلمةِ اللهِ ذو الحَدَّين. وسيحمِلونَ على مَنَاكِبِهِم رايةَ الصليبِ الدامي، وفي يَمينِهِم المصلوب، وفي يسارِهم السبحَة، وفي قَلبِهِم ٱسْمَي يسوعَ ومريَم، وتَواضُعَ يسوعَ المسيحِ وإماتَته في مَسلَكِهِم. هؤلاءِ هُمُ الرجالُ العِظامُ القادمونَ، رُسُلُ مريَمَ الَّذينَ سينشرونَ بأمرٍ مِنَ العَلِيِّ، مَملَكَتَهُ على جميعِ الكُفَّارِ المنافقين” (#.59).

الرحمة الإلَهيَّة هي علامةُ نِهاية الأزمنة

تحتَ عنوانِ المجيءِ الثاني للربِّ يسوعَ المسيح، نجدُ في فهرسِ الكلماتِ والمعاني لكتاب “الرحمة الإلَهيَّة”[3] للقدِّيسة فوستين أرقامَ المقاطعِ الَّتي تتحدَّثُ عن هذا المجيءِ وعلاماتِه. ففي عِظَتِي[4] (الرقم 34/2011)، تَحدَّثتُ عن الرحمةِ الإلهيَّةِ بٱختصار. وجاءَ فيها أنَّ ” الله صالَح العالَم مع نفسِهِ بالمسيح” (2قور5: 19)، وسرُّ الفداءِ تَمَّ بقرارٍ من اللهِ الآبِ وبالشراكةِ التامَّةِ والمحبَّةِ الكاملةِ مع الابنِ والروحِ القدُس. ونتيجةُ سرِّ الفداءِ هي أنَّ المؤمنينَ تَحوَّلوا من معرفةِ المسيحِ معرفةً بشريَّةً إلى معرفتِهِ معرفةَ بِرٍّ وقداسة. فماذا يعني هذا الكلام؟

قال الربُّ لتوما: ” لأنَّكَ رأَيْتَني آمنْتَ؟ طوبى لِمَن لَم يرَوا وآمَنُوا!” (يو20: 29). كان توما يرى يسوعَ أمامَهُ في كلِّ حين، ويؤمنُ بيسوعَ وبرسالتِهِ الخلاصيَّة، ولكنَّه لَم يَعِ عُمْقَ هذه الرسالةِ إلاَّ بعد أن شاهَدَ يسوعَ قائمًا من الموتِ بالمجدِ والانتصار، وسِماتُ آلامِهِ المقدَّسةِ ظاهرةٌ على جسدِهِ الطاهر، وقوَّةُ أَشِعَّتِها تَسَرَّبَت إلى قلبِه وفِكْرِهِ وحَوَاسِّه وروحِه وجعلَتْهُ مؤمنًا بالقيامةِ والانتصارِ على الموتِ والشرِّير. هكذا، تصالَحَ توما مع اللهِ بواسطةِ إيمانِه بالمسيحِ ٱبنًا وحيدًا للهِ وفاديًا لبني البشرِ على خشبةِ الصليب. فأَجْرُ الشاهِدِ مَحفوظٌ له وجزاؤُه سيكونُ عظيمًا، ولكنَّ رحمةَ اللهِ ستكونُ أعظمَ على الَّذين سيؤمنون دون رؤيةِ يسوعَ بشريًّا أو مُمَجَّدًا، لأنَّهم سيَرَوْنَهُ بالبصيرةِ والإيمانِ في سرِّ القربانِ المقدَّس.

يقول النبيُّ إرميا إنَّ أفرائيم، أحدَ الأسباطِ الاثنَي عشر، ٱنتَحَبَ لتأديبِ اللهِ له، وٱرتَدَّ عن ضَلالِه وتركَ خطاياه وندِمَ على كلِّ مساوئِه. ” لذلك ٱهتزَّت له أحشاءُ” الربِّ الَّذي قال: “سأرحَمُهُ رحمةً” (إر31: 18-20).

رحمةُ اللهِ على الإنسانِ ظهرَت منذ اللحظةِ الأولى لِتَمَرُّدِ آدمَ وحوَّاء، ورافَقَتِ البشريَّةَ في العهدِ القديم، وٱكتملَت مع سرِّ الفداءِ والقيامةِ في العهدِ الجديد. لذلك تقولُ القدِّيسةُ فوستين للنفسِ البشريَّة: “حتَّى ولو كانت خطاياكِ سوداءَ كالليل، لا تخافي الله، أنتِ الطفلةَ الضعيفةَ، لأنَّ قوَّةَ رحمةِ اللهِ عظيمة[5].

إذًا، الإسراعُ في طلبِ هذه الرحمةِ هو عينُ الصَوابِ لأنَّ الوقتَ أصبحَ قصيرًا، ولأنَّ الربَّ أنبأَ هذه القدِّيسةَ عن مَجيئِهِ الثاني وأيَّامِ الظلمةِ الَّتي تسبقُهُ قائلاً: ” قبل أَن آتِيَ كَقاضٍ عادل، سآتي أوَّلاً كملكِ الرحمة، وقبل أَن يأتي يومُ الْحُكمِ سأُعطي علامةً إلى الشعبِ من السماءِ على النحوِ التالي: ستُطفَأُ كلُّ نيِّراتِ الفضاءِ، وتَلُفُّ ظلمةٌ كبرى كلَّ الأرض. ثُمَّ تظهرُ علامةُ الصليبِ في السماءِ، وستنبعثُ من ثَقْبِ مساميرِ يدَي المخلِّصِ ورِجلَيْهِ[6] أضواءُ مُشعَّةٌ تُنيرُ الأرضَ لفترةٍ من الزمَن. وهذا ما سيحدُثُ قبل اليومِ الأخيرِ بقليل[7].

إذًا، قبلَ اليومِ الأخيرِ للعالَم، سيأتي الربُّ يسوعُ المسيحُ كمَلِكِ الرحمةِ ثُمَّ كملكِ العدلِ، مانِحًا البشريَّةَ قبل تطهيرِها بدَمِهِ الخلاصيِّ، فترةَ توبةٍ ومغفرةٍ ورحمة. ولكنَّه سوف يَدينُ في أيَّامِ الظلمةِ كلَّ الأشرارِ والرافضينَ لِسِرِّ خلاصِه وسلامِه. وبعد الظلمة، سيُشِعُّ المسيحُ من جراحاتِه سلامًا مسيحيًّا حقيقيًّا لفترةٍ غيرِ معروفةٍ إلاَّ بِما وردَ في سفرِ الرؤيا (رؤ20: 2) عن الألفِ سنةٍ (الرمزيَّة) الَّتي سيُربَطُ خلالَها الشيطانُ ويُحجَبُ عن الأرضِ كُلِّيًّا. ولكنَّ اللهَ سيُطلِقُ الشيطانَ من جديدٍ قبل اليومِ الأخيرِ بقليل، وبعد ذلك تكونُ النهايةُ، أي يومُ القضاءِ العادلِ والفصلُ النهائيُّ بين الأبرارِ والأشرار. وهذا يتطابقُ كُلِّيًّا مع كلامِ الربِّ يسوعَ في إنجيلِ متَّى24 و25.

مقاطعُ مختلفةٌ عن نِهايةِ الأزمنةِ أُعطِيَت للقدِّيسةِ ماريَّا فوستين نُوردُها كما يلي:

الرقم 429: كتبَت القدِّيسةُ فوستين، ” لَمَّا تأكَّدتُ من تصاميمِ اللهِ العظيمةِ الَّتي رسَمَها لي، ٱعتراني خوفٌ شديدٌ وشعرتُ بعجزي عن تنفيذِها ورحتُ أتحاشى التحدُّثَ الداخليَّ معه…”. إستعاضَت فوستين ذلك بالصلاة الشَفَويَّة، ولكنَّها علِمَت أنَّ هذه الاستعاضةَ لَم تكُن تواضُعًا بل كانت تجربةً شيطانيَّة. لذا، لَمَّا كانت تَقرأُ، سَمِعَت بوضوحٍ وبدقَّةٍ هذه الكلماتِ في داخلِها: “ستُحَضِّرينَ العالَمَ لِمَجيئي الأخير“.

الرقم 430-431: قرَّرَت فوستين أن تكشفَ لِمُعَرِّفِها عن تَرَدُّدِها في سماعِ صوتِ المسيحِ في داخلِها، فأمرَها بأن تُصغيَ إليه ولا تُهمِل ذلك. سَمِعَت فوستين لنصيحةِ الكاهن، وسجدَت أمامَ قدَمَي يسوعَ على أثَرَ لقائِها معهُ وكان قلبُها مُنسحقًا وٱعتذرَت إليه. فرفعَها يسوعُ وتركَها تُتكئُ رأسَها على صدرِهِ لتُحسِنَ سماعَ رغباتِ قلبِهِ الكُلِّيِّ العذوبة. وقال لَها: ” لا تَخافي شيئًا، يا ٱبنتي، أنا دائمًا معكِ. لن يستطيع أعداؤُكِ أن يُؤذوكِ إلاَّ بقدرِ ما أسمحُ لهم بذلك. أنتِ مَقرُّ إقامتي وراحتي الدائمة. من أجلِكِ سأُمسِكُ باليدِ الَّتي تُعاقِب. من أجلِكِ أُبارِكُ العالَم“.

الرقم 847-848: كانتِ القدِّيسةُ ماريَّا فوستين قد رأتِ الطفلَ يسوعَ مُجدَّدًا خلالَ القدَّاسِ الإلهيِّ. وبعد الظُهْرِ ذهبَت لرؤيةِ مُرشدِها والاعترافِ لديه. فطلبَ منها أن تتلوَ صلاةَ مسبحةِ الرحمةِ الإلَهيَّةِ الَّتي تسلَّمَتْها من الربِّ يسوعَ مباشرةً كتكفيرٍ عن ٱعترافِها. وبينما كانت تتلو هذه السُبحة، سَمِعَت صوتًا يقول: ” آه، كم مِن نِعَمٍ غزيرةٍ سأهبُ النفوسَ الَّتي تتلو هذه السُبحة. تتحرَّكُ أعماقُ رحمتي الحنونةِ مِن أجلِ الَّذين يتلُونَ السُبحة. أُكتُبي هذه الكلماتِ، يا ٱبنتي، حدِّثي العالَمَ كُلَّهُ عن رحمتي. فلتتعرَّفِ البشريَّةُ كلُّها إلى رحمتي الَّتي لا تُسبَر، فهي علامةُ نِهايةِ الأزمنة، ثُمَّ يأتي يومُ العدالة. وما دامَ الوقتُ لَم يُداهِمْها بعدُ، فلتُسرِعْ إلى ينبوعِ رحمتي، ولتستَفِدْ من الدمِ والماءِ اللذَينِ فاضا من أجلِها.

الرقم 1146: ” ليَضَعِ الخطأةُ الكبارُ ثقتَهُم برحمتي. لهم الحقُّ قبل غيرهم بأن يثقوا بلُجَّةِ رحمتي. يا ٱبنتي، ٱكتُبي عن رحمتي إلى النفوسِ المعذَّبة. إنَّ النفوسَ الَّتي تسترحِمُني، تُرضيني. أَهَبُ لِمثْلِ هذه النفسِ أكثَرَ مِمَّا تطلُبُ من نِعَمٍ. لا أستطيع أن أُعاقِبَ خاطئًا كبيرًا إذا ما ٱسترحَمَني، بل بالعكس، سأُبرِّرُهُ برحمتي الَّتي لا تُدرَك ولا تُوصَف. أُكتُبي: قبلَ أن أعودَ قاضيًا، أفتَحُ أوَّلاً بابَ رحمتي. وينبغي على مَن يرفُضُ أن يَمُرَّ عبرَ بابِ رحمتي، أن يَمُرَّ عبرَ بابِ عدالَتي“.

الرقم 1147، لَمَّا كانت تشكو أمرًا أمام الربِّ، قال لَها: ” يا ٱبنتي، لِمَ تُعلِّقينَ أهمِّيَّةً كُبرى على تعاليمِ الناسِ وكلامِهم؟ أريدُ أنا أن أُعلِّمَكِ…”.

الرقم 1158: أعطى يسوعُ القدِّيسةَ فوستين ثلاثةَ أشكالٍ للقيامِ بأعمالِ الرحمة. ” الأوَّلُ بالكلمةِ الشفويَّةِ الَّتي تغفرُ وتُشجِّع. الثاني بالصلاة، إذا لَم تتوَفَّر الكلمة… الثالثُ بأعمالِ الرحمة.

وسنُؤدِّي حسابًا على ذلك في اليومِ الأخيرِ، وعلى أساسِهِ ننالُ الْحُكْمَ الأبديَّ“. لذا، كتَبَت فوسين في الرقم 1159: ” لقد فُتِحَت سُدودُ الله الَّتي تتدفَّقُ منها المياه. فلْنَستَفِدْ منها قبلَ أن يأتِيَ يومُ العدالةِ لأنَّه سيكونُ يومًا مُخيفًا“.

الرقم 1160: ولَمَّا سألَتِ الربَّ كيف يَسمحُ للنُفوسِ بٱرتكابِ الخطايا والجرائم دون أن يُعاقِبَها، أجابَها يسوع: ” أمامي الأبديَّةُ لأُعاقبَها. لذا أُعطي وقتًا أطوَلَ للرحمةِ (من أجلِ الخطايا). ولكنِ الويلُ لهم إن لَم يتعرَّفوا إلَيَّ وقتَ زيارتي. يا ٱبنتي، أمينةَ سِرِّ رحمتي، إنَّ واجِبَكِ هو ليس فقط أن تكتُبي عن الرحمة، بل أن تُعلِنيها وأن تطلُبي النِعَمَ من أجلهم حتَّى يتمكَّنوا هم أيضًا من تَمجيدِ رحمتي“.

ثُمَّ يشرحُ يسوعُ كيف أنَّ الرحمةَ تَجري من جِراحاتِهِ لكلِّ النفوس، وأنَّ نَبْعَ رحمتِه هو قلبُه الأقدس، ويقولُ في الرقم 1190: ” تتدفَّقُ الرحمةُ على النفوسِ من جراحاتي، كما من الجدول، إنَّما الجرحُ في قلبي هو ينبوعُ الرحمةِ الَّتي لا تُدرَك. مِن هذا النبعِ تفيضُ كلُّ النِعَمِ على النفوس. إنَّ لَهيبَ الشفقةِ يُحرِقُني. يزدادُ شوقي إلى أن أسكُبَها على النفوس. حَدِّثي العالَمَ كُلَّه عن رحمتي“.

وبعد مُناجاةٍ طويلة، أَغْدَقَ الربُّ يسوعُ على القدِّيسةِ فوستين هذه الكلماتِ العذبةَ، في الرقم 1489: ” يا ٱبنتي الحبيبة، إنَّ كلماتِكِ هي أَعَزُّ على قلبي وأكثرُ إرضاءً لي من أجواقِ الملائكة. كلُّ كنوزُ نفسي هي مفتوحةٌ لكِ. خُذي من هذا القلبِ كُلَّ ما تَحتاجينَهُ لكِ وللعالَم كُلِّه. من أجلِ حُبِّكِ، لقد أبطلتُ القصاصَ العادلَ الَّذي تستحقُّه البشريَّة. يسرُّني فعلٌ واحدٌ بِحُبٍّ صافٍ أكثرَ من آلافِ الصَلَواتِ الناقصة. إنَّ تنهيدةَ حُبٍّ واحدةً تُكفِّرُ عن إهاناتٍ عديدةٍ يُرهِقُني بِها الْمُلحِدُون… أَسكُنُ في النَفْسِ الَّتي تَحيا بِحُبِّي وحدَهُ كما أَمْلِكُ في السماء. أحرسُها ليلاً نَهارًا وفيها أَجِدُ سعادتي…”.

عن التجربةِ والخطأةِ والكهنة، قال الربُّ يسوعُ للقدِّيسةِ فوستين في الرقم 1521: ” لا تتعبي من إعلانِ رحمتي. بذلك تُنعِشينَ قلبي الَّذي يتحرَّقُ بنارِ الرأفةِ على الخطأة. قُولِي للكهنةِ إنَّ القلوبَ المتحجِّرة ستَتُوبُ لسماعِ كلماتِهم عندما يتحدَّثونَ عن رحمتي الَّتي لا تُدرَك، وعن الرأفةِ الَّتي أَكُنُّها للخطأةِ في قلبي. سأُعطي قوَّةً عجيبةً للكهنةِ الَّذينَ يُعظِّمونَ رحمتي، سأمسحُ كلماتِهم وسَأَلْمِسُ قلوبَ الَّذينَ يتحدَّثونَ إليهم“.

ولكنَّ الربَّ تأفَّفَ من نُفوسِ الرهبانِ والراهباتِ والكهنةِ السائرينَ في طريقِ الضلال، قائلاً في الرقم 1702: ” سأسمحُ بتهديمِ الأديرةِ والكنائس… لأنَّ الْحُبَّ طُرِدَ من الأديرة. نفوسٌ دون حُبٍّ وعبادة، نفوسٌ مملوءةٌ بالأنانيَّةِ وحُبِّ الذات، نفوسٌ مليئةٌ بالكبرياءِ والتعجرُف، نفوسٌ مليئةٌ بالْخُبثِ والشرِّ، نفوسٌ فاترةٌ وفيها من الحرارةِ فقط ما تَحتاجُ إليه لتبقى على قيدِ الحياة.

لا يستطيعُ أن يتحمَّلَ قلبي ذلك. إنَّ كُلَّ ما أُغدِقَ عليها من نِعَمٍ ينسابُ عنها كما عنِ الصخر… أَوْجَدْتُ الأديرةَ كي يتقدَّسَ العالَمُ من خلالِها. وكان ينبغي أن يتدفَّقَ منها لَهيبٌ قويٌّ من الْحُبِّ والتضحية. فإذا لَم يتوبوا ويستعيدوا حُبَّهم الأوَّل، فسأدفعُ بِهم إلى مصيرِهم في هذا العالَم. كيف يستطيعونَ أن يقِفُوا على عرشِ الْحُكمِ الْمُقَرَّرِ ليَدينُوا العالَمَ عندما يكونُ ذنبُهُم أكثرَ فظاعةً من ذنبِ العالَم؟… إنَّ أكبرَ خطايا العالَمِ هي بِمثابةِ جُرحٍ طفيفٍ في قلبي. أمَّا خطايا النفوسِ المختارةِ فهي تجتازُ قلبي من جهةٍ إلى جهة“.

وهنا نتذكَّرُ الفصل 23 من إنجيلِ متَّى الَّذي يتحدَّثُ عن رياءِ الكتَبَةِ والفرِّيسيِّينَ، وحينَ وصفَهُم الرَبُّ يسوعُ بالقادةِ العُميانِ والْمُرائينَ وبالْجُهَّالِ وبالْحيَّاتِ نَسْلِ الأفاعي… وقال: ” الويلُ لكُم أيُّها الكتَبَةُ والفرِّيسيُّونَ الْمُراؤون! لأنَّكم تُغْلِقُونَ ملكوتَ السَمَواتِ في وجهِ الناس، فلا أنتُم تدخُلون، ولا تدَعُونَ الداخلينَ يدخُلون” (متَّى23: 13). ولَمَّا بكَتِ القدِّيسةُ فوستينَ بألَمٍ كبيرٍ، قال لَها الربُّ مُعَزِّيًا، في الرقم 1703: ” لا تبكي، لا يزالُ هناكَ عددٌ كبيرٌ من المكرَّسينَ يكنُّونَ لي محبَّةً كُبرى. ولكنَّ قلبي يرغبُ في محبَّةِ الجميع له. لأنَّ حُبِّي فائقٌ، لذا أُحذِّرُهم وأُعاقِبُهم“.

بالعودةِ إلى نِهاية الأزمنة في الرقم 1588: سَمِعَت القدِّيسةُ فوستين هذه الكلماتِ من الربِّ: ” في العهد القديم، أرسلتُ أنبياءَ يُحسِنُونَ ٱستعمالَ التهديدِ لشعبي. أمَّا اليومَ، فإنَّني أُرسِلُكِ مع رحمتي إلى كلِّ شعوبِ العالَم. لا أُريدُ أن أُعاقِبَ بشريَّةً مُتألِّمةً بل أُريدُ أن أَشفِيَها ضامًّا إيَّاها إلى قلبي الرحوم. ولا أستعمِلُ القصاصَ إلاَّ ساعةَ يُجبرونَني عليه. تتقاعسُ يدي في حملِ سيفِ العدالة. أستَبِقُ يومَ الدينونةِ بيومِ الرحمة“.

في الرقمَين 964-965: رأتِ القدِّيسةُ فوستين يسوعَ المتألِّمَ في القدَّاس، وطُبِعَت آلامُه في جسدها. ونظرَ يسوعُ إليها وقال: ” تَهلِكُ النفوسُ رغمَ آلامي الْمُرَّة. أُعطيها آخِرَ أملٍ في الخلاص، أي عيدَ رحمتي. فإذا لَم تعبد رحمتي تَهلِكُ إلى الأبد. يا أمينةَ سرِّ رحمتي، ٱكتُبي وخبِّري عن رحمتي الواسعةِ لأنَّ اليومَ المخيف، يومَ عدالتي، قريبٌ“.

الرقم 966: ” لقد حانَ الوقتُ يا ٱبنتي لأنْ تتحرَّكي. أنا معكِ. فالاضطهادُ الكبيرُ والآلامُ هي بٱنتظارِكِ. ولكنْ تَقَوَّي بالفكرةِ لأنَّ نفوسًا عديدةً ستنجو وتتقدَّس بِهذا العمل“.

وذكرَتِ القدِّيسةُ فوستين لقاءاتِها مع العذراء مريَم، وكيف كانت تُعلِّمُها لتحضيرِ العالَمِ لِمَجيءِ الثاني للمسيحِ. في الرقم 625، قالت أُمُّ الله:

يجبُ أن تكونَ حياتُكِ شبيهةً بحياتي، هادئةً وخفيَّةً، في ٱتِّحادٍ مُتواصلٍ مع الله، تَسعَيْنَ إلى التواضُع، وتُحَضِّرين العالَمَ للمجيءِ الثاني لله“. ثُمَّ قالت لَها أُمُّ الله في الرقم 635:

آه! كم يرتضي اللهُ بالنفسِ الَّتي تتبعُ بأمانةٍ إلْهاماتِ نِعَمِه! لقد أَعطَيْتُ المخلِّصَ للعالَم. أمَّا أنتِ، فعليكِ أن تُحدِّثي العالَمَ عن رحمةِ الله الكبيرةِ وتُعِدِّيهِ لِمجيئهِ الثاني، فهو سيأتي لا كمُخلِّصٍ رحوم، بل كقاضٍ عادلٍ.

آه! كم هو مُخيفٌ ذلك اليومُ. يومُ العدالةِ مُقرَّرٌ: يومُ الغضبِ الإلَهِيِّ. ترتجفُ الملائكةُ أمامه. حدِّثي النُفوسَ عن تلكَ الرحمةِ الكبيرةِ ما دام هناكَ وقتٌ (للحصول) عليها. إذا لازَمْتِ الصمتَ فسيتوجَّبُ عليكِ أن تُؤدِّي حسابًا عن عددٍ كبيرٍ من النُفوسِ في ذلك اليوم. لا تَخافي شيئًا. ثابِري في الأمانةِ حتَّى النهاية. إنَّني أتعاطَفُ معكِ“.

وبينما كانتِ فوستين تُصلِّي لِبَلَدِها بولونيا، سَمِعَت ما يلي: ” أكُنُّ محبَّةً خاصَّةً لبولونيا. إذا كانت مُطيعةً لإرادتي، فسأرفعُها بالمقدرةِ والقداسة، وستنطلقُ من إرادتِها الشَرارةُ الَّتي ستُحضِّرُ العالَمَ لِمجيئي الأخير“.

ولكنْ، ما هيَ الأزمنةُ الأخيرة؟ ما هي جُذورُها؟ ومتى بدأت وكيفَ ستنتهي؟ وكيفَ سيظهرُ الدجَّالُ؟.. يُتبع..


[1]  القدِّيس لويس ماري غرينيون دو مونفور، الإكرام الحقيقيُّ للعذراء الفائقة القداسة، جماعة أمجاد مريَم، 2010.

[2]  إشارةٌ هنا إلى العذراءِ مريَمَ الَّتي تَسحَقُ رأسَ الشَيطانِ مِن خلالِ نَسلِها كما وردَ حرفيًّا في الكتابِ المقدَّس (تك3: 15).

[3]  القدِّيسة فوستين، الرَحمة الإلهيَّة في داخلي، المركز الكاثوليكيُّ للإعلام، تعريب الأب أنطوان الجميِّل، منشورات الرُسُل، جونيه، 2005.

[4]  الخوري غسَّان رعيدي، العظة رقم 34/2011، سيِّدة المعونات – زوق مكايل، الأحد 01/05/2011 – زمن القيامة أسبوع 2 الرَحمة الإلهيَّة (يو20: 26-31).

[5] القدِّيسة فوستين، الرَحمة الإلهيَّة في داخلي، المَرجِع نفسه، ص433.

[6] لَم يتكلَّم الرَبُّ عن نفسه بصيغة المتكلِّم بل بصيغة الغائب ليركِّز على دوره كمخلِّص.

[7] المَرجِع نفسه، رقم 83، ص74. علِمتُ بِهذا النَصِّ للقدِّيسةِ فوستين بواسطة ٱبنةٍ لله.

المصدر:انتصار قلب مريم الطاهر – نهاية الأزمنة وجلجلة الكنيسة 2012 ص: 20-21-22-23-24-25
يمكنك تنزيل الكتاب

الوكيلُ الأمينُ والوكيلُ الخائن (الجزء 1)
نهاية الأزمنة.. وتحدّيات “الوكيل الأمين”.. “لا تُطفئوا الروح. لا تحتقروا النبوءات وٱمتحِنُوا كلَّ شيءٍ”.. (الأب غسان رعيدي)

“أيّها المُراؤون، تعرفون أن تُميّزوا وجه الأرض والسماء أمَّا هذا الزمانُ فكيف لا تميّزونه؟” (الجزء 2)
يُوبِّخُ عَ كيفيَّة قراءةِ علاماتِ الطقس في الطبيعة وعدمِ قراءةِ علاماتِ مجيئِهِ الثاني (الأب غسان رعيدي)

الإمتحان الكبير ونهاية الأزمنة وعلاماتها.. 🔥 (الجزء 3)
لَم يَعُد يُنظَرُ إلى الخطيئةِ اليومَ على أنَّها شرٌّ 🌷🌷

عبادةَ العالَمِ المادِّيِّ مغلَّف بالأَنْسَنَةِ والدفاعِ عن حُقوقِ الإنسان ومُبطَّنة بالْمَكْرِ ومُمَثِّلةً بالمسيحَ الدجَّالَ (لويس دو بوديكور، الأمينُ العامُّ لجمعيَّةِ القدِّيسِ بولسَ – 01 آب 1882)


“طُوبى للَّذي يَقرَأُ كَلِماتِ هذه النُبوءَة،

ولِلَّذينَ يَسمعونَها ويَحفظونَ ما هو مَكتوبٌ فيها،

لأنَّ الوقتَ قَريبٌ!” (رؤ1: 3)

“ها هو يأتي على السُحُب،

وسَتَراهُ كلُّ عَين،

وأيضًا الَّذينَ طَعَنوه،

فتَنتَحِبُ عليه قبائلُ الأرضِ كلُّها.

أجل! آمين.

أنا هو الأَلِفُ والياء،

يقولُ الرَبُّ الإله،

الكائن، والَّذي كان، والآتي،

الضابطُ الكُلَّ” (رؤ1: 7 – 8)