عَ مدار الساعة


الكلمة الصحيحة في الكتاب المُقدَّس “الفولغاتا/ BIBLIA SACRA VULGATA”.. تواضع أمته وليس حقارة أمته.. وممتلئة نعمة وليس المنعم عليها.. + نماذج أخرى


لماذا الفولغاتا..؟؟
BIBLIA SACRA VULGATA

BIBLIA SACRA VULGATA بعد أن ساد التَّضليل والمضلِّلون في أيامنا هذه ان من خارج الكنيسة او من داخلها؛ واجتاحت اﻷناجيل المَنحولة بيوت المؤمنين، اردنا العودة الى الينبوع الصافي والشّافي وهو “الكلمة” حيث ﻻ ضلال وﻻ مفسِدين وشواذ او تدْنيس..

الكتاب المقدّس الفولغاتا هو الكتاب المقدّس (بعهْدَيه القديم والجديد دون أي نقصٍ في الأسفار) المرجع الرّسمي المُعتمد في الكنيسة الكاثوليكية جمعاء منذ القرن الخامس وهو المَعصوم من الخطأ بحسب تثبيت المجامع الكنسيّة المقدّسة وخاصّة التريدنتيني (1545 – 1563)

تمّت ترجمته الى اللغة العربية من اللاتينية من قبل الآباء الدومينيكان والآباء اليسوعيّين في القرن التاسع عشر، وبعد مقارنة النّسختين جاءتا متطابقتا النص الإنجيلي مما يؤكد قدسيّة هذا الكتاب المقدس للكنيسة الواحدة الجامعة الرسوليّة.

القديس جيروم أو القديس إيرونيموس في دراساته،
الفنان دومينيكو جيرلاندايو، 1480، كنيسة أوجنيسانتي، فلورانسا

في القرن الرابع، وبطلب من البابا القديس دَماسيوس الأول، قام القدّيس إيرونيموس بعمل جبّار دام 20 سنة بجمع الآيات الصّحيحة من اللغات الأصلية الأربعة ( العبرية واﻵرامية واللاتينية واليونانية) الى اللاتينية في كتاب واحد سمِّيَ بالفولغاتا VULGATA أي اللغة العامية او الشائعة (سنة382م)، وقد ثبّتته الكنيسة في المجامع المقدّسة ليصبح الكتاب المقدّس الرّسمي المعتمد في الكنيسة جمعاء حتى يومنا هذا والمعْصوم من الخطأ.

ليعود ويذكِّر به مجدّدا البابا المعلم بنديكتوس السادس عشر XVI ويثبِّته من جديد كمرجع النّص الإنجيلي الصّحيح والمعصوم للكنيسة. وقال البابا نفسه عن القديس جيروم: “انه نموذج العاشق الحقيقي لكلمة الله”.

لُقّب القدّيس إيرونيموس (St Jérôme) من الكنيسة، والوحيد بين القدّيسين ب”مُعلّم الكتاب المقدّس” .

الى جانب عمله (الفولغاتا) الجبّار والذي لا يثمّن، قام بترجمة 78 عظة لأوريجينوس، كُتُب أوريجينوس الأربعة “عن المبادئ”، والرسائل الفصحيّة للبابا ثاؤفيلس الإسكندري، ورسالة فصحيّة للقدّيس أبيفانيوس، ومقال القدّيس ديديموس السَّكندري “عن الرّوح القدس”… الخ.

كتاباته:

1. اهتمّ بتفاسير الكتاب المقدّس، فُقد بعضها. فسّر سفر الجامعة، وبعض رسائل القدّيس بولس، وإنجيل متّى، والرُؤيا، واهتمّ بأسفار الأنبِياء، أروعها تفسيره لسفر أشَعياء.. الخ. في تفاسيره حمل المنهج الإسكندري، مستخدمًا أسلوب العلاّمة أوريجينوس وطريقته الرّمزية حتى بعد مقاومته له.
بعض تفاسيره كتبها بسرعة شديدة، فسُجّل تفسيره لإنجيل القدّيس متّى في 14 يومًا.

2. كتب في التاريخ: “مشاهير الرِّجال” ويعتبر الكتاب التاريخي الثاني بعد كتاب أوسابيوس القَيصري، ضم 135 فصلًا، مقدِّمًا في كل فصل عرض لسيرةِ كاتبٍ مسيحي وأعماله الأدبية.
كتب أيضًا في سِيَر الرُّهبان، كما سجّل حياة القدّيس بولا الطّيبى وغيره…

3. كتابات جدليّة ضد يوحنا أسقف أورشليم، واحتجاجه ضد روفينوس، وآخر ضد هلفيديوس Helvidius (بخصوص دوام بتوليّة العذراء مريم)، وضد جوفينيان، وضد البيلاجيين… الخ.

4. رسائله..

ترك القديس جيروم للمسيحية إرثاً لا يقدر بثمن، وكان مثالا يُحتذى في عشق كلمة الله، وكرس حياته لتمكين الآخرين من امتلاك المعرفة نفسها ودراسة الكتاب المقدس. وللقديس جيروم عبارة شهيرة:
“أولئك الذين يتجاهلون الكتاب المقدس، إنما يتجاهلون قوة وحكمة الله. لذلك من يتجاهل الكتاب المقدس، إنما يتجاهل المسيح.”

تنيَّح القدّيس في بيتَ لحم عام 420 م في مغارة المَهْد، وقد نُقل جُثمانه إلى روما. ودفن تحت مذبح كنيسة القديسة مريم الكبرى Santa Maria Majore بكل إكرام ومأتم مهيب.
وهو الآن معتبر من الكنيسة الجامعة أنه من آباء ومن معلمي (ملافنة) الكنيسة. نعيِّد له في 30 من أيلول (سبتمبر)

لماذا الفولغاتا VULGATA..؟؟

هدفه نشر الكلمة الصحيحة، فالكتاب المقدس الفولغاتا VULGATA هو الكتاب المقدس الرسمي المعتمد في الكنيسة الكاثوليكية جمعاء وهو المعصوم من الخطأ بحسب المجامع الكنسية المقدسة وخاصة المجمع التريدنتيني (1563 – 1545).


نماذج من الآيات المحرفّة والتي نقابلها بالترجمة الصحيحة للكتاب المقدس الفولغوتا VULGATA ، بالنهاية كلمة الله ﻻ تتبدل كما بحسب اهواء بعض الشيع التي تحارب الكنيسة ان من الداخل او خارجها.

(1)

إنجيل لوقا 1: 28 اﻵية الصحيحة والحقيقية في الكتاب المُقدس الفولغاتا VULGATA:
“وقال لها الملاك: السلام عليك يا ممتلئة نعمة. الرب معك. مباركة انت في النساء”
اﻵيات الخطأ والضلال في الكتب اﻷخرى:
“وقال لها الملاك: السلام عليك يا من أنعم الله عليك. الرب معك. مباركة انت بين النساء”
أو
“وقال لها الملاك: سلام أيتها المنعم عليها. الرب معك. مباركة انت في النساء”
أو
“وقال لها الملاك: السلام عليك يا ممتلئة نعمة. الرب معك.”

تفسير:

أوﻻً ان الملاك جبرائيل كان واضحاً جداً مع العذراء القديسة وقد نقل أولاً سلام الله ورسالة الله لها سائلاً اياها أن تكون اﻷم، أم الله والحواء الجديدة التي من خلالها (بواسطتها) أراد القدير ان يتمم الخلاص. وثانياً تكلم اليها الملاك بصفتها الملكة وقال لها ثلاث أفكار ﻻ اثنتان.. والفكرة الثالثة هي:

مباركة أنت في النساء” فلماذا يتم شطبها في بعض تلك الكتب ؟ (نسميها كتب ﻻ أناجيل ﻷن الانجيل المقدس و آياته المقدسة هي موحات وإملائية من الروح القدس-الله وخطيئة مميتة التلاعب بها).

وأيضا يقال “مباركة أنت في النساءوليس (بين النساء) : ﻷن كلمة (في) تعني أن العذراء مريم مباركة بين جميع النساء اللواتي أتين وهن اﻵن واللواتي سيأتين .. أما كلمة (بين) تعني أنها مباركة بين النساء الموجودات اﻵن.

ونوسع التفسير اﻵن في اﻷهم:

ما الفرق بين (ممتلئة نعمة) و (من أنعم الله عليك أو المنعم عليها).. قد يقول البعض لكم أنها فقط الفروقات في الترجمات من اللغات الأصلية، فاذا كان هذا عن جهل فهذه مشكلة أما اذا كانت عن قصد، فتلك مصيبة وخطيئة مميتة… لأن الفرق جوهري بالمعنى.
لماذا ؟
قول “يا ممتلئة نعمة” للملاك، أي ان جميع النعم لدى الله وضعها في العذراء مريم الكلية الطهارة، والبريئة من الخطيئة الأصلية، والحبل بلا دنس، والسلطانة، … والملكة.. و.. الخ وهي في فكر الله منذ اﻷزل والمعدة لتكون أم الله ووالدته.
أما اذا قلنا “يا من أنعم الله عليك” أو “أيتها المنعم عليها” هذا يعني: كما أن الله انعم على كل منا، كل البشر، كذلك أيضا أنعم على مريم العذراء. اذن هي كما جميع البشر قد أنعم الله عليها كما علينا. هذا يعني انها امرأة خاطئة كأي امرأة وكأي انسان مثلنا لم تعصم من الخطيئة الأصلية… وبما أنها امرأة خاطئة، هذا يعني مباشرة أن يسوع ليس المسيح وبالتالي ليس الله.
انتبهوا اخوتي الاعزاء وﻻ تقبلوا ابداً ان تكونوا ساذجين في ايمانكم ودينكم العظيم الملكي والالهي. وﻻ تقبلوا اﻻ المعرفة. وخاصة اﻵيات التي تمس مريم العذراء التي هي محاربة اﻷكثر؛ وهي نقطة الخلاف وعدوة الساقط الابدي. تذكرو اﻵية لسمعان الشيخ التي تقول:
“وأنت سيجوز سيف في نفسك لتنكشف أفكار من قلوب كثيرة” (لو 35:2)
هذه اﻵية هي نبوءة وضعها الروح القدس-الله على لسان الشيخ ليقول لنا الروح ويعلمنا أن مريم عروسه التي ﻻ عيب فيها هي اساس الحرب على الكنيسة من الشيطان.
ﻻ يستطيعوا أن ينكروا يسوع المسيح بل ينكرون الأم – حواء الجديدة – المرأة الملتحفة بالشمس، ويحاربها الشيطان من خلال جنوده العميان على الأرض ويكرهونها.

(2)

إنجيل لوقا 1: 29 اﻵية الصحيحة والحقيقية في الكتاب المُقدس الفولغاتا VULGATA:
“فلما رأته، اضطربت من كلامه. وفكرت ما عسى أن يكون هذا السلام”
اﻵية الخطأ والضلال في الكتب اﻷخرى:
“فاضطربت مريم لهذا الكلام، وراحت تفكر ما عسى أن يكون هذا السلام”
تفسير:
كثيرين ممن يشككون في الكتاب المقدس وخاصة انه موحى من الروح القدس-الله. وزاد على هذا اﻷضطراب اعداء الكنيسة وخاصة أعداء مريم البتول بتحريفهم للآيات المقدسة. يسألنا البعض من ضعيفي الإيمان ما هو اﻷثبات أن مريم خاطبت الملاك؟! فيمكن أن يكون حلم … أو ممكن أن يكون قد تهيأ لمريم أمور كونها كانت تستغرق وتحلم بمجيء المسيح المنتظر!! نعم، هذا ما يقولونه !
اعلموا أنه قيل في انجيل لوقا أن مريم العذراء القديسة، رأت الملاك جبرائيل وهو يكلمها في ظهوره لها “(فلما رأته اضطربت) من كلامه. وفكرت ما عسى أن يكون هذا السلام”. نعم، هذا ما كتب في اﻷنجيل الرسمي الفولغاتا
المعصوم ولم نجده في كثير من اﻷناجيل اﻷخرى (قد حذفوا “فلما رأته”).
لماذا تحريف القليل مما ذكر عن مريم في اﻷناجيل بدل من أن نطوبها عندما نعرف أكثر عن أم الله. والمجد ليسوع المسيح… دائما ليسوع المسيح

(3)

إنجيل لوقا: 1: 48-49 اﻵية الصحيحة والحقيقية في الكتاب المُقدس الفولغاتا VULGATA
48  “لأنّهُ نظرَ الى تواضُع أمتِهِ. فهوذا منذُ الآن يُعطيني الطّوبى جَميعُ الأَجيال”.
49 “لأَنّه قد صَنعَ بِيَ عَظائِم القَويُّ والقُدّوس اسمُهُ.”

الآيات الخطأ والضلال في الكتب الأخرى:
48 “لأنّه نظرَ الى (حقارة أمته – أو – خادمته الوَضيعة)؛ فها منذ الآن (تغبِّطني – أو – تطوِّبني) جميع الأجيال.”
49  “لأن القدير صنع لِيّ عظائم، فان اسمه قدّوس.”
تفسير:
48- تتواصل الحرب الضّروس على مريم الفاءقة القداسة ويحقِّرونها ويقوِّلونها ما لم تقلْه. ما قالت مريم الحبيبة أنها “وضيعة” ولا “حقيرة” بل حافظت على قمّة التواضع كما دائماً بقولها أنها “خادمة الله بتواضع”.
حتّى أمام الملاك جبرائيل المرسل من الله طالباً منها أن تكون أم الكلمة الذي يريد أن يتجسّد بواسطتها، حافظت الأم على تواضعها المطلق أمام طلب الله وقبلت بكلّ فرح وتواضع وتسليم بقولها “تواضع أمته” أي تواضع خادمته وان علِمت أنها سوف تكون أم الله.
لماذا تحقِّرون الأم يا قليلي الأيمان ؟
من ستحمل الله في أحشاءها يجب عليها أن تكون متواضعة بالفطرة حتى أن سمت نفسها الخادمة؛ من ستحمل الله في الحشا لا يمكن أن تكون وضيعة ولا حقيرة… والفرق شاسع بين التواضع والوضاعة أو الحقارة.
49- ان الفروقات التي يعملون على تغييرها في آيات الكتاب المقدس، يمكن أن تكون حرف واحد أحياناً، وفي ذلك التغيير البسيط لحرفٍ واحد، تغيير لكل المَعنى والرسالة كما سنرى في الآية 49. فلا تقولوا انه مجرّد حرف، انتبهوا جيداً ولا تتهاونوا أبداً ولا تقبلوا أن يٌسطع حرف واحد يغير المعنى من كلام الله عزَّ وجل.
قيل في الآية 49 والكلام للعذراء البريئة من الدنس (صَنَعَ بِيَ عظائم) وليس (صنع لِيَ عظائم) والفرق كبير بكبرِ كلمة الله. نعم.. اليكم التفسير:
كلمة “بِيَ” أي أن العذراء تقول أن القدير صنع من خلالي أو بواسطتي العظائم. فبواسطة العذراء سيخلّص البشر من الخطيئة بتجسُّده من العذراء مريم. وهو الذي بتجسُّدِه سيحوِّل مريم الى الحوّاء الجديدة. أما القول “لِيَ” هنا نرى التكبُّر الذي أرادوه لمريم الحبيبة المتواضعة. حاشا أن تقول مريم القديسة أن الله صنع لها العظائم، بل هي لم تفكّر أصلاً بذاتها بل فهمت جيداً بتواضعها وقداستها الفائقة ما أراده الله منها وهو خلاص البشر بواسطتها. والمجد ليسوع المسيح.. دائما ليسوع المسيح

(4)

إنجيل يوحنا 3: 13 اﻵية الصحيحة والحقيقية في الكتاب المُقدس الفولغاتا VULGATA

“وَما صَعِدَ أَحَدٌ إِلَى ٱلسَّمَاءِ، إِلاَّ ٱلَّذِي نَزَلَ مِنَ ٱلسَّمَاءِ، إِبْنُ ٱلْبَشَرْ، ٱلَّذِي هُوَ فِي ٱلسَّمَاءِ”.

الآيات الخطأ والضلال في الكتب الأخرى:
“لم يصعد أحد الى السماء، الا الذي نزل من السماء، وهو ابن الأنسان”
أو
“لم يصعد أحد الى السماء، الا ابن الأنسان ونزل من السماء”

تفسير:
من القديس اغوسطينوس (+ 430) زمن الفصح الاثنين/ الاسبوع الخامس
نَتَّحِد بالمسيح في سرِّ صُعودِهِ: اليَومَ صَعِدَ ربُّنا يسوعُ المسيحُ الى السماء. فلْيُرافِقْهُ قَلبُنا، وَلْنَسْمَعْ ما يقولُهُ لنا الرسول:

إنْ كُنتُم قد قُمتُمْ معَ المسيحْ فابْتَغوا ما هوَ فوق حيثُ المسيحُ جالِسٌ عَنْ يَمينِ الله. إفْطَنوا لِما هوَ فوق لاَ لِما هوَ على الأرض (كول3: 1-2). كَما أنَّ يسوعَ صعِدَ ولَم يبتَعِدْ عنّا، كذلِكَ نَحنُ فَوْقُ معهُ، رَغْمِ أنَّ وعدَهُ لنا لَمْ يتحققْ بعدُ في جسدِنا. هو مُرتَفِعٌ فوقَ السماوات، ومعَ ذَلِكَ يَحتَمِلُ على الارضِ ما نَحتَمِله، نَحنُ أعضاؤهُ مِنْ مَضايق. لَقَدْ شَهِدَ على ذلِكَ حينَ صاحَ مِنْ عَلُ:
شاول، شاول، لِمَ تَضْطَهِدُني؟ (اع9: 4)،
وكُنتُ جائِعاً فأطعمتموني! (متى25: 35).
لِماذا لا نَعمَلُ على هذِهِ الارض، لِكي نَستريحَ معهُ في السماء، بِالرِباطِ الذي يشُدُّنا إليهِ: الإيمانُ والرجاءُ والمحبة؟ هوَ في السماءِ لا يزالُ معنا، ونَحنُ هُنا لا نزالُ معهُ. وهوَ يُمْكِنهُ ذلِكَ بِحُكمِ ألوهيتهِ وقَدْرَتِهِ وحُبِّهِ، أما نَحنُ فَلَنْ نستطيعَ ذلِكَ بالألوهية بل بِالحُبّ.
لَمْ يَترُكِ السّماءَ قطُّ حينَ انْحدرَ إلينا، ولا تَرَكَنا قطُّ حينَ صعِدَ الى السماء. شَهِدَ لحضرَتِهِ في العُلى وهوَ هُنا: “لَمْ يَصعدْ أحدٌ الى السماءِ إلاّ الذي نَزَلَ مِنَ السماء، ابنُ البَشرِ الذي في السماء” (يو3: 13). لَمْ يَقُلْ: ابنُ البَشرِ الذي سَيُصبِحُ في السماء. بلْ: ابْنُ البشرِ الذي في السماء. قبلَ صعودِهِ وَعَدَ أن يبقى مَعَنا، حتَّى ولو أصبَحَ فوق، إِذْ قال: “وها أنا مَعَكُم كُلَّ الأيامِ إلى مُنتهى الدهر” (متى28: 20)

ان الروح القدس-الله يوضح لنا في هذه الآية أن الأبن-الله هو على الأرض وفي السماء بنفس الوقت، وهذا ما ينكره ضعيفي الأيمان الهراطقة ويسمحون لأنفسهم أن يغيّروا كلمة الله بحسب أهواءهم وبحسب فهمهم بعقولهم الضعيفة الأنسانيّة الخاطئة؛ أما الله فقد طلب منا أن نؤمن بكلمته المقدّسة وأن نفهمها كما هي كما أعطانا اياها لا كما نريد فهمها الى حد التغيير بها !!!

في هذه الآيَة بيانٌ جَلِيٌّ واضحٌ على طبيعة يسوع الإلهيّة الحاضرة في السماءِ، كونِه بطبيعتِه الإنسانيّة على الأَرض، يَتكلّم مع الله أَبيه كونِه يتكلّم مع نيقوديموس على الأَرض، إنَّ يسوع بهذه الآيَة يُوضِحُ فيها أنَّه ليس كباقي آباءِ العهد القديم العُظماء ولا الأنبياء القديسين كما دعاه نيقوديموس في بدايةِ حديثِه معه، بل هو الله الحاضِر في كلِّ مكان، بل هو رَبُّ الأَنبياءِ والملائكة والقِديسين، ولنَحذَر مِنْ بعض الترجماتِ التي تُحَرِّف آياتِ الإنجيل، ومنها مُترجم عن إِحدى الترجماتِ الأَصليّة، لهذا بالطَّبعِ نرى الإختلافِ في جميعِ الترجمات المُتواجِدة بين أَيدينا. أمّا هذه التّرجَمة بالذات فهي التّرجَمة الكامِلة التي فَرضَتها السُّلطة التّعليميّة في الكنيسة على مدى تاريخِها مُنذُ الأَجيال الأُولى، وسمَّتها “بالتّرجمة الشائعة الفولغاتا” والمجد ليسوع المسيح.. دائما ليسوع المسيح ♰

(5)

݀إنجيل يوحنا 51:6 اﻵية الصحيحة والحقيقية في الكتاب المُقدس الفولغاتا VULGATA

“أَنا الخُبْزُ الحَيُّ الَّذي نَزَلَ مِنَ السَّماءِ. 52 إنْ أَكَلَ أَحَدٌ مِنْ هذا الخُبْزِ يَحْيا إلى الأبَدِ، والخُبْزُ الّذي سأُعْطيهِ أَنا، هوَ جَسَدي لِحَياةِ العالمِ”.

الآية الخطأ والضلال في الكتب الأخرى:

” أَنَا هُوَ الْخُبْزُ الْحَيُّ الَّذِي نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ. إِنْ أَكَلَ أَحَدٌ مِنْ هذَا الْخُبْزِ يَحْيَا إِلَى الأَبَدِ. وَالْخُبْزُ الَّذِي أَنَا أُعْطِي هُوَ جَسَدِي الَّذِي أَبْذِلُهُ مِنْ أَجْلِ حَيَاةِ الْعَالَمِ.”

تفسير:

إنَّ الترجمات العديدة التي تُنشر هنا وهناك، تُسبّب بلبلة للمؤمنين، وتشويش في فهم النصوص والآيات وحتى في كل كلمة بل حتى كل حركة. ألم يقل الروح القدس في سفر الرؤيا: “إنَّ الذي يَحذف ياءٌ أو نقطة من الكتاب هذا يحذف الله إسمه من سفر الحياة الأبدية”(رؤيا 22/)، فإذا كانت الترجمات تختلف فيما بينها، فذالك يعني أن البِدع بإمكانها أن تتلاعب في النص، وتُحرّف آياتِه وكلماتِه. وكيف يُمكِن أنْ نُميّز صِدقَ المُترجمين وانحراف اللاهوتيّين؟ كيف نستطيع؟

لنحذر الآية المُحرّفة التي يَستخدمها البِدَع ليَنكروا على المسيح إعطائَنا جسده ودمَه مأكلاً ومشرباً، لأنّهم بهذا التحريف يُضيفون “هو جسدي أَبذله” لحياة العالم، أي إنَّ المسيح لم يُعطنا جسدَه طعاماً ودمَه شراباً مُعتبرينه بالرمز فقط، بل إنَّه أعطانا جسده على الصليب كما يدّعون، “مَبْذولاً” كل دمه لأجلنا، هذا هو المقصود من أنَّ المسيح أعطانا جسده ودمه طعاماً.

“من كان أميناً على القَليل فهوَ أميناً على الكثير. ومن كانَ خائِناً في القليل فهو خائن بالكثير” (لو 10:16) والمجد ليسوع المسيح.. دائما ليسوع المسيح ♰


تعليم هام جدآ !
المجمع التردنتيني (1545 – 1563)
+عن الكتاب المقدس الفولغاتا+
المجمع التريدنتيني المسكوني التاسع عشر :
(مجمع مسكوني عقائدي ثابت معصوم ومقدس)

دعا إلى انعقاده البابا بولس الثالث. انعقد المجمع خلال ثلاث فترات منفصلة. ثم عاقت الحروب والنزاعات الدينية عمله. وخلال الفترة الأولى من 1545م إلى 1547م أعلن المجمع أن الكتاب المقدس والتقليد المقدس هما المصدران الصحيحان والوحيدان للإيمان الكاثوليكي وأن للكنيسة الحق الأوحد في تفسير كلمة الله. ورفض المجمع وجهات النظر البروتستانتية حول الخلاص والخطيئة.
أما في الفترة الثانية التي امتدت من سنة 1551م إلى سنة 1552م، فقد عرّف المجمع طبيعة الأسرار السبعة وأعاد تأكيد مبدأ التحوُّل الجوهري في ذبيحة القداس.
وأما في الفترة النهائية من 1562 إلى 1563م، فقد دافع المجمع عن صحة صُكوك الغفران، وأقرّ شرعية الصلاة للقديسين، وعَرَّف ذبيحة القُداس، وكثيرًا من العقائد. وأمضى المجمع إصلاحات مثل تأسيس مدارس اللاهوت لتدريب الإكليروس، وتحقيق مطلب عيش كل أسقف في منطقته الخاصة. وقد صادق البابا بيوس الرابع في 26 يناير سنة 1564م على كل المراسيم التي صدرت عن المجمع، والتي أصبحت فيما بعد جزءًا من العقيدة الكاثوليكية.
بهذا شكَّلَ المجمع إحدى أهم عناصر “الإصلاح الكاثوليكي” أو ما سمّاه المؤرخون الألمان بالإصلاح المُقابل.

+ قرار في تقبّل الكتب المقدّسة والتقاليد:
1501- المجمع التريدنتيني المسكوني والعام المقدس، المنعقد شرعياً في الروح القدس، … يجعل دائماً أمام عينيه، وهو يزيل الأضاليل، نيّة الحفاظ، في الكنيسة، على نصاعة الإنجيل الذي وعد به الأنبياء قبلاً في الأسفار المقدسة، وأعلنه سيّدنا يسوع المسيح، ابن الله بلسانه، ثمّ طلب من رسله أن يبشرّوا به كلّ خليقة، على أنّه ينبوع كل معرفة خلاصيّة، وكلّ قاعدة أخلاقية (رَ متى 16 : 15).
وهو يرى بوضوح أيضاً أنّ هذه الحقيقة وهذه القاعدة هما في بطن الكتب المكتوبة، كما هما في التقاليد غير المكتوبة، تقبّلهما الرسل من فم المسيح نفسه، أو تناقلهما الرسل يداً بيد بإملاء الروح القدس، ووصلتا هكذا إلينا.
ولهذا، على مثال الآباء القويمي الإيمان، يتقبّل هذا المجمع المقدس ويُحلّ، بنفس عاطفة التقوى ونفس الاحترام، جميع أسفار العهدين القديم والجديد، إذ أنّ الله هو واضعهما الوحيد، والتقاليد نفسها المتعلّقة بالإيمان والأخلاق، على أنّها منقولة عن لسان المسيح أو من إملاء الروح القدس، ومحفوظة في الكنيسة الكاثوليكية بلا انقطاع.
وقد رأى من المستحسن أن يُضمّ إلى هذا القرار قائمة الأسفار المقدسة، لكي لا يخامر أحداً شكّ في موضوع الأسفار التي تقبّلها المجمع، وهي كما يلي:
1502- في العهد القديم: خمسة أسفار لموسى هي: التكوين، والخروج، والأحبار، والعدد، وتثنية الاشتراع، أسفار يشوع، والقضاة، وراعوت، وأسفار الملوك الأربعة، وسفر أخبار الأيّام، سفر عزرا الأول، والثاني الذي يقال له سفر نحميا، وطوبيّا، ويهوديت، وأستير، وأيّوب، ومزامير داود وهي مئة وخمسون مزموراً، وإرميا مع باروك، وحزقيال، ودانيال، والأنبياء الصغار الاثنا عشر أي هوشع، ويوئيل، وعاموس، وعوبديا، ويونان، وميخا، ونحوم، وحبقوق، وصفنيان وحجّاي، وزكريّا، وملاخي، وسفر المكابييّن، الأول والثاني.

1503- في العهد الجديد: الأناجيل الأربعة لمتى ومرقس ولوقا ويوحنا؛ أعمال الرسل بقلم لوقا؛ رسائل الرسول بولس الأربع عشرة، إلى الرومانييّن، اثنتان إلى الكورنثيّين، إلى الغلاطييّن، إلى الأفسسييّن، إلى الفبليبيين، إلى الكولسييّن، اثنتان إلى التسّالونيكيين، اثنتان إلى تيموثيوس، إلى تيطس، إلى فيلمون، إلى العبرانييّن، اثنتان لبطرس الرسول، ثلاث ليوحنا الرسول، واحدة ليعقوب الرسول، واحدة ليهوذا الرسول، ورؤيا يوحنا الرسول.
1504- إذا لم يتقبّل أحدٌ هذه الأسفار على أنّها مقدسة وقانونية في مجملها، مع جميع أقسامها، كما جرت العادة أن تقرأ في الكنيسة الكاثوليكية، وكما توجد في الطبعة المنتشرة (Vulgata) اللاتينية القديمة؛ إذا احتقر التقاليد السابقة عن معرفة واختيار حرّ، فليكن محروماً.
1505- فليدرك الجميع هكذا النظام والنهج اللذين سيتّبعهما المجمع، بعد وضع أسس الاعتراف بالإيمان، ولا سيّما الشهادات والأسناد التي سيعتمدها لتثبيت العقائد وإصلاح الأخلاق في الكنيسة.

 + مرسوم في الطبعة المنتشرة للكتاب المقدّس (الفولغاتا) وطريقة تفسير الكتاب المقدّس:
1506- وإلى ذلك فالمجمع المقدّس نفسه رأى من المفيد جداً لكنيسة الله أن تعرف أياً من طبعات الأسفار المقدسة اللاتينية المنتشرة تكون الأصلية فتعتمد: وقد أقرّ وأعلن أنّ الطبعة المنتشرة القديمة (فولغاتا)، التي وافقت عليها الكنيسة نفسها باعتمادها لها قروناً كثيرة، يجب أن تُعدّ أصيلةً في الدروس العامّة، والنقاشات، والمواعظ، والشروح، ولا يجرؤنّ أحدٌ ويحمله الغرور على رفضها لأيّ عذرٍ من الأعذار [رَ 3825].
1507- وعلاوةً على ذلك، ولكي يضبط النفوس الصّعبة المراس، يقرّ أنّه لا يجوز لأحد، في أمور الإيمان أو الأخلاق المتعلّقة بهيكلية الإيمان المسيحيّ، أن يتجرأ، مستنداً إلى حكم واحد، على شرح الكتاب المقدس مائلاً بمعناه إلى النحو الذي يراه هو، مخالفاً بذلك المعنى الذي اعتمدته وتعتمده أمّنا الكنيسة المقدسة، التي يرجع إليها أن تبتَّ في معنى الأسفار المقدسة وشرحها الحقيقيّ، أو مخالفاً أيضاً ما اتّفقت عليه آراء الآباء، وإن لم تنشر شروحٌ من هذا النوع على الإطلاق…
1508- ولكن المجمع المقدس يريد أيضاً، وعلى حقّ، أن يضع للطَّابعين قانوناً في الموضوع… وهو يقرّر ويبتّ أن يُطبع الكتاب المقدس، ولا سيّما الطبعة المنتشرة القديمة فولغاتا)، على أدقّ وأكمل وجهٍ ممكن؛ ولا يجوز لأحد أن يطبع أو يطلب طبع أيّ كتاب يعالج الموضوعات المقدسة بدون ذكر اسم المؤلف، وأن يبيعه أو أن يحفظه عنده، ما لم ينظر الأسقف المحلّي في هذه الكتب ويوافق عليها…

يمكننا أن نؤكد لكم أن الطبعة اليسوعية حتى سنة ١٩٧٤ كانت ما تزال أمينة وصحيحة ١٠٠% ، أما الطبعات ما بعد هذا التاريخ لا يمكننا تأكيد صحتها.

BIBLIA SACRA VULGATA نضع هذه الصَّفحة تحت رعاية الرُّوح القدس المعزِّي والمدبِّر، بشفاعة والدة الله الفاءِقة القداسة سلطانة السّماء والأرض، وبشفاعة القدّيس إيرونيموس (معلِّم الكتاب المقدَّس) وتحت طاعة السُّلطة الكنسيّة لتعليمها الرَّسمي.. BIBLIA SACRA VULGATA