🔴 “جميعنا يطلب الله على طريقته، كلّ دينٍ يلتقيه على طريقته، جميعنا أبناء الله” 🔴
عبارةٌ عالميّة عِلمانيّة نسمعها غالبًا من بعض النّاس، لا سيّما الذين يجهلون حقيقة يسوع المسيح، فلا لوم عليهم. ولكن ماذا لو أضحى يردّدها المسيحيّون عن جهلٍ من جهتهم هم أيضًا للمسيح ولتعاليم كنيسته؟ وماذا لو أضحينا نسمعها من داخل الكنيسة؟ فما هي حقيقتها وغايتها؟
الديانة الموحّدة العالميّة، خليطٌ من كلّ الأديان، مزيجٌ من كلّ ما هبّ ودبّ على وجه الأرض، تجمّعٌ جديدٌ لنظامٍ عالميِّ جديد، عنوانه السّلام والوحدة والأخوّة، باطنه القضاء على الحقيقة الواحدة والحقّ وحده والخلاص وحده: “يسوع المسيح” وبالتالي تدمير الكنيسة الكاثوليكيّة، عروسته التي “أَحَبَّها وأَسْلَمَ نَفْسَهُ لأَجْلِهَا، لِكَيْ يُقَدِّسَهَا، مُطَهِّرًا إِيَّاهَا بِغَسْلِ الْمَاءِ بِالْكَلِمَةِ، لِكَيْ يُحْضِرَهَا لِنَفْسِهِ كَنِيسَةً مَجِيدَةً، لاَ دَنَسَ فِيهَا وَلاَ غَضْنَ أَوْ شَيْءٌ مِنْ مِثْلِ ذلِكَ، بَلْ تَكُونُ مُقَدَّسَةً وَبِلاَ عَيْبٍ” (أفس 5: 25- 27)
عمل الشّيطان الأعظم، تحضيرًا لظهور الإله الجديد: “ضدّ المسيح” أو “المسيح الدجّال”.
لن تظهر الديانة الموحّدة فجأةً، بل لقد تمّ العمل عليها شيئًا فشيئًا خلال سنواتٍ عديدةٍ، بالخفية وبالحيلة… وبأضاليل وهرطقات كثيرة، ومحاولات للقضاء على مبادئ الإيمان الكاثوليكي الثابت…كما قال القديس بولس: “سرّ الإثم وعمل الضّلال” (2 تس 2) الشرّ الماسوني العالميّ والكنسيّ الذي يتستّر بثياب الحمل: مساعدة الفقراء، محبّة البيئة، مكافحة الظّلم الاجتماعي، حقوق الإنسان على حساب حقوق الله ووصاياه، السّلام العالميّ، الرّحمة الكاذبة، حقوق المرأة… إلخ
لأنّه بعد دمج الأديان في دينٍ واحد، سوف يُخضعونه لدينهم الجديد ولنظامهم العالمي الجديد، ولحكومتهم العالمية الواحدة!
📍الصورة أدناه: صورةٌ مُهينةٌ للمسيح، مشوّهةٌ للحقيقة، مُبَلبِلة لكلّ ضعيف الإيمان، لا يُمكن أن يقبل بها أيّ مسيحيّ حقيقيّ. فكيف يُمكن أن يأتي يومٌ وتساوي الكنيسةُ المسيحَ ببوذا ومحمّد والدّيانة اليهوديّة التي لم تقبَله وصلبته؟
لقد تجسّد الإله مرّةً واحدةً، لا ليؤسّس ديانةً أرضيّة ثانويّةً ضمن الكثير من الديانات، بل ليدعونا إلى الحقيقة والخلاص به. وهذه الحقيقة سلّمها إلى “رسله وأودعها في الكنيسة الواحدة الجماعة المقدّسة التي أسّسها بدمه: وهي “عَمُودُ الْحَقِّ وَقَاعِدَتُهُ. (1 تيم 3: 15)
تجسّد المسيح لا ليدعونا للبحث عن الله، بل ليقول لنا: “أنا الله تنازلتُ وتواضعتُ بحثًا عن الإنسان لأخلّصه”. فكما أنّ الإله يسمو على الإنسان، كذلك الحقيقة تفوق كلّ ديانة وكلّ محاولة بحثٍ عن الحقيقة.
وليس هناك بنوّة حقيقيّة ولا أخوّة إلهيّة حقيقيّة خارج المسيح، لأنّ المسيح وحده تبّنانا بموته وقيامته وأسرار كنيسته، بعد أن قطعت الخطيئة بنوّتنا وعلاقتنا مع الله الآب:
“هكَذَا نَحْنُ أَيْضًا: لَمَّا كُنَّا قَاصِرِينَ، كُنَّا مُسْتَعْبَدِينَ تَحْتَ أَرْكَانِ الْعَالَمِ. ولكن لمّا بلغ ملء الزّمان، أرسل الله ابنه مولودًا من امرأة، مولودًا تحت النّاموس، ليفتديَ الذين تحت النّاموس، وننال التّبني” (غل 4/ 3 ـ 5)
إذًا لا أخوّة روحيّة خارج كنيسة المسيح وخارج الحقيقة التي أمر الرّب الكنيسة بالتبشير بها: “اذْهَبُوا إِلَى الْعَالَمِ أَجْمَعَ وَاكْرِزُوا بِالإِنْجِيلِ لِلْخَلِيقَةِ كُلِّهَا. مَنْ آمَنَ وَاعْتَمَدَ خَلَصَ، وَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ يُدَنْ.” (مر 16: 15- 16) بل فقط أخوّة عالميّة أرضيّة تجمعها العلاقات الإنسانيّة لا الحقيقة الواحدة.
فكيف تعلو أصواتٌ من داخل الكنيسة، ومن أعلى المراكز، تقول أنّ كلّ دينٍ يجد الله على طريقته الخاصّة؟ وأنّه لا داعي بعد الآن للتبشير؟ وبأنّ القول إنّ الخلاص بالمسيح وحده هو تعصّبٌ أعمى وعدم قبول الآخر وسببٌ للخلاف؟
على الكنيسة أن تشهد إلى منتهى الدّهور لحقيقة تعاليم معلّمها وعروسها، في سبيل خلاص جميع البشر، من دون محاباة وجوه، ولا خوف، ولا خجل، ولا مساومة، تشهد حتّى الموت للذي قال: “أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ. لَيْسَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَى الآبِ إِلاَّ بِي. لَوْ كُنْتُمْ قَدْ عَرَفْتُمُونِي لَعَرَفْتُمْ أَبِي أَيْضًا. وَمِنَ الآنَ تَعْرِفُونَهُ وَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ.” (يو 14: 6- 7)
“مَنْ لاَ يُكْرِمُ الابْنَ لاَ يُكْرِمُ الآبَ الَّذِي أَرْسَلَهُ. وَالآبُ نَفْسُهُ الَّذِي أَرْسَلَنِي يَشْهَدُ لِي، (يو 5: 23 / 37)
“أنا والآبُ واحِدٌ” (يو 10: 30)
لقد ابتدأ الجحود داخل الكنيسة، كما نكر يومًا بطرس معلّمه الإله: “لَسْتُ أَعْرِفُ هَذا الرَّجُلَ!” (متى 26: 70 / 72) ليظهر “رجُلَ الإثم” الذي قال عن يسوع المسيح: “أَنَا قَدْ أَتَيْتُ بِاسْمِ أَبِي وَلَسْتُمْ تَقْبَلُونَنِي. إِنْ أَتَى آخَرُ بِاسْمِ نَفْسِهِ فَذلِكَ تَقْبَلُونَهُ” (يو 5: 43) الذي يُبطِل الذّبيحة الإلهيّة ويقيم ” «رجاسَةَ الْخَرَابِ» الَّتِي قَالَ عَنْهَا دَانِيآلُ النَّبِيُّ، قَائِمَةً حَيْثُ لاَ يَنْبَغِي” (مر 13: 14) والتي شرحها الرّسول بولس بوضوحٍ:
” لاَ يَخْدَعَنَّكُمْ أَحَدٌ عَلَى طَرِيقَةٍ مَا، لأَنَّهُ لاَ يَأْتِي يوم الرّبّ إِنْ لَمْ يَأْتِ الارْتِدَادُ أَوَّلًا، وَيُسْتَعْلَنْ إِنْسَانُ الْخَطِيَّةِ، ابْنُ الْهَلاَكِ، الْمُقَاوِمُ وَالْمُرْتَفِعُ عَلَى كُلِّ مَا يُدْعَى إِلهًا أَوْ مَعْبُودًا، حَتَّى إِنَّهُ يَجْلِسُ فِي هَيْكَلِ اللهِ كَإِلهٍ، مُظْهِرًا نَفْسَهُ أَنَّهُ إِلهٌ. .” (2 تس 2: 3 -5)
“وَلكِنِ الَّذِي يَصْبِرُ إِلَى الْمُنْتَهَى فَهذَا يَخْلُصُ” (متى 24: 13)
في النهاية @قلب مريم المتألم الطاهر سينتصر