الرد:
الكنيسة تصلى من أجل المنتقل، لمغفرة ما ارتكبه من خطايا ليست للموت حسب وصية الرسول:
“إن رأى أحد أخاه يخطئ خطية ليست للموت، يطلب فيعطيه حياه، للذين يخطئون ليس للموت كل إثم خطية، وتوجد خطية ليست للموت ” (1يو5: 16، 17).
فما هى هذه الخطية التى ليست للموت؟
إنها الخطية غير الكاملة، مثل خطية الجهل أو الخطية غير الإرادية أو الخطايا المستترة أو السهوات. إننا نصلى فى الثلاثة تقديسات ونقول ” حل واغفر، واصفح لنا يا الله عن سيئاتنا التى صنعناها بإرادتنا، والتى صنعناها بغير إرادتنا، التى فعلناها بمعرفة، والتى فعلناها بغير معرفه، الخفية والظاهرة “. إذن فحتى الخطايا غير الإرادية، وخطايا الجهل، والخطايا الخفية، كلها خطايا (لأنها كسر لوصايا الله، وتحتاج إلى مغفرة، وتحتاج إلى صلاة). وفى العهد القديم، نرى أن خطايا السهو، التى لم يكن يعرفها مقترفها، حيثما كان يعرف كان يقدم عنها ذبيحة لمغفرتها
(لا4: 2، 13،14،22،23). عن خطايا الجهل هذه، وخطايا السهو، والخطايا غير الإرادية، الخطايا غير المعروفة، تصلى الكنيسة، ليغفرها الرب للمنتقلين. إن المرتل يقول فى المزمور(18) ” الهفوات من يشعر بها. من الخطايا المستترة يارب طهرنى ” عن هذه الخطايا المستترة، والتى لا يشعر بها، تطلب الكنيسة له المغفرة ولنفرض أيضاً أن إنساناً أتاه الموت فجأة، ولم تكن له فرصة للاعتراف، أو أن خطايا لم يعترف بها إنسان نسياناً منه ولم ينل عن كل ذلك حلاً، فإن الكنيسة تمنحه الحل، وتطلب له المغفرة، فى الصلاة على المنتقلين. ثم أن الكنيسة تصلى لأجل المنتقلين، بنوع من الرحمة. لأنه لا يوجد أحد بلا خطية، ولو كانت حياته يوماً واحداً على الأرض (وهذه العبارة جزء من الصلاة على المنتقلين). إن داود يقول فى المزمور ” إن كنت للآثام راصداً يارب من يثبت؟! لأن من عندك المغفرة ” (مز129). ويقول أيضاً: ” لاتدخل فى المحاكمة مع عبدك، فإنه لن يتزكى قدامك أى حى ” (مز142) فإن كان الأمر هكذا، وإن كان أليس عبد بلا خطية، ولا سيد بلا غفران، فإننا نصلى من أجل المنتقلين، ” كبشر، لبسوا جسداً، وسكنوا فى هذا العالم ” إننا نصلى لأجل الكل، لأن الصلاح لله وحده نطلب المغفرة، ونترك الأمر لله، شاعرين أن أى إنسان ربما يكون قد تاب، ولو فى ساعة موته. أما الذين ماتوا فى خطيتهم، دون تونة، فإننا لا نصلى لأجلهم، إذ تكون صلاتنا لافى هذه الحالة ضد صلاح الله وضد عدله