حسان الحسن-
كانت منطقة وادي بردى في الغوطة الغربية لدمشق تشهد هدوءاً نسبيا خلال الأشهر الفائتة، “وتعد جبهةً باردةً” رغم إنتشار مسلحي “جبهة فتح الشام” التابعين “للنصرة”، فرع تنظيم “القاعدة في بلاد الشام”، غير أن هناك سبين رئيسيّن، دفعا المسلحون الى التصعيد في الآونة الأخيرة، واستخدام سلاح “التعطيش” ضد الدمشقيين، من خلال السيطرة على نبع الفيجة، ثم تفجير الأنابيب والمجاري التي تغذي دمشق، بالأضافة الى نهر بردى الذي ينبع من جنوب جبال الزبداني.
يذكر أن شريط وادي الزبداني الجغرافي يخضع لسيطرة القوات السورية، باستثناء مساحة كلم 2 مربع واحد من منطقة الزبداني، وقرية مضايا المجاورة.
أثر خروج غالبية مسلحي الغوطة الغربية الى أدلب، ودخول بعضهم في مصالحات، كان آخرها خروج 1268 مسلحاً من قرى وادي بردى، وقبلها خروج مسلحي خان الشيح، بالإضافة الى توجه ممثلين عن المجموعات المسلحة التي تدور في الفلك التركي الى العاصمة الكازاخستنانية، أستانة، لإجراء مباحثات مع ممثلين عن السلطة وتسوية أوضاع المسلحين، باستثناء “النصرة” و”داعش” ، ووقف القتال، ومحاولة التوصل الى حل سلمي للأزمة الراهنة.
هذان السبابان دفعا مسلحو النصرة الى التصعيد، واستخدام سلاح التعطيش، لانهم لا يشكلون سوى جيب مسلح في الغوطة الغربية، وغير قادرين على قلب المعادلة في الميدان، التي تميل لمصلحة الجيش السوري، خصوصا بعد التسويات حصلت في داريا وخان الشيح.
وفي الوقت عينه، لايمكن إغفال الدورين السعودي والقطري، وتأثيرهما على المسلحين المنتشرين في جنوب دمشق وغربها، للتشويش على لقاء استانة، برأي مصادر سياسية سورية معارضة.