كي لا يشوه أعلام الكذب صورة الحرس القديم- سمير مسره

–هم ايجابيون يواجهون السلبيين، هم حالمون يواجهون اليائيسين، هم ينجزون وغيرهم يدمر***

من منا لا يعرف بعد المعنى الحقيقي لعبارة الحرس القديم الذي ترجم في كل لغات العالم؟ من منا لا يعرف ماذا يحتوي هذا المصطلح من قيم نضال سامية واخلاق عالية؟ من منا لا يعرف كيف استطاع ان يدخل تاريخ الشعوب من بابه الواسع ليتحول الى رسالة انسانية قائمة على مبادئ وسلوكيات هدفها الدفاع عن ميراث وهوية وحرية وحقوق الافراد والمجتمعات؟

وبعكس ما يحاول اعلام الكذب ترويجه في الآونة الاخيرة، لا يحتاج هذا الدفاع لينتصر الى اللجوء الى العنف بل هو يسلك عادة” طريق المقاومة السلمية الضاغطة. فالفرق بين من يعتبر ان الحراس القدامى هم مجرد عصابات مسلحة، وبين من يرى انهم مناضلون وطنيون شرفاء يكافحون بقوة الحق والكلمة والموقف، هو ان الاول يستند على النوايا السيئة في التفكير، بينما الثاني ينطلق من النوايا الحسنة التي تجعل من الهدف قيمة مميزة بحد ذاتها. من هذا المنطلق يستحيل ان يلطخ المغرضون سمعة حراس يؤمنون بقضية ويحملون راية الحقيقة خاصة هؤلاء الذين عاشوا ويعيشون المسيرة العونية.

يدخل في نادي الحرس القديم عادة” رجال ونساء، شباب وشابات، يتمتعون بخبرة متنوعة، وثقافة عالية، وقدرات شخصية وجماعية منها التواصل، والابداع، تخولهم الولوج الى المعتركات السياسية والاجتماعية والاقتصادية، والعمل فيها، وتسجيل الانجازات الملفتة. هم ايجابيون يواجهون السلبيين، هم حالمون يواجهون اليائيسين، هم ينجزون وغيرهم يدمر.

نعم هذا هو المفهوم الحقيقي للحرس القديم. انه المفهوم المبني على النية الطيبة والاخلاق العالية. انه مدعاة للفخر وليس للحياء. انه مدعاة للشجاعة وليس للجبن. في نهاية المطاف انه مصدر قوة الماضي لبناء مستقبل افضل.