عَ مدار الساعة


يا سامعين الصوت، من أجل وطن – أمين أبوراشد

كلُّن يعني كلُّن…
كل “الثوار”…
لأنهم ما أنتجوا ثورة، ولا أنبتوا قائداً،
لأنهم لم يتوالدوا لإنجابِ نُخَب،
ولأنهم متى آن أوان دخولهم إلى السلطة، لم نجِد نماذجاً مُرضية بين مرشحيهم المُتقاتلين في الحقل قبل الوصول إلى البيدر…
أسقطوا الناس في وهَم الرهانات عليهم،
وتهيأ للبعض أنهم البدائل ولكن،
لا دولة تُبنى على كركرة الأراغيل في الداون تاون،
ولا على أرداف رقاصات الرينغ،
ولا على وليمة “سوشي” تحت جسر جل الديب،
ولا على فوضى قُطَّاع الطُرُق من الذوق الى خلدة،
ولا في تجمعات الخارجين على القانون في ساحة النور،
ولا في الفالتين على الناس في الشوارع والمطاعم كما اللقطاء عديمي التربية،
ولا في التكسير والتدمير والحرق واغتصاب أرزاق المساكين الجائعين…
ولتعذرنا ثورات العالم بمعانيها العظيمة،
لأنها لم تتقمَّص في أرضنا لسبب واحدٍ أحد:
الثائر قديس، ونحن في لبنان أخطأنا في تكوينه، فكفى الصمت على شياطين مدفوعين ومدفوع لهم،
كفى مراهقة في الرهان على قطعان من ثيرانٍ هائجة بالكاد ثقافتهم الشوارعية تكفي لأن يعتاشوا من حناجرهم،
ولنبحث عن نُخَب جديرة بالتغيير، وهي حتماً لا تسكُن الشوارع ولا تقطع الطرقات،
وليس أغنى من التراب اللبناني في إنتاج العقول، قبل أن نخسر وطناً ونحمل بقايا ما نملك على ظهورنا في رحلة البحث عن وطن في بادية العربان…