عَ مدار الساعة


تدحرج الحجر على رؤوس أحفاد يهوذا – أمين أبوراشد

قيامة سيدنا يسوع المسيح هي لحظة انخطافنا الى السماء، نلتمس الرحمة من ملك المحبة والسلام والتسامح بأملٍ ورجاء، وقد لا يكون مناسباً مقاربة واقعنا الدنيوي في هذا اليوم العظيم، لو لم نكُن بحاجة لإطلاق صرخة المؤمنين بفرح القيامة، نحن الذين سلكنا في هذا الشرق جلاجلاً على دروب بولس، لنشر رسالتنا المسيحية وثقافتنا الحضارية فعل إيمان بالأرض التي مشاها السيد المسيح، وارتضينا أن نكون له رُسلاً، لكن جلجلة عذاباتنا طالت، والحجر الذي انتظرنا دحرجته عن صدر لبنان قد بدأ زمن انهياره على رؤوس أحفاد يهوذا.

ولأننا متى نكتب الحق الإيماني بالوطن، فنحن ننزف الصلوات على مذبح الرب تعزيزاً لقدرتنا على مواجهة كل بيلاطس، ومتى امتلكنا الإيمان ولو قدر حبَّة الخردل، فنحن على ثقة بأن الجلجلة اللبنانية سوف تنتهي، لا بل هي في آخر مراحلها، ومَن علَّم الناس الثورة على الظلم والفساد، زرع فينا نقاوتها وصوابية مقاصدها، ولكن للأسف، البعض مِمَّن انتحلوا صفة الثوار لم يتعلموا الأخلاق الثورية من الأوادم.

وإذا كان بعض مَن في السلطة كشركاء مزرعة، لم يتعلموا من رحيل مَن سبقهم عن الحياة السياسية أن نهايتهم قد اقتربت وبلا قيامة، فنحن واثقون من المصير المرسوم والمحتوم لهم، وحتى لو تجاوزوا الإستحقاق الإنتخابي المقبل فهو لن يكون كاملاً بقدر ما هو كافٍ لجمع حقائبهم بكل ما فيها من صفحات التاريخٍ الأسود وحصاد الحرام.

ولأننا في أجواء الفصح المجيد، واحتفالية البيض الملوَّن، نخشى على البعض عمى الألوان في لبنان، وسط الحشود ذات الأعلام المتنوِّعة، وتمتلكنا الدهشة من حماسة “الزحفطونيين” وغباء المراهنين على الفاسدين من بقايا السلطة، أو على المُعارضين المُتقاتلين قبل الوصول الى بيدر الحنطة دون أن تكون لديهم خطط عملية لمواجهة قوارض أرزاق الناس وجنى عمر أجيال لبنانية.

نكاد نستنتج النتائج من الآن، وهي بمجملها تُبشِّر بالخير، والمسألة ليست فقط بضمور كُتَل نيابية لمصلحة كُتل أخرى، ما دامت الأرض الشعبية محسومة بصرف النظر عن الأحجام النيابية، وليتذكَّر الغافلون عن الحقيقة قبل الإنتخابات وبعدها، أن العام الأخير من ولاية الرئيس ميشال عون ليس كما الأعوام الخمسة الماضية، وإذا حصل أي تأخير في بناء الدولة نتيجة سلبية الراحلين، وخيبة بعض القادمين، فإن الضمانة الواضحة أن هيكل المزرعة قد انهار على رؤوس تجار الذمم والضمائر وفي طليعتهم أحفاد يهوذا…