أخبار عاجلة

عَ مدار الساعة


التَقليم..


تفسير مُعمَّق من الآباء والقديسين ليسوع الكرمة ونحن الأغصان
(يوحنا ١٥: ١-٨)

[1]
لم يذكر الكرمة هنا لأجل معنى آخر إلا لكي يعلم التلاميذ أنهم بدون قوة السيد المسيح لا يمكنهم أن يعملوا شيئًا، وأنهم على هذا المثال يحتاجون أن يتحدوا به كاتحاد الغصن بالكرمة. (القديس يوحنا الذهبي الفم)

إننا أقرباء الرب حسب الجسد، لذا يقول: “أخبر باسمك اخوتي” (عب 12:2؛ مز 22:22). وكما أن الأغصان واحدة مع الكرمة (الأصل) وهي منها (يو 1:15) هكذا نحن أيضًا جسد واحد متجانس مع جسد الرب، ومن ملئه نحن جميعًا أخذنا (يو 16:1)، ولنا هذا الجسد كأصل لقيامتنا وخلاصنا. (القديس أثناسيوس الرسولي)

يرى القديس أغسطينوس أن السيد المسيح يدعو نفسه الكرمة ويدعونا نحن بالأغصان، والكرمة والأغصان من طبيعة واحدة. هكذا إذ صار إنسانًا حمل ناسوتنا، فصار كرمة ونحن الأغصان الثابتة فيه إذ حملنا فيه.

[2]
يرى القديس يوحنا الذهبي الفم إن التقليم هنا يشير إلى الاضطهادات التي تواجه المؤمنين، فهي لا تحطمهم، بل تزيدهم قوة وإثمارًا.
إنهم ليسوا فيه بنفس الطريقة التي فيها هو فيهم. ومع ذلك فكلا الطريقتين هما لصالحهم وليس لمنفعته هو. فبالنسبة لعلاقة الأغصان بالكرمة، فالأغصان لا تساهم في شيء بالنسبة للكرمة، وإنما تستمد كل وسائل حياتها من الكرمة. أما عن علاقة الكرمة بالأغصان فهي التي تمد الأغصان بالقوت الحيوي لها، ولا تأخذ من الأغصان شيئًا… إن قُطع غصن ينبت غيره غصن آخر حي، لكن الغصن المقطوع لا يقدر أن يحيا منفصلاً عن الأصل. (القديس أغسطينوس)

في قول السيد المسيح لتلاميذه: “كل غصن فيّ لا يأتي بثمر ينزعه” يذكر عيشتهم بطريقة غامضة، موضحًا أنه بدون أعمال لا يحق لهم أن يوجدوا فيه. وقوله “كل غصن فيّ لا يأتي بثمر ينزعه”، معناه أن هذا الغصن يتمتع باهتمام كثير من السيد المسيح.
لم يقل أن الأصل (الجذر) محتاج إلي رعاية الكرام بل الأغصان، أما ذكر الأصل هنا فليس لهدف سوى أن يتعلموا أنهم لا يستطيعون أن يفعلوا شيئًا بدون قوته، وأنه يلزمهم أن يتحدوا معه بالإيمان كما تتحد الأغصان بالكرمة. “كل غصن فيّ لا يأتي بثمر ينزعه”.
هنا يشير إلي طريقة الحياة، مظهرًا أنه بدون أعمال لا يمكن أن نكون فيه “كل ما يأتي بثمر ينقيه”. مع أن الجذر يتطلب عناية أعظم من الفروع حيث يُحفر له وينقب حوله، لكنه لم يقل شيئًا من هذا، إنما كل ما قاله يخص الأغصان. يظهر أن الأصل فيه الكفاية في ذاته، وأما التلاميذ فيحتاجون إلي عونٍ عظيمٍ من الكرام، مع أنهم ممتازون. لهذا يقول: “كل ما يأتي بثمر يقلمه“… هذا يمكن الجزم به أنه قيل بخصوص الاضطهادات التي تحل بهم. فإن “ينقيه” هو أن يقلمه فيجعل الغصن يحمل ثمرًا أفضل. لهذا يُظهر أن الاضطهادات تجعل الناس أكثر قوة. (القديس يوحنا الذهبي الفم)

[3]
في غيرته أن يفعل وصية الآب قام وأسرع ليتمم سرّ آلامه الجسدية. لكن في لحظة تالية كشف سرّ تجسده. بأخذه جسدًا صرنا فيه كأغصان في الكرمة. فلو لم يصر كرمة ما كان يمكننا أن نحمل ثمارًا صالحة. إنه يحدثنا على الثبوت فيه بالإيمان بتجسده. فإذ صار الكلمة جسدًا فإننا نحمل طبيعة جسده، كما الأغصان في الكرمة. لقد اعتزل شكل عظمة الآب بتواضعه، إذ أخذ جسدًا ودعا نفسه الكرمة، مصدر وحدة كل الأغصان، ودعا الآب الكرام الذي يقلم الأغصان العقيمة التي بلا نفع لكي تُحرق بالنار. (القديس هيلاري أسقف بواتييه)

[4]
ولكي لا ينفصلوا عنه بسبب جبنهم، شدد أنفسهم عند استرخائها بالخوف، وألصقهم فيه، وبسط لهم فيما بعد آمالاً صالحة، في المستقبل. فإن الأصل باقٍ، أما النزع أو البقاء فخاص بالأغصان. فإنه إذ يحثهم بالطريقين، بالأمور المبهجة أو المؤلمة، فإنه يطلب أولاً ما يلزم عمله من جانبنا (القديس يوحنا الذهبي الفم)

[5]
يقول: “يطرح خارجًا“، فلا يعود يتمتع بيد المزارع. “إنه يجف”، بمعنى إن كان ليس له جذور فإنه يتعرض للخطر، إن كانت لديه أية نعمة يتعرى منها، وبهذا يُحرم من كل عون وحياة.
وما هي النهاية؟ يُطرح في النار. لكن لا يكون هذا حال من يثبت فيه. عندئذ يشير إلى ما هو الذي يثبت قائلاً: “إن ثبت كلامي فيكم”. فإنه إذ يقول: “إن سألتم شيئًا باسمي أفعله لكم” يضيف: “إن كنتم تحبونني احفظوا وصاياي (يو 14: 15). هنا: “إن كنتم تثبتون في، ويثبت كلامي فيكم، تسألون لأنفسكم ما فيكون لكم”. قال هذا ليظهر من جانب أن الذين يتآمرون ضده يحترقون، ومن جانب آخر فإنه يظهر للآخرين أنهم لا يُقهرون، إذ يقول: “في هذا يتمجد أبي أنكم تأتون بثمرٍ كثيرٍ، وتصيرون تلاميذي” (القديس يوحنا الذهبي الفم)

[6]
إنك لا تتقبل درعًا فاسدًا بل درعًا روحيًا!
منذ الآن تُزرع في فردوس غير منظور!
إنك تتسلم اسمًا جديدًا لم يكن لك من قبل، إذ كنت تدعى موعوظًا، أما الآن فمؤمنا!
من الآن فصاعدًا تُطعم في زيتونة روحية (رو 24:11)، إذ قُطعت من الزيتونة البرية، وطُعمت في الزيتونة الجيدة. نُزعت من الخطايا إلى البرّ، ومن الدنس إلى النقاوة.
ها أنت تصير شريكًا في الكرمة المقدسة (يو 1:15، 4، 5)! حسنًا فإن ثبت في الكرمة تنمو كغصنٍ مثمرٍ، وإن لم تثبت فيها تهلك بالنار.
إذن ليتك تحمل ثمرًا باستحقاق! فلا يسمح اللٌه أن يحل بك ما حل بشجرة التين العقيمة (مت 19:21)، إذ لم يأت بعد المسيح (للدينونة) ولا لعننا بسب عُقمنا ليته تكون لنا القدرة أن نقول: “أما أنا فمثل زيتونة مثمرة في بيت اللٌه، توكلت على رحمة اللٌه إلى الدهر والأبد” (راجع مز 8:52). وهنا لا نفهم الزيتونة بمعناها المادي، بل نفهمها ذهنيًا بكمال النور.
إن كان اللٌه يزرع ويسقى، فإنه يليق بك أن تأتى بثمارٍ. اللٌه يهب نعمته، وأنت من جانبك تتقبلها وتحافظ عليها. لا تحتقر النعمة من أجل مجانيتها، بل اقبلها واكتنزها بورعٍ . (القديس كيرلس الأورشليمي)
يصلح الغصن فقط لأحد أمرين: إما في الكرمة أو في النار. إن لم يكن في الكرمة فمكانه يكون النار. ولكي يهرب من النار يلزمه أن يكون في الكرمة (القديس أغسطينوس)

[7]
ألا ترون أن الابن لم يساهم بأقل من الآب في اهتمامه بالتلاميذ؟ الآب هو الذي يقّلم من جانب، ويحفظهم فيه من الجانب الآخر. الثبوت في الأصل (الجذر) هو الذي يعطي الأغصان ثمارًا.
إن ما لا يقلم وإن ثبت في الأصل يحمل ثمرًا لكن ليس بالقدر اللائق، أما الذي لا يثبت في الأصل فلا يأتي بثمرٍ نهائيًا، لكن لا يزال التقليم يظهر أنه خاص بالابن والثبوت في الأصل خاص بالآب الذي ولد الأصل. ألا ترون أن كل الأشياء عامة سواء التقليم والإمكانية بالتمتع بما هو من الأصل؟ (القديس يوحنا الذهبي الفم)

حقًا تكون لنا طلبات لأمورٍ معينة عندما نكون في المسيح، وتكون لنا طلبات أخرى لأننا لا نزال في هذا العالم… لذلك إذ نثبت فيه، عندما تثبت كلمته فينا، نطلب ما نريد فيكون لنا. لكن إن كنا نسأل ولم يتحقق سؤالنا، فإن ما نسأله لا يتعلق بثبوتنا فيه، بل برغبات الجسد الملحة وضعفاته، التي ليست في المسيح، والتي لا تثبت كلمات المسيح فيها. فبخصوص كلماته، في كل الأحوال، هي تنتمي إلى تلك الصلاة التي علمنا إياها حيث نقول: “أبانا الذي في السماوات” (مت ٦: ٩). ليتنا لا نسقط من كلمات هذه الصلاة ومعانيها في طلباتنا، فكل ما نسأله يكون لنا… أما إن كانت كلماته تسكن فقط في الذاكرة، وليس لها موضع في الحياة، فلا يُحسب الغصن ثابتًا في الكرمة، إذ لا يستمد حياته من الأصل. (القديس أغسطينوس)

[8]
أترون كيف أن الذي يحمل ثمرًا هو تلميذ؟ ولكن ماذا: “بهذا يتمجد أبي؟ يعني: “أنه يُسر عندما تثبتون فيه، حينما تأتون بثمرٍ” (القديس يوحنا الذهبي الفم)
منه (من المسيح) مثل هذه النعمة، ولهذا فإن المجد ليس مجدنا بل مجده هو… هنا يتمجد الآب أننا نحمل ثمرًا كثيرًا، وأننا صرنا تلاميذ المسيح. بمن نحن صرنا هكذا إلاَّ بذاك الذي رحمته تسبق فتعمل فينا؟ نحن عمله، مخلوقون في المسيح يسوع لأعمال صالحة (أف ٢ : ١٠) (القديس أغسطينوس)

والمجد ليسوع المسيح… دائما ليسوع المسيح

📖 كلمات من نور 🕯 { الشهادة للنور }

أجاب الرجل الذي كان أعمى: الرجل الذي يدعى يسوع صنع طينًا، ومسح به عينيّ، وقال لي: “إذهب إلى شيلوح واغتسل. فمضَيت واغتسلت فأبصرت”. (يو ٩ : ١١).

  • لا يمكن لأحد أن يشهد للنور، إلاّ إذا كان مستنيرًا بالنور. 🔥
  • الرجل الذي كان أعمى جالسًا يستعطي، صار يمشي في الطريق ويشهد ليسوع ☝ نور الحياة.
    صنع طينًا: الطين يذكرنا في بداية الخلق، وهو عمل نبوي رمزي، قام به يسوع، ليقول أن به كان كلّ شيء، وبه يكتمل ويستنير كل شيء.

بركة شيلوح: هي المورد المائي الوحيد في أورشليم، وهي رمز لجرن العماد المقدس. من يعتمد بالماء والروح 🔥يمتلئ من نور يسوع المسيح نور العالم ويصبح شاهدًا له. ☝

المجد والحمد والتسبيح والشكران، لك أيها الربّ يسوع المسيح، نور الحياة. يا من تمجّدت ومجدت اسم الآب ☝بتحويلك الرجل من أعمى إلى ممتلئ بنورك 🔥 ومن شحّاد إلى شاهد لاسمك القدّوس. المجد لك، لأنك بدنحك قدّست المياه، وجعلتها حشًا روحيًّا تلد منه أبناء للنور. الحمد والمجد والشكر لك…

👈 كيف أختبر فعاليّة نور يسوع في حياتي 🔥 وكيف أشهد له أنه نوري ونور العالم❓

👈صلاة القلب❤

يا ربّ وإلهي يسوع المسيح، أنر قلبي بنور قلبك…💔
يا ربّ يسوع المسيح، أنر ذهني وضميري بنور كلمتك… 📖
يا ربّ وإلهي يسوع المسيح، أنر بصيرتي وبصري، لأعرفك، وأشهد أنك وحدك نور الحياة… 🕯

👈 نيّة اليوم: نصلّي، من أجل أن ينير الربّ يسوع كل القلوب والضمائر، ليحيا الجميع بالنور، ويشهدوا أن يسوع نور العالم.

يا يسوع أنرني بنور دنحك. 🕯