أخبار عاجلة

عَ مدار الساعة


الأب يوسف يمين عن كتاب “بكر الخلائق كلّها”: المسيح “بذرة” الحياة التي تفتقّت منذ الـ”BingBang”  لتملأ الكون

أنت رأس الخليقة. أنت البداية الكونية. أنت البداية والنهاية لكل شيء

بول باسيل –

في كتابه الصادر حديثاً “بكر الخلائق كلّها”، صالحَ الأب يوسف يمين العلم مع الروحانيات، منهياً حالة “الحَرَدْ” بينهما، إنّها “البشرى” التي يزفهّا الدكتور في علم الذرة واللاهوت والفلسفة من خلال موقع ““Agoraleaks.com، لجميع العلماء والمؤمنين، فالدراسة الأولى من نوعها تؤكد وتشير الى أنّ المسيح هو “بذرة” الحياة التي تفتّقت منذ 13.77 مليار سنة منذ الإنفجار الكبير، لتغلّف الكون/الأكوان وتعبئه من الداخل والخارج في متناهياته الثلاث الكبرى والصغرى وما بينهما…

منذ الـ”BinBang والمسيح/الأقنوم الثاني يرافق الخلائق كلها؛ لأنه البداية، والبكر، والأول، كما تقول المسيحية منذ 2017 عاماً؛ لكن الجديد الذي يلحظه الأب يمين في كتابه، مماشاة العلم في ذلك…

موقع “Agoraleaks.com” التقى الجليل يوسف يمين في زغرتا، واليكم المقابلة:  

شخصية الأب يوسف يمين، الجامعة بين تضُلعها في الإنجيل المقدّس، وتخصُصها في علم الذرّة، كان لها الفضل في اختمار فكرة كتاب “بكر الخلائق كلها” ونشوئها، يقول الأب يوسف يمين بهذا الخصوص: في مقدمة يوحنا جاء: “في البدء كان الكلمة.. بدونه ما كان شيء مما كان، فيه كانت الحياة”، وفي علم الذرة، الأبحاث تؤكد وفق ما اختبرته في جامعة السوربون، أنّ الكون تفتّق من ذرّة مكتنزة حارّة وكثيفة (Atome Primitif) أثناء الإنفجار الكبير..

الشرارة

ينتقل الأب يمين الى فكرة تناضح الأفكار، فيشبهّها باحتكاك حجَريْ الصوان (silex) أثناء لقائهما لتوليد الحرارة فالنار، يقول: ما حصل معي في عقلي وداخلي، هو عملية تناضح لفكرتين ولدتا الشرارة لتدوين كتاب “بكر الخلائق كلّها”… ذلك حصل أثناء قراءتي تحديداً، لعبارة “بكر الخلائق كلها”، في رسالة القديس بولس الى أهل قولسي (1: 15).

بين الدين الذي يؤكد أنّ الله خالق الكون، والعلم الذي يشير الى أن الكون انطلق من ذرّة (Atome)، حصل التفاعل وانطلقت الشرارة.. اسبوعان ثلاث، كانت فترة كافية للتمّعن بالفكرة من قبل الأب يوسف يمين، فيقول لنا: ولأنّ الشرارة الأولى للكون حسب التفسير العلمي، هي مادة أولية، يصبح لزاماً علينا وضع السؤال الجدّي: هل للمادة المعرّف عنها بالـذرة الأولى، يمكن لها، ونحن على عتبة المعارف التطوّر الذرّي، ان تكون مصدراً لعوالم النبات، والحيوان، والإنسان، والحضارات والملائكة.. لو لم تكن المسيح نفسه!!

هذه المعضلة تتوضّح أكثر بحسب الأب يمين، إذ ما عايننا تطور بذرة شجرة التفاح على سبيل المثال، ففي داخلها وباطنها مدّونٌ وجود الشجرة بالقوة، وان لم نلحظها كوجود بالفعل.

الأب يمين في دراسته التي استغرقت سنوات، حاول التفتيش عن كتب علمية ولاهوتية تدعم فكرته، فلم يجد رغم الحاحه على اصدقائه التفتيش داخل المكاتب الكبرى في لبنان والعالم.. فلم يتبقى له سوى الإناجيل الأربع والرسائل ورؤيا يوحنا، فأعاد قراءتهم بهدوء تام على مدى أشهر، موجهاً ذهنه وفكره صوب كل عبارة تؤكد أولية المسيح، وهذا ما ضمنّه كتابه في الجزء الثاني.

إضافة الى الإنجيل المقدس، عاد الأب يمين، الى كتابات مسيحية منحولة،  ليدعم فكرته “المسيح قوام كلّ شيء”، يعقّب الأب يمين موضحاً: هذه الكتب المنحولة، رغم وجود مبالغات فيها، كنيستنا الأم استندت عليها لتؤكد عقيدة صعود مريم العذراء بجسدها ونفسها الى السماء، كما جاء في إنجيل يعقوب المنحول القديم.

الأب يمين الذي عرّب مقاطع عديدة من تلك الكتب، ليؤكد فكرته، يعطينا مثَلين داعمين على سبيل المثال، الأول يأتي من كتاب “قيامة المسيح” للرسول برتلماوس، احد تلاميذ الإثني عشر، وفيه:

انت البركة الشاملة، أنت رأس الخليقة. أنت البداية الكونية. أنت البداية والنهاية لكل شيء”.

أمّا في المثل الثاني، فيأتي من حوار القديس بطرس (هامة الرسل) وخليفته القديس كليمنضس، وفيه:

“قد دُعي المسيح، بفضل طقس ديني خاص، قديم العهد. وتفسير هذه التسمية هو كالتالي: المسيح هو في الحقيقة ابن الله، وقد تجسّد وصار انساناً مثلنا. (منذ 2017 سنة) ولكنه في الوقت نفسه هو بداية كل شيء وبكر الخلائق كلّها. إنه بداية الكون ورأسه”…

 ***

واليكم بعضاً مما جاء في مقدمة كتاب “بكر الخلائق كلهّا”:

  • “في البدء كان الكلمة… به كان كل شيء وبدونه ما كان شيء مما كان، فيه كانت الحياة والحياة نور الناس… كان في العالم وبه كان العالم والعالم لم يعرفه…” (يوحنا 1 :10-1) كلام واضح جداً: كان المسيح في العالم، لكن كيف؟ بأية صيغة وبأي شكل؟
    في البدء كان هناك «بزرّةٌ» ومن البزرة خرجت الشجرة. وهذه «البزرة »برأينا هي: المسيح نفسه. المسيح الذي قال فيه بولس أيضاً: «انه البدء. إنه بكرُ الخلائق كلّها. فيه خُلق كلُّ شيىء وهو كان قبل كلّ شيىء. لتكون له الأوليّةُ في كلّ شيىء.» (قولسّي 1 :18-51 ).
  • من الناحيةِ العلمية الكون كان منذ 13,77 مليار سنة، بحسب الدراسات الفلكية، «حبّةُ» غبار صغيرة فائقة الطاقة والكثافة والحرارة، لم يكن هناك لا زمان ولا مكٍان.
    حَبّةُ الغبار هذه التي كانت بمثابة طاقة «كانتيك» هائلة، حصل فيها انفجار كونّي عنيف أطلقوا عليه تسمية الـ”Big Bang” أو الإنفجار الكوني الاول. ثم تحول الكون الى طاقةٍ «كانتيك »سوداء. وبعد 380 الف سنة انبلج النور (الفوتونات) من هذه الطاقة السوداء، ومن هذه الجسَيْمَات النورانية تكوّنتْ تباعاً الجسَيْمَات الاولية الاساسية التي نعرفها اليوم. ومن تجمعات هذه الجسَيْمَات تكونت الذراَّت ثم النجوم ثم السَدم والمجرّات فالكون الكبير
    big-bang
  • كلّ الأشياء المادية هي في الحقيقة تجسيدات محدودة ومكثفة من الطاقة الكونيّة والشاملة. هذه الطاقة هي «تحت أو خلف» الاشياء المادية قاطبّة… وعلم الفيزياء الحديثة بدأت بنزع صفة المادية عن المادة لتجعلها أقرب الى الروح… وابتداء من حوالي سنة 2000 بدأ مفهومنا للمادة – للطاقة- يتغير بشكل كبير، ويتوافق، نوعاً ما، مع بعض النظريات الحضارية الشرقية القديمة ذات الطابع الروحاني. هذا ما توصل اليه بعض العلماء الحديثيين والمعاصرين أمثال: د. لودن، ستفان ليباسكو، ب. أ- ديراك، روجيه عوديل، روبير أوبنهايمر، جان شارون (معلم الأب يوسف يمين)، روبير لنسَن، جوردان.أ- هيرمان، شوشار، والأب تيلارده شاردين، وغيرهم
  • الكون أصبح أكثر غرابة ممّا كنا نتصور بكثير… ومعرفتنا باتت محدودة جداً. العالم المتناهي في الصفر، في داخل الذرة والجسيمات الاولية الاساسية، يظهر ويستعمل أرفع المعادلات الرياضية في تنظيم الكون الماديّ،  مما يدهش العلماء. وهم يسمّونه «الضمير الكوني»، ذا الطبيعة الروحية،  وهي تفوق ادراكنا وتصورنا وتحليلاتنا. وهي شبيهة بسرّ. وهي في حقيقتها الاعمق ذات طبيعة روحية… – نعم روحيّة!
  • الكون (المادي) كلّه مكوّن من ذرّات صغيرة، وكل ذرة هي بمثابةِ «كونٍ صغيرٍ». عدد الذرّات بالكون: 80 10 ذرّة.  وهذا يصح في القسم المنظور من الكون. وهذا القسم شبيه بكرة كبيرة جداً قياسها 90 مليار سنة ضوئية! وهي تحيط بنا من كل جانب. حجم الكون غير معروف تماماً وحدوده أيضاً…!
    Atome-homme
    ان هذا اللامتناهي في الصغر في الطاقة والمادة، أطلق عليه بعض كبار علماء اليوم «الضميرالكونيّ»، رأى فيه البعض الآخر شيئاً من الوعي والانتباه، شيئاً من العقل والذاكرة، من التأقلم والتطور. «إن الحياة وبداية الوعي والعقل والذاكرة موجودة كلّها في المستويات الدنيا للجزئيات الذريّة الاساسية الأولى للطاقة والمادّة»…
  • يقول الفيلسوف روبير لنْسَن من كتابه الشهير: «روحانية المادة» (ص:88، 99، 114، 115 وغيرها…) «الطاقة الكونية الاولى هي طاقة حب. الحب هو الذي بجذبنا، في الحق، ونحن لا ندري. طاقة الحب الكونية هي أعمق ما في الوجود. لا بل الوجود هو طاقة حب…»
  • النظريات العلمية تتوالى والتطورات تتابع وتتجددّ. وتبقى النظرية النسبية لاينشتاين ونظرية الكمّات لماكس بلانك (الكانتيك) النظريتين الكبيرتين السائدتين في كافة العلوم البشرية حتى اليوم .
    وبعد التفكير باللامتناهيات الثلاثة يمكن التفكير باستشراف المستقبل البشري من الناحيتين العلمية والروحية… فوسائل التقنية للاتصال البشري الآخذة بالتطور السريع اليوم ،تمهد الطريق مع الوقت وبشكل تدريجي لبناء دماغ بشريّ جماعي واحد يصبح حينئذٍ بإمكانه البدء بالاتصال بالحضارات الكونية المتنوّعة التي تملأ الكون بمستويات مختلفة. يتّصلُ اولاً بادمغة مجرتنا “درب اللبانة”، ثم بأدمغةِ المجرّات القريبة والبعيدة، الى ان يتم الاتصال بالدماغ الكونيّ الأكبر الواحد
    quantum
  • هذا الدماغ الكوني الاكبر الواحد يسميه الأب تيلارده شاردان «نقطة أوميغا» (الحرف الاخير من الابجدية اليونانية). وهو يعني النقطة الاخيرة في الخلقِ حيث تلتقي وتجتمع جميع الكائنات والمخلوقات في نقطة واحدة أخيرة هي شخص يسوع المسيح الكوني نفسه!
    بداية الكون عند الاب تيلار ده شاردان، كانت طاقة حب، متناهية في الصغر. فائقة القوة والاكتناز والحرارة، وهي من حيث طبيعتها تحاول أن تحّول كلّ ما هو حولها الى حب…! وهي سوف تكبر وتتوسع وتنتشر وتملأ الكون. كان تيلار مضطلعاً تمام الاضطلاع على النظريات الذرّية في أواسط القرن العشرين. وله كتابات وتعليقات في هذا المضمار العلمي الحديث. ولكنه كمتصوّف وروحاني كبير توصل في كتابه «الجو الالهيّ» الى القول:ʺإن كل ما يأتينا من الخارج (من خلال الطاقات والاشياء الخارجية…) انما هو المسيح نفسه الذي يأتي الينا بشكل من الأشكال …ومن جهة ثانية كلّ ما نصنعه نحن انطلاقاً من داخلنا (من قوى الروح التي فينا) انما هو المسيح نفسه الذي نساهم في تكوينه. في هذه الاجواء التكوينيةالمسيحية قال بولس:ʺ لستُ أنا الذي أحيا بل المسيح هو الذي يحيا فيَّ…ʺ
    love
    لم
    يتحدث الاب تيلار ده شاردان عن بداية الكون، وعن كون المسيح هو بداية الكون، بل ركّز على نهايته، على نقطة النهاية التي اسماها:نقطة اوميغاʺPoint Omega ʺ. في هذه النقطة البالغة الفرادة تجتمع في المسيح جميع الكائنات! الم يقل المسيح:ʺ وانا اذا ما ارتفعتُ جذبتُ اليَّ كلَّ شيىء…؟ʺ المسيح هو هذه «البزرة»  الكونية الاولى،  تلك الطاقة الكانتية الفائقة القوة والجاذبية والحرارة والكثافة، التي كانت تحوي الكون كلّه فيها. وعندما بدأت تتفتَّقُ هذه «البزرة»، بدأت مستويات الكون تظهر تباعاً.
  • هنا حصل تطور بالغ الاهمية، فقد تلَقَّحَتْ هذه «البزرة» – الطاقة الكونية بنفحة الهية «ونفخ فيه نسمة الحياة…»، «فاصبح الانسان على صورة الله ومثاله»، اي صار له روح وعقل وحرية وحب… واكمل الانسان هذا التطور. وسوف يكُملُ تطوره التدريجي عندما ينتقل الى اجرام الكون المختلفة ويتحاور مع الادمغة الكونية القريبة… ثم مع الادمغة الكونية البعيدة. فيتكون أخيراً دماغ كونيّ واحد. وتجتمع كلّ هذه الادمغة في شخص السيد المسيح الكونيّ عند انتهاء الدهر
  • جاء ايضاً في الانجيل (المنحول) للرسول فيليب (العدد 26، اللوح 105) ما يلي (الكلام عن المسيح): “يسوع المسيح لم يظهر اولاً على حقيقته كما هو. بل ظهر على مقدار ما يمكن أن يستوعبه أولئك الذين يودون رؤيته. إنه هو هو نفسه للجميع. ولكنه يظهر كبيراً للكبار وصغيراً للصغار .للملائكة يظهر كملاكٍ وللبشر كإنسان. الكلمة- المسيح هو سر الكلّ… إن البعض الذين عرفوا ذواتهم، تمام المعرفة، هم الذين عرفوه حقاً..“.
  • يقول رودولف شتَاينِر مثلاً:  إن العلّيقة التي رآها موسى تشتعل ولا تتلاشى هي في الحقيقة المسيح نفسه! هكذا كان يظهر في تلك الازمنة
  • جاء أيضا في الإنجيل (المنحول) للرسول فيليب، (العدد 9 ، اللوح 101) ما يلي: (الكلام عن المسيح). إن المسيح لم يهب حياته عند ظهوره بالجسد فقط، بل منذ بداية الكون… قد وهب المسيح حياته“.
  • يبقى السؤال، اليوم وغداً، في الحقيقة ما هو هذا الكون، ما سرّه، من اين اتى وكيف ولماذا والى اين هو ذاهب، ما مصيره؟
    لا جواب عند العلماء اليوم. قد يأتي الجواب من خارج حدود العلم ففي الفكر المسيحيّ يعرف تماماً حقيقة هذا الكون وعمقه وجوهره وكنهه “المسيح هو كل شيء وفي كل شيء” (قولسّي 11:3).
    الم يقل المسيح ذاته عن نفسه في انجيل يوحنا:وأنا اذا ما ارتفعتُ عن الأرض جذبت اليّ كلّ شيء (يوحنا 32:12).  وبولس الرسول ألم يقل عن المسيح: « ان الله الآب اراد أن يجمع ويجدّد في المسيح كلّ شيىء في السموات وفي الأرض (أفسس 10:1)

 ***

الكون صدفة؟ هذه اضحوكة مثيرة للسخرية اكثر منها قول عاقل .لا وجود للصدفة. أو بالاصحّ هي في الحقيقة التقاء قانونين كونيين مجهولين منا. إن مجرّد قول: «اٍلكون صدفة» هو في حدّ ذاته وبالفعل نفسه يبطل ان يكون صدفة. ان في نظام الكون، الفائق الدقة والروعة والغرابة، شيئاً من «الاعجوبة الكونية العلمية».  اجل!  يقول العالم الكبير اينشتاين: « ان مقدار ما نعرفه من الكون حتى اليوم، يساوي مقدار ما نعرفه من وبِرْ طَرفِ شعْر ذيلِ أسد». وفي المستقبل القريب والوسط والبعيد سوف يكِشف الكونِ، دون شكّ، كثيراً من الغرائب والعجائب من نظم وقوانين كونية جديدة

أجل! الكون لم يخُلق أبداً من العدم كما كان يقال في السابق…، اذ لا وجود للعدم، بل خُلق الكونُ من حبٍ: من فيض حبِّ الله تعالى! الحب هو معنى الوجود والحياة والمادة. والوجود نفسه هو حبّ!

هذا هو جوهر دراسة “بكر الخلائق كلّها” والتي تقسم الى قسمين: قسمٍ علمي وقسمٍ دينيّ مسيحيّ.

“الكلمة”

إن عبارة «الكلمة»، في الفكر المسيحي، انطلاقاً من مقدمة انجيل يوحنا، هي من اصلٍ يوناني (لوغوس). ولهذه العبارة معانٍ عديدة بحسب المؤلف و الكاتب العالمي المعروف جان- إيف للِو.

وقبل ستة قرون من مقدمة يوحنا وردت هذه العبارة اليونانية «لوغوس» (الكلمة) بمعنى «صلة الوصل» او «الخيط» الذي يربط جميع الاشياء ببعضها البعض، من كتابات الفيلسوف اليوناني الشهير هيراقليط.  وكان يقصد بعبارة «لوغوس»  ذلك الرابط الذي يربط الاشياء بعضها ببعض، ويعطي لكلّ شيء شكله الخاص دون ان يفصله عن الكل. وهكذا يصبح « اللوغوس» يجمع فيه الشكل الخاص وما وراء الشكل الخاص، اي العلاقة مع الغير ومع الكل

والملفت حقاً أن كلمة «لوغوس»، من هراقليط الى يوحنا الى آخر التطورات الفيزيائية اليوم، هي أقرب ما تكون الى عبارة« Information» – وقد تكون الترجمة العصرية لها – وهذه العبارة، في فيزياء اليوم، هي الطاقة الكانتية الاولية التي كانت تخزّن في داخلها كوننا الحالي كلّه…!

البزرة التي كانت تحوي بداخلها الشجرة كلّها.

من هنا المعادلة الكونية: الكلمة = (المسيح) = Information = الكون

وغني عن القول ، أن عبارة «الكلمة» في مقدمة إنجيل يوحنا كان لها بالغ الأهمية في تاريخ الفكر المسيحي، على جميع المستويات، حتى إنها تسببت بتأليف مكتبات بكاملها

«الكلمة» صار جسداً وحلّ فينا…» (أو «الكلمة» صار بشراً فسكن بيننا، كما جاء في النسخِ الجديدة لانجيل يوحنا ولسائر الكتابات المسيحية…)

الكلمة الأخيرة

yousef-yamie-book2

المسيح هو بداية الكون ومحوره ومركزه والذي حوله يدور الكون وكل ما في الكون. وفي حال وجود اكوانٍ أخرى مختلفة ومتعددة (موازية ،مضادة، غريبة، اكوان – اسباب واكوان- نتائج، وغيرها…) يبقى المسيح ايضاً، هو هو، بداية وقلب وغاية كل كون، وكل الاكوان. وهو بداية ومحور ومركز الاكوان والذي حوله تدور الاكوان كلّها

هذا هو المسيح الحقيقيّ الكونيّ، بكلّ ما في هذا الكلام من معاني.

***

كتاب “بكر الخلائق كلّها” متوفر لدى جميع فروع مكتبة انطوان

***