أخبار عاجلة

عَ مدار الساعة


هل من علاقة بين استهداف قاعدة الشعيرات ومشروع المناطق الآمنة في سوريا؟

حسان الحسن-
تحضيرات أميركية- بريطانية- أردنية لإقامة حزام أمني على الحدود السورية- الاردنية مع الاراضي الفلسطينية المحتلة، لحماية الكيان الإسرائيلي

رغم محدودية مفاعيل العدوان الأميركي نسبياً على مطار الشعيرات العسكري في وسط الأراضي السورية، ورغم محاولة محور المقاومة التخفيف من آثار هذا العدوان من الناحيتين العسكرية والسياسية، غير أنه ومن دون أدنى شك ينذر بمرحلةٍ جديدة في سوريا والمنطقة، وهي مرحلة التدخل العسكري الأميركي المباشر.
انها الفرصة التي انتظرها المحور المعادي للمقاومة، وهلل لها، ويعول عليها، فهل ستؤدي فعلها، وتحقق حلم إسقاط الدولة السورية، بعدما عجزت عن ذلك المجموعات التكفيرية المسلحة؟ أو على الأقل هل ستسهم في تثبيت أمر واقع جديد على الأرض طالما انتظره رعاة الارهاب المسلحين الاقليميين بشكل خاص، وهو إقامة “مناطق آمنة” في الشمال والجنوب؟
طبعا، ما يعمل عليه هؤلاء لا يهدف الى تحقيق الامن للمواطنين السوريين كما يدعي هؤلاء الرعاة الأساسيون للارهاب ، بل الى تقويض واضعاف الدولة السورية للتمكن من الاجهاز عليها وتطويقها حسب المخططات التي انخرطوا فيها.

في ضوء تعزيز القوات الأميركية والبريطانية وجودها العسكري في الجارة الأقرب، وحيث يدفع هذا الامر نحو تسعير الصراع الدولي على سورية، باعتراف الصليب الأحمر الدولي، الذي كان يصف الأزمة “بالحرب الأهلية”، ثم عاد وأقر بانها صراع دولي، وبحسب مجريات الأوضاع الميدانية، والتي تشير الى أن المحور الغربي وحلفاءه يحاولون فرض ثلاثة “أحزمة أمنية”، إثنان منها في الشمال، إحدهما في مدينة الباب في ريف حلب الشمالي، حيث تنتشر القوات التركية، والثانية في المنطقة الواقعة بين الحسكة والرقة وعلى حدود دير الزور، بإدارة القوات الكردية، وبرعاية مباشرة من الأميركيين والبريطانيين والألمان، والفرنسيين والبولنديين الموجودين فيها، بحسب رأي مصادر ميدانية متابعة.
وترى هذه المصادر المتابعة أنه في حال نجح المحور المعادي لسوريا، بفرض الأحزمة المذكورة، فسيتمكن بذلك من تثبيت عزل سورية عن محيطها، باستثناء حدودها مع لبنان، ولن تكون هذه “الأحزمة” آمنة بالمعنى الحقيقي، بل ستكون متناحرة نظراً لاختلاف المجموعات المسلحة وتعدد ولاءاتها. ومن المرجح أن تبقى تحت سقف محدد من التقاتل، نظرا لإشراف القوى الدولية والاقليمية على المناطق المذكورة.
وفي سياق متصل، تحدثت معلومات صحافية أن وزارة الدفاع الاميركية استكشفت مطار الطبقة في سوريا ليكون قاعدة عسكرية، اضافة الى تجهيز مطار هاجر والسعي الى تجهيز مطارين صغيرين في القامشلي كانا يُستعملان للنقل الزراعي، مع الاشارة الى أنّ مطار الطبقة يبعد نحو 40 كلم من الرقة، وبذلك يبدو استهداف مطار الشعيرات خطوةً إلزامية لتعطيله ووضعه خارج الخدمة بهدف حماية التمركز الأميركي لاحقاً بحسب المعلومات، مع الاشارة الى أنّ التمركز الأميركي سيحصل بذريعة متطلبات الحرب على “داعش” في الرقة، والأهم أنه سيسمح بسيطرة الجيش الأميركي على التواصل البرّي بين طهران ولبنان.
وتعقيباً على ذلك، أشارت مصادر سياسية سورية الى أن هناك مطارين عسكريين أقرب الى الطبقة من الشعيرات، وهما: “التيفور” و “تدمر”، مرجحة صحة المعلومات التي تتحدث عن محاولة القوات الأميركية قطع التواصل بين إيران ولبنان بالاضافة الى محاولة عزل “غرب الفرات”.
من ناحية اخرى ، هناك تحضيرات أميركية- بريطانية- أردنية لإقامة حزام أمني على الحدود السورية- الاردنية مع الاراضي الفلسطينية المحتلة، لحماية الكيان الإسرائيلي، بعد سقوط اتفاق “فض الاشتباك” 1974، بين سوريا والكيان المحتل، و بالتالي إعادة إنتشار الجيش السوري وحلفائه على الحدود المذكورة، ما أثار ريبة “تل أبيب”، التي باتت في حاجةٍ الى إقامة حزام امني، مماثل للذي اقامته في جنوب لبنان، إبان حقبة الاحتلال .
واخيرا … تبقى المحافظات السورية لناحية شرق نهر الفرات، وتشكل الحزام الامني الاكثر استراتيجية واهمية بالنسبة للدولة السورية، ومع استثناء وجود سلطتها في مطار القامشلي، وبعض المراكز الأمنية في مدينة الحسكة، بالإضافة الى الفريق الفني الموجود في مدينة الطبقة، والمولوج بتشغيل سد الفرات وصيانته، رغم أنه خارج عن العمل راهنا، فان سلطة الدولة السورية هناك تبقى ضعيفة وغير فاعلة، الامر الذي تحرص القيادة في دمشق على العمل لاعادة فرض سلطتها قدر الامكان مع وضع نصب اعينها، ومن خلال التمسك بكامل الأراضي السورية، ومحاولة التصدي لكل أشكال التقسيم والفدرالية، تثبيت وجود سلطة الحكومة فيها، والمحافظة قدر الامكان حاليا على نقاط ارتكاز حيوية لتكون نقطة إنطلاق لاستعادة السيادة كاملة عندما تأتي الفرصة المناسبة، سواء كانت الوسيلة عسكرية بالمواجهة المفروضة، أو سياسية عبر التفاوض.
بالإضافة الى ذلك، فأن الروس لن يسمحوا بتمرير مشاريع من هذا النوع، وانهم باتوا اليوم أكثر التصاقًا بحلفائهم بعدما تبين أن الصقور يسيطرون على إدارة الرئيس دونالد ترامب وأنه غير ثابت في سياسته، لذلك لا وجود للثقة بين الاميركيين والروس.

-موقع المرده-