عَ مدار الساعة


لولا “خيبر”، لكان النفط والغاز في خبر كان – أمين أبوراشد

بلغت مفاوضات ترسيم الحدود حدود الهدف اللبناني العزيز الكريم، والباقي تفاصيل لمفاوضات غير مباشرة، كي تبقى المسافة مع إسرائيل بعيدة، بُعد أحلامها في تطويع لبنان، الذي حقق أخيراً إنتصاراً جديداً للشعب والجيش والمقاومة.

بارك الله صاروخ “خيبر” وأخوته وأخواته الراجمات، بفضلهم انتهى كباش النفط والغاز مع العدو على قاعدة بئر مقابل بئر، ومنصَّة مقابل منصَّة، وحجم إنتاج مقابل حجم إنتاج، تماماً كما كانت تُعلن قيادة المقاومة خلال الحروب التي حققت فيها انتصاراتها على هذا العدو: مدينة مقابل مدينة، ومستوطنة صهيونية مقابل كل بلدة لبنانية، وإسكان الإسرائيليين في الملاجىء عند تهديد المدنيين اللبنانيين، وبفضل هذه القراءات الحكيمة انتصرنا.

إنها القدرة على توازن القوة والردع، حققتها المقاومة في لبنان، وسطَّرت للتاريخ كيف يُكتب التاريخ بالدم، وكيف يمحو هذا الوطن الصغير كل العار من تاريخ العرب خلال صراعهم مع كيان متغطرس، لا يفهم نعيق البيانات الكلامية للقمم العربية الخائبة، بل يعيش الوجع متى قرر “خيبر” وأخوانه وأخواته الراجمات إعلان البيان اللبناني الرادع الناجع. في زمن القائد حسن نصرالله، وفي عهد الرئيس ميشال عون، تحقق للبنان ما يستحقه شعبه، وكما تمّ ترسيم الحدود البرية بدماء الشهداء، تمّ ترسيم الحدود البحرية بقدرة الحكماء، الذين أجادوا التفاوض من جهة، واليد على زناد “خيبر” من جهة أخرى، والصهاينة أخبر من سواهم بما يفعله “خيبر” لو ورد خبر الى لبنان أن هناك حركة في حقل كاريش قبل أن يبدأ لبنان الحفر في حقل قانا وسائر حقول النفط والغاز في مياهه الإقليمية، دون أن يضيع الناس بأرقام الخطوط، من الخط ٢٣ الى الخط ٢٩ لأن الخطوط الحمر لحقوق لبنان قد كتبها شهداء لبنان بأحمر الشهادة، لتتفجَّر من البحر آبار النفط والغاز، تماماً كما تفجَّرت من البرّ أساطير العزَّة وملاحم الكرامة.

أمام هذا الإنتصار المُنتظر، وبمقدار فخرنا بشعبنا وجيشنا ومقاومتنا، وشعورنا بنشوة الإنتصارات اللبنانية، بمقدار ما نتمنى على البعض من أهل السياسة، مواكبة الحدث الكبير بشيء من الوعي لما تحقق بفضل رجالات كبار من لبنان، عسى الصغار يكبرون يوماً ليستحقوا وطناً لن يقوده بعد اليوم سوى الكبار…