–سمير تناسى انه في الحرب اللبنانية كان على رأس من نحر الدولة بشنه حربآ شعواء على الجيش***
مسلية جدا حلقة سمير ، وهو الذي لم تمر أشهر على وعوده الزائفة خلال الحملة الانتخابية، بامتلاكه مشروعا خلاصيا للبنان، والذي تبين انه مشروع خنفشاري، اذ يكاد يصل الدولار الى الأربعين ألفا بعدما لم يتجاوز الثلاثين قبل الانتخابات، بعدما وعد سمير اللبنانيين ان اذا فاز بالأكثرية سينخفض الدولار تلقائيآ، فها هو يخسر الرهان على الأكثرية والدولار يحلق ويستمر بالارتفاع؛
وهكذا فعل أمس، اذ حاول الايحاء ان مشروعه الرئاسي قائم على بناء الدولة وتدمير الدويلة، فاعتبر “ان “المنظومة الحاكمة في آخر عشر سنوات هي حزب الله والتيار الوطني الحر وحركة أمل مع حلفائهم”، متناسيا الحزب الاشتراكي والحريرية السياسية، فالحريرية السياسية خربت لبنان، وهي التي بسبب سياساتها الاقتصادية الغبية انهار لبنان ونزلت على شعبه المصائب، ليأتي اليوم سمير ويبرءها، فقط بهدف استعطاف الشارع السني لمآرب شخصية وأهداف زعماتية، كما حاول سمير في مقابلته التلفزيونية تمرير كذبة خلاف القوات مع حركة أمل، في وقت بات واضحا منذ ما قبل مجزرة الطيونة وما بعدها، التعاون الفاضح بالمجلس النيابي بين كتلتي الجمهورية القوية والتنمية والتحرير، ان القوات كانت وما زالت حليفة بري وحامية رياض سلامة وكل المنظومة الفاسدة، والقوات شاركت منذ التسعينيات بالحكم وتمثلت بجميع الحكومات، فيما لم يدخل التيار الوطني الحر الى اي حكومة قبل العام ٢٠٠٨؛
والأهم ان سمير تناسى أيضا انه في الحرب اللبنانية كان على رأس من نحر الدولة بشنه حربآ شعواء وبكل الأسلحة المتوفرة عنده على الجيش اللبناني، الركن الأساسي في الدولة، لا بل تحالف مع الاحتلال السوري للقضاء على الجيش فقصف قصر بعبدا لإقامة دويلته، القائمة على فرض الخوات والارهاب والترهيب وتجويع المسيحيين وتركيعهم، والتجارة بالطحين كما بالمخدرات، بينما الحزب الذي يتهمه بإقامة دويلة، لم يوجه سلاحه يوما الى الداخل ولم يفتعل أحداث دموية بين اللبنانيين، كالانتفاضات في الثمانينيات وحرب الالغاء اواخر التسعينات وتفجيرات الكنائس من مطرانية زحلة الى سيدة النجاة وصولا الى مجزرة الطيونة مؤخرآ؛
إذا حلقة سخيفة سادها الكذب وتحوير الحقائق والبروباغندا التجييشية الشعبوية والوعود الفارغة، من رجل لم يصب في خياراته يومآ، من طعنه الوطن بالموافقة على اتفاق الطائف وانخراطه في المؤامرة الغربية لتهجير المسيحيين من لبنان، مرورا بتبريره لإجرام داعش ومساندته للجهات الداعمة لها في لبنان وسوريا، واستمراره اليوم باستغلال النازحين السوريين من خلال الضغط لعدم ترحيلهم من لبنان، نزولا عند تعليمات مشغليه، ولتحقيق مآرب سياسية وسلطوية دنيئة، وصولا الى محاولاته البائسة بضرب صورة الرئيس القوي وانقلابه عليه وتآمره مع أعدائه في الداخل والخارج لضرب صورته وإضعاف عهده؛
هي خطايا لن يسامحه عليها، المسيحيون وسيذكرها التاريخ، لا بل سيلعنه التاريخ، كرئيس عصابة لا فقط قائد ميليشيا، أضعف مجتمعه ودمر مناعته على الصمود وذهب بعيدا في مخططات تهجيره، أما حلمه بالرئاسة فأضغاص أحلام فهو لا يجرؤ على الترشح للنيابة، وهو ذر للرماد في العيون، لأنه يستحيل في لبنان ان يشغل منصب الرئاسة، مسجون سابق محكوم بالاشغال الشاقة ومفرج عنه بقانون عفو عام. لا بسبب قرينة البراءة.