أخبار عاجلة

عَ مدار الساعة


أبو الغيط يقف مع لبنان حكومة وشعباً ولكن أين؟ (أمين أبوراشد)


يا أبا الغيط من لبنان سلاماً..
وطئته مع وزراء الخارجية العرب أهلاً وتجولون فيه سهلاً…
اعتدنا على تجوال السفراء والمبعوثين والوزراء، وليس صعباً على أحد أن يجمع اللبنانيين فرادى، مُنقسمين، مشتَّتين، وبعضهم كما اللقطاء على أرصفة التسوُّل…

قفوا مع لبنان حكومة وشعباً يا أبا الغيط،
فأنتم لطالما وقفتم معه منذ العام ١٩٤٨ وأرسلتم له الدفعة الأولى من اللاجئين الفلسطينيين، وتوالت بعدها الدفعات إلى بلد “للضيف مفتوحة منازلنا”…

وتبلَّد الفلسطينيون وقرروا أن طريق فلسطين تمرُّ من لبنان، من جنوبه حتى جونية، وما زالوا منذ ذلك الحين يُناضلون من أجل حق العودة..
أسلحتهم على مدّ العين والنظر، من البارد إلى صبرا وشاتيلا وبرج البراجنة والناعمة والبصّ وعين الحلوة وصولاً إلى وسط البقاع…

كل أنواع الأسلحة موجودة لديهم على امتداد “فتح لاند”، ما عدا تلك التي تضمن لهم حق العودة، وتصغير حجم “فتح لاند” لا يعني تصغير حجم الخطر منهم على لبنان نتيجة هذا الكمّ من الحقد لديهم…

الإرهاب موجود في مخيماتهم، والتهريب نشِط والسرقة والدعارة على عينك يا تاجر، لكن أهم عامل يضمن إنضباطهم بانتظار حق العودة هو وقوف العرب مع لبنان حكومة وشعباً !!

قفوا مع لبنان يا أبا الغيط، كما وقفتم معه وجعلتموه مأوى اللاجئين ومرتع النازحين وقبلة الدواعش…
قفوا مع لبنان كما فعلتم في الإجتياح الإسرائيلي عام ١٩٨٢، وكما حررتم معه ارضه عام ٢٠٠٠ وصدَّيتم عنه عدوان تموز ٢٠٠٦، وسحقتم الإرهاب على حدوده الشرقية عام ٢٠١٧..

يا أبا الغيط شكراً لوقوفكم مع لبنان،
ولولاكم لما بقي لنا وطن ولا بقي شعب، وفي وقوفكم أدَّيتم قسطكم من الأخوَّة العربية والكرامة العربية وشهامة العربان ولكن،

بناء لما تقدَّم، نبحث لك وللعرب يا أبا الغيط عن المكان المناسب للوقوف مع لبنان…

الحدود مع إسرائيل لا تناسبكم لأن التطبيع معها لن يحصل من لبنان…
والحدود مع سوريا هي منافذ النازحين، دخولاً وخروجاً كما السائحين، وأنتم ضمانة التسيُّب والتهريب طالما أن المصائب ليست على حدود الممالك والإمارات السامية، بل على لبنان دون سواه، وأنتم فقط تقفون معه من بعيد لبعيد على امتداد مؤامراتكم وعمالتكم، وتاريخ جامعتكم العربية كافٍ لنشر غسيل عروبتكم…

قفوا مع لبنان يا أبا الغيط…
قفوا من فوق حيث حافة الهاوية التي هو فيها ولكن حذاروا…
حذاروا أن تنزلق أقدامكم إلى تحت، وتصطدم رؤوسكم بالصخور، لأن هذا البلد الصخريّ غريب عن طبيعة كل بلدان العرب، حيث لا رمال تخفون فيها رؤوس النعام عن الحقيقة، ولا بادية تشردون فيها كما الإبل، بل فيه الصخور والصخور، في الجبال والوديان، والكثير من الكرامة اللبنانية الكفيلة بتكسير رؤوس عملاء الخارج وأدوات الداخل متى أتت ساعة الحقيقة…