أخبار عاجلة

عَ مدار الساعة


ماذا كنتم تريدون من فخامة الرئيس؟ (سمير مسره)

غالبا” ما تروادني فكرة طرح بعض الأسئلة على قسم من السادة النواب الذين اجتمعوا بملئ ارادتهم وانتخبوا العماد ميشال عون رئيسا” للجمهورية في 31 تشرين الاول 2016. هذه الفكرة مهمة ومحيرة في آن، لانني لا افهم على اي اساس استند خيارهم في ذلك الحين، وهم الآن انقلبوا عليه، ويشنون حربا” شعواء آملين عبثا” اسقاط عهده.

  1. هل كانوا غافلين آنذاك ان لديه تفاهما” مع المقاومة اعلن على الملأ منذ ستة عشر  عاما” و عرض على باقي الاحزاب والجهات السياسية لمناقشته والانضمام اليه ، وهم يتصرفون كما لو انهم متفاجئين به ويريدون التخلص منه؟ ترى لماذا لم تزعجهم المقاومة من قبل، بل تعايشوا وتحالفوا معها في كل الحكومات السابقة منذ التسعينات حتى اليوم؟
  2. هل كانوا ينتظرون منه ان يتبنى قانون انتخاب هم ابطاله، ولد في ظل الوصايات الاجنبية على قياس مصالح فئوية بعيدة كل البعد عن التوازن والميثاقية بين مكونات المجتمع اللبناني الفسيفسائي؟
  3. هل كانوا يعتقدون انه سيلعب دور المتفرج على خطر وجود الارهاب وتعدياته على حدود جرودنا، من دون ان يأخذ اي مبادرة مستعينا” بما للبنان من قدرات لازالته؟
  4. هل كانوا حقا” يصدقون ان العماد عون العسكري النزيه، والمقدام، والسيادي، سيفرط بكل سهولة بحدود لبنان البحرية الغنية بالنفط والغاز من دون رفع صقف حقه بالمفاوضات، بينما استسهل البعض هذا الامر ورضي بالقليل المعطى له؟
  5. هل كانوا حقا” مقتنعين انه سيسكت على مؤامرة الوجود الكثيف للنزوح المليوني السوري، وتوطين اللاجئين الفلسطينيين كي يدفع لبنان وحده ثمن فاتورة الصراع في منطقة الشرق الاوسط؟
  6. هل كان عندهم يقين انه لن يجرؤ على فتح مغارة علي بابا الاقتصادية التي دشنتها منظومة معروفة منذ اوائل التسعينات واستباحتها حتى اليوم اما بسبب سؤ الادارة او السرقة، بالتواطىء مع بعض الجهات الاقليمية والدولية؟
  7. هل كانوا اخيرا” يراهنون على ان رئيس جمهورية من طراز العماد عون لن يتحرك ليفرض القوانين الاصلاحية الضرورية للخروج من ازمة اقتصادية غير مسبوقة تسببوا هم بها وحذر هو منها منذ قبل رجوعه الى الوطن؟

حقا” اذا كان جواب بعض النواب الذين انتخبوا العماد ميشال عون انهم كانوا يتوقعون الا يفعل شيئا” من كل ذلك، فهم مخطئون وخائبون، وستتعاظم خيبتهم لان مسيرة الرئيس مستمرة ولن تتوقف. اما بعض النواب الذين لم ينتخبوه، و عقدوا العزيمة على عرقلته منذ اليوم الاول، كما هو معروف، فهم في نهاية المطاف سيخسرون مع زملائهم الخائبين، وكذلك الامر مع اغلبية المنتفضين الذين بعد ان قبضوا ثمن مواقفهم وشحت الاموال المخصصة لهم، تقهقروا.