حسان الحسن –
مع الإنجاز الاستراتيجي الكبير الذي حققه الجيش العربي السوري وحلفاؤه من خلال إستعادة مدينة حلب من المجموعات التكفيرية المسلحة ، يكون بذلك قد أنهى “حلم مشروع تقسيم” الجارة الأقرب، هذا الحلم الذي تبدد بعد ان فقد مدينة كبرى، تشكل نسيجاً من العلاقات الاجتماعية والاقتصادية، ومع تبديد هذا “الحلم” ، فان سورية تكون قد رسمت – وبدعم واضح من المقاومة – مساراً جديداً للمنطقة ، يعزز حضورها في أي تسويةٍ مرتقبةٍ ، في مواجهة الارهاب وعلى طريق إنهاء الصراع الدائر في المنطقة .
هذا شمالا حيث الدولة السورية تتحضر اداريا ووطنيا لانهاء كابوس سيطرة الارهاب على العاصمة الثانية ، و في الوقت الذي كان يتابع فيه العالم ما ستفرزه “معركة حلب” ميدانيا واستراتيجيا لناحية انهاء الحرب المجرمة التي تشنها على سوريا تلك المجموعات الارهابية ، بدعم واضح وبرعاية وتسهيل دولي واقليمي ، اختار هؤلاء التشويش على هذا الإنجاز المفصلي، وبايعاز واضح الى تنظيم “داعش” الإرهابي ، تحركت اعداد كبيرة منه اعتبارا من المنطقة الشرقية في سورية بإتجاه مدينة تدمر التراثية في ريف حمص الشرقي، و عبر منطقة السخنة في البادية، نفذوا هجوما واسعا بتسهيل وبدعم عسكري وميداني عبر مدهم بمعلومات رصد جوي دقيقة وفعالة ، سيطروا على عاصمة البادية ، ويحاولون جاهدين التقدم نحو مطار “التيفور العسكري”، الذي يؤدي دورا كبيراً في عمليات مكافحة الإرهاب في شرقي حمص والقلمون والمناطق المحيطة، غير أن دفاعات القوات السورية أحبطت ولاتزال تحبط المحاولات “الداعشية، بحسب ما يؤكد مصدر ميداني .
وفي السياق، يعتبر مرجع إستراتيجي وعسكري، أن هدف الهجوم على تدمر، ثم محاولة الوصول الى مطار ” تيفورالعسكري “، ومنه الى القلمون الشرقي للسيطرة على طريق دمشق- حمص الدولي، هو للسعي الى الإتصال الميداني “بداعش لبنان” في جرود السلسلة الشرقية، واذا لم يتمكنوا من تحقيق ذلك، “فلا قيمة إستراتيجية للإستيلاء على تدمر”، على حد قول المرجع .
ومن أهداف الاحتلال “الداعشي” لتدمر أيضاً، هو إظهار القوات السورية عاجزة في الاحتفاظ بالمناطق التي تستعيدها، وقد تستغل “الأبواق الإعلامية” الداعمة للمسلحين التكفيريين، “سقوط تدمر”، وذلك للإيحاء أمام الرأي العام أن الجيش السوري لن يتمكن طويلاً من السيطرة على “الشهباء” على غرار ما حدث أخيراً في” لؤلؤة الصحراء”، بحسب المرجع.
و يؤكد المرجع المذكور في الوقت عينه، أنه في حال لم يُقدم الجيش العربي السوري على إستعادة “السخنة”، والتي لا يستغرق الوصول منها الى تدمر أكثر 20 دقيقة بالسيارة، يترك بذلك المنطقة مفتوحة على الخطر الإرهابي الدائم، ووفقاً لرأي المرجع ذاته، فمن المرجح أن هناك خللا او نقصا في المعلومات التي رصدتها غرفة العمليات المشتركة للقوات السورية ولحلفائها الخاصة بالجبهة الشرقية ، سائلاً “كيف استطاع “داعش” تحشيد آلاف المسلحين في السخنة، ثم التوجه الى تدمر، من دون أن يلاقي الرد المناسب لمنعه؟
الموقع: المردة