– وتكفير عن الخطايا والمكائد السرية التي تحيكها الماسونية..
***
في أكثر من مناسبة، لاحظت الأخت إيميريخ أن ضباطاً فرنسيين يداهمون ملاذها التقي. ففي أحد الأيام، حسبما يتابع الأب مانيس، عمد 6 من هؤلاء الرجال الى التسلل عبر النافذة بسبب تعذّر دخولهم. لكنهم اصطدموا بهالة مضيئة أشرقت على وجهها السماوي، تركتهم في حيرة عاجزين عن التعبير..
…وقد اتخذت السلطة التي تتبع طائفة البروتستانت جميع التدابير الممكنة للتحقق من صحة المحاضر، حيث عزمت الى ارسال جراحين مكلفين بتحرير محضر عن وضع هذه الشابة التي تذهل رؤيتها المشكك وتربك استنتاجاته، وذلك مساء كل يوم خميس وصباح كل جمعة، وكان أحدهما وهو جراح من بين الأعداء الأشهر للأخت الجليلة الذين اساءوا معاملتها أكثر من الآخرين في الإختبار الذي أخضعت له، فقد استشاط غضباً بسبب فشله في إقناعها بالخداع…
… لم تكن الأخت إيميريخ تتناول أي غذاء صلب، وإذا حاولت تذوّق بعضاً منه أحياناً، كانت تجبر على إفراغها مع تشنجات. وكان ارتشاف بعض الماء أو شرب محلول من بضع ملاعق من القهوة بالحليب الخفيف جداً كافياً لمساعدتها على الوقوف… ما اكد في النهاية حالة هذه الفتاة القديسة هو الوهج المنتشر على كامل سحنتها… بخاصة أثناء حالات النشوة الطويلة.. على الرغم من أنها تبدو ظاهرياً وكأنها ميتة..
…كان ملاكها الحارس يبدأ بنقلها إلى أقدام صليب المسيح في كنيسة كسفلد؛ ثم يحملها الى جانبه نحو الشرق، أرض أسرار الله، وفي جولة عبر العالم، يجعلها تدخل السجون ومساكن القش وأسرة الموت، وساحات المعارك والكنائس المدنسّة وحتى مجالس الشطان، ليريها المشقات الموجودة فيها للتخفيف من وطأتها والخطايا..
بحسبما كليمنس برنتانو، كان هناك اناس مهملون بؤساء في وطنها والدول المجاورة، إنما ايضاً في روسيا والصين، ووسط أفريقيا المجهول. وفي السنوات الأخيرة من ولاية الحبر الأعظم بيوس السابع، كانت كل يوم تقوم برحلات الى روما بواسطة الروح لمواساة الأب الأقدس، وتبصيره والكشف له عن المكائد الأثيمة”.
لكن ما يستحوذ على الحيّز الأكبر من معاناتها لأجل التكفير عن الإثم هي الإساءة التي تتعرض لها الكنيسة، سواء عن طريق السلطة الدنيوية أو الكراهية أو اتهامات الشك، إثر إهتمام الكهنة بما هو دنيوي والمكائد السرية التي تحيكها الماسونية..
أدركت الأهمية الرمزية لكافة الأمراض والصلة الوثيقة التي تربطها بالإثم.. وما هو أكثر دهشة في ذلك، كان النضال المستمر ضدّ ميل الى الغضب. لقد كان عليها على الدوام أن تتصدى لعداء معين تجاه شخص بعيد عنها منذ فترة طويلة. “بكت واحتجت بشدة على انها لا تريد ارتكاب خطيئة…”.
خلال عام 1822، الذي كان عامها الأخير، ازداد حجم معاناتها ونما معها حبها… مرّ هذا العام عليها وسط حالة عذاب لا توصف؛ “وعندما كانت تُسأل عن حالها، بالكاد كانت تفتح عينيها بصعوبة بالغة وتجيب بابتسامة: “انها معاناة جميلة جداً! وأخيراً توفيت يوم 9 شباط 1824، بعدما كررت 3 مرات بصوت مرتفع هذه الكلمات. “يا رب ساعدني، تعال الي، أيها الرب يسوع تعال“…
في جنازتها، منعت الأخت المتواضعة أي مراسم مهيبة. وعلى الرغم من أنّه تم احترام إرادتها، كان مأتمها بمثابة نصر حقيقي. وفي الذاكرة الحية، لم تشهد دولمان يوماً موكباً يضمّ عدداً غفيراً من الحاضرين. وبعد 6 اسابيع على وفاتها، انتشرت ضجة حول سرقة جثتها من جانب مشترٍ هولندي كان عرض عبثاً دفع سعر آلاف الفلورين، وفُتح التابوت، وعثر على الجثة كاملة، من دون أدنى أثر لفساها، فصعق الحاضرون لشدة جمالها المؤثر الذي زينته ندبات الجراح المقدسة.
ومن المؤسف أنه لم يتمّ جمع رؤى الأخت إيميريخ، في كمالها الخالص.. فذلك كان سيشكّل هبة رائعة جداً على السواء، لم نكن جديرين بها…
(المجلّد الأول – ص: 28-29-31-32-33-35-36)
***
تمّ إختصار الفَصل، ويمكن العودة الى الكتاب لقراءة النصوص بشكل كامل.. والكتاب متوفّر في مكتبة “البولسية”في جونية – ودير القديسة تريزيا الطفل يسوع في السهيلة..
عن كتاب رؤى “آنا كاثرين إيميريخ” حول حياة سيدنا يسوع المسيح (المجلّد الأول – السنة الأولى من الحياة العامة).
كتابة الراهب الموقر الأخ جوزيف ألفار الدولي من رابطة الرهبان الدومينيكيين. ترجمة حديثة بالكامل للنص الإلماني نفذّها شارل ديبيلينغ.
ترجمته الى العربية كاتيا عازار مظلوم تحت إشراف وتنسيق الأب مروان خوري.
***
حياة آن كاثرين إيميريخ.. ومعاينتها للذبيحة الإلهية
– أطباء يتفحصون الجروحات وجنود يتوبون (3)
حياة آن كاثرين إيميريخ.. إكليل الشوك وضع عَ رأسها وغرزته بيديها
– ملاكها الحارس: “لا أحد رأى هذه الأشياء بالدرجة عينها”.. (2)
حياة آن كاثرين إيميريخ.. طلبت إكليل الشوك الذي وضعه بنفسه عَ رأسها وقامت بغرزه بيديها بجبينيها (2)
حياة آن كاثرين إيميريخ.. طفلة تطلب من الله أخذها من العالم قبل أن تسيء إليه
– أرسلها الأستاذ من المدرسة لإنها تعرف كل ما يمكنه أن يعلمّه.. (1)
حياة آن كاثرين إيميريخ.. طفلة تطلب من الله أن يأخذها من العالم قبل أن تبلغ سناً قد تسيء إليه (1)