خاص: حسان الحسن-
لاريب أن أخطر ما حمله العدوان الثلاثي الأميركي- البريطاني- الفرنسي على سورية، هو فشل المجتمع الدولي في التوصل الى حلٍ مقبولٍ، يرضي الأطراف الدوليين المتصارعين على أرضها، لوقف النزف، ومنعاً لتأجيج الصراع القائم، خصوصاً أنه سبق هذا العدوان من سيل التهديدات المتبادلة بين الولايات المتحدة وروسيا في الأيام القليلة الفائتة. كذلك بدا أن النظام العالمي الجديد الذي بدأ يتشكل مع بروز القوة الأوراسية، وبداية نهاية منظومة الآحادية القطبية، التي ترتكز على هيمنة واشنطن على القرار العالمي، وتفردها به، لم يتبلور جدياً على أرض الواقع حتى يومنا هذا، ولم ينجح هذا النظام في عملية تقاسم النفوذ بين الدول الكبرى في المنطقة والعالم بأسره.
وأكد هذا العدوان أيضاً الذي إنتهك دولة ذات سيادة، وحولها أرضاً مستباحة، وإستباح معها القانون الدولي، تثبيت الإصطدام بين القوة الأوراسية والحلف الأطلسي، خصوصاً بين الولايات المتحدة وروسيا، وهنا يكمن الدافع الأساسي للعدوان المذكور. وليس بعيداً أن تتطور الأمور نحو الأسوأ، مادام فتيل التوتير لم ينزع، والمدمرات والمقاتلات منتشرة بكثافة في المنطقة.
ويؤشر هذا العدوان أيضاً أنه محدود، ولن يأخذ الصراع المذكور آنفاً الى نقطة اللاعودة في المدى المنظور، خصوصاً أنه لم يستهدف نقاط أو مخازن عسكرية روسية، ولم يخرق المجال الجوي للنفوذ الروسي في سورية، بل صب حممه عليها من جهة البحر الأحمر، ومن الأجواء اللبنانية، تفادياً للإنفجار الكبير.