أخبار عاجلة

عَ مدار الساعة


يا أهلنا في قرطبا.. لا تسلّموهم المفاتيح، لا يعرفون القيادة!

– نقلاً عن Kartaba al ghad – قرطبا الغد 

***

لمناسبة الانتخابات الفرعية في الولايات المتّحدة الأميركية في العام 2010، هاجم الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما المرشّحين الجمهوريّين الساعين للعودة إلى الكونغرس، وداعيًا الأميركيين إلى عدم التصويت لهم، مستخدمًا الرواية التالية: سقطت ذات مرّة سيّارة في خندق بجانب الطريق، وتجمهر الناس حولها عاجزين. أمّا نحن فقد هرعنا، وانتعلنا أحذيتنا ونزلنا إلى الخندق وبدأنا نبذل جهدنا لرفع السيّارة. وآنذاك راح أخصامنا يصيحون: ما بكم؟! أين جهودكم؟! ما هذا العمل السيئ؟! كما راحوا يقولون: أنظروا! لقد أفسدوا طلاء السيّارة وأصابوها بأضرار!…

وحين نجحنا أخيرًا برفع السيّارة، أتى أخصامنا وقالوا لنا: هاتوا مفاتيح السيّارة.

وتابع أوباما يقول: لا أريد أن أعطيهم المفاتيح، هم لا يعرفون القيادة!

ما أشبه تلك الرواية بحالنا في لبنان!

ثمّة فريق قاد سيّارة هذا البلد ثلاثين سنة. والنتيجة؟ تقلّب سياسيّ، تحالفات غريبة، مغامرات، انهيار الاقتصاد، وصول الدين العام إلى 80 مليار دولار، تراجع المرافق والخدمات، فساد، تلوّث، نفايات… واللائحة لا تنتهي.

معهم تدحرجت السيّارة إلى الخندق وتكاد تصبح حطامًا.

أتينا، وشمّرنا عن زنودنا، ونسجنا التحالفات على مستوى الوطن. وشرعنا في بناء سياسة هدفها الإنقاذ، وتصويب الأخطاء، وإصلاح الفساد.

آنذاك تعالى صراخهم: ما بكم؟ لماذا لا تعملون؟ ما هذا العمل السيئ؟ ألا ترون أنّكم توصلون البلد إلى حافّة الخراب…؟

وحين بدأنا نرفع السيّارة من الخندق، أي حين أعدنا إلى الوطن كرامة مستباحة بالموقف الصلب، وإلى موقع رئاسة الجمهوريّة وقارًا ضيّعه مَن هبطوا بالمظلاّت على الموقع من قبل، وحين بدأنا نحقق الإنجازات في القوانين، وفي البنى التحتيّة، وفي التخطيط…

يأتون الآن ليقولوا لنا: هاتوا المفاتيح.

يا أهلنا في قرطبا: لا تسّلموا مفاتيح السيّارة مجدّدًا لمَن لم يمارس واجبه في التشريع يوم كان نائبكم في البرلمان، ومَن شارك في المغامرات السياسية التي دمّرت لبنان، وهو لم يتّعظ بعد. وهو لا يزال يزايد ويكابر.

يا أهلنا في قرطبا: أحد مرشّحي البلدة يعرف سلفًا – ويجاهر – بأنّه لن يصل إلى البرلمان، ويكتفي بأن يكون بيدقًا صغيرًا على رقعة التحالفات الانتخابيّة، فلا تسلموا المفاتيح من خلاله إلى مَن نعرف وإيّاكم تاريخهم الأسود.

يا أهلنا في قرطبا، يوم الانتخابات، لا تسلّموهم المفاتيح، فهم لا يعرفون القيادة!