– إرباك سياسي بزغرتا – (غسان ريفي – سفير الشمال)
***
حالة من الارباك الشديد تسود زغرتا، و″تيار المردة″ على وجه التحديد، في ظل أسئلة بدأت تتردد في بعض الأوساط والصالونات السياسية، مفادها: هل يخرج النائب سليم كرم من تحالف المردة؟ وفي حال خروجه هل سيمنح أصواته الى خصوم المردة في التيار الوطني الحر؟، وكيف سينعكس ذلك على المردة في الانتخابات المقبلة في حال حصل ذلك؟، وهل يستطيع النائب سليمان فرنجية رأب الصدع الحاصل بين كرم من جهة وبين طوني فرنجية وإسطفان الدويهي من جهة ثانية.
لم يعد خافيا على أحد في زغرتا، أن قانون النسبية مع ″الصوت التفضيلي″، قد جعل هناك ″عين حمراء″ من قبل النائب سليم كرم تجاه ″تيار المردة″ حول ما يعتبره ″إنعدام العدالة في توزيع الأصوات التفضيلية، وإمكانية حجبها عنه، ما يجعله يدفع الثمن في الانتخابات المقبلة″.
ومما زاد الطين بلة بحسب المعلومات، هو قيام شخصية إجتماعية زغرتاوية من عائلة أبشي بالدعوة الى حفل غداء على شرف طوني فرنجية، وإقتصار المدعوين على عائلتيّ أبشي والدويهي وهي عائلة والدة الشخصية الداعية، وإستثناء النائب سليم كرم من هذه الدعوة، الأمر الذي أثار حفيظته، وضاعف من ثورته عما يحصل، ودفعه الى التغريد على تويتر بالقول: ″نقول لهؤلاء لكي تتشبهوا بكرم، أنتم بحاجة الى عجائب، وأن كنتم تعتقدون أنكم قادرين على الانتصار من دون كرم، يكون خيالكم قد شطح كثيرا، وبالتالي سيسقط الهيكل على الجميع.. أعدكم بذلك″.
هذه التغريدة، دفعت عددا من أنصار كرم الى إعلان التأييد له، كما وجد فيها بعض ″المصطادين بالماء العكر″ فرصة لزيادة الشرخ ضمن لائحة المردة، وذلك باطلاق تغريدات عدة تؤكد أن ″إختيار كرم كان من أجل الحصول فقط على أصواته التي تزيد من الحاصل الانتخابي للائحة″، كما لم يتوان بعض المغردين عن الاشارة الى أن ″كرم قد يعطي أصواته الى التيار الوطني الحر″، في حين سارع كوادر في المردة الى نشر صور المرشحين الثلاثة في زغرتا، فرنجية والدويهي وكرم، مؤكدين على التحالف القائم.
في جهته نفى النائب سليم كرم أن يكون قد إتخذ قرارا بالتخلي عن لائحة المردة أو إعطاء أصواته الى التيار الوطني الحر، وقال في إتصال مع ″سفير الشمال″: ″أنا ملتزم حتى الآن، لكن لدي ثورة كبرى على القانون الانتخابي الذي يجعل الحليف عدو، والعدو حليف، كما أنه يجعل هناك بعض النفور بين أعضاء اللائحة الواحدة حول الحصول على الصوت التفضيلي″.
وعما إذا كان لديه عتب على المردة، قال كرم: ″ليس لدي أي عتب على سليمان فرنجية، لكن سوف أنتظر، فإما أن يصار الى حل المشكلة القائمة، وإلا فإنني سأجد الحل بنفسي وأنا قادر على ذلك″.
وعما إذا كان يتجه لاعطاء أصواته الى التيار الوطني الحر، قال كرم: ″أنا لم أصرح بأي شيء من هذا القبيل، ولا أزال على إلتزامي، ولكن أنتظر الحل، لأنه لا يجوز أن لا يكون هناك مساواة بين الحلفاء″.
تشير المعلومات الى أن كل ما حصل من توتر ضمن لائحة المردة كان في غياب النائب سليمان فرنجية الذي كان موجودا خارج لبنان، وقد عاد يوم أمس، حيث يؤكد متابعون أنه سيسعى الى إعادة الأمور الى نصابها، خصوصا أن مصادر في المردة تقول: ″إن سليمان فرنجية معروف بوفائه مع حلفائه، وهو إذا وعد وفى، وبالتالي فإن الأصوات التفضيلية التي ستفيض عن حاجة طوني فرنجية ستوزع بالمساواة بين إسطفان الدويهي وسليم كرم، على قاعدة ″هذا عيني وهذا عيني″، مؤكدة أن ″ما نشره بعض المغرضين على مواقع التواصل الاجتماعي غير صحيح ومرفوض ويهدف الى إحداث فتنة″، مشددة على أن ″ما يجمع بين أعضاء لائحة المردة في زغرتا هو نهج وإلتزام وخط سياسي واضح، وليخيّط أصحاب المآرب الشخصية والفتنوية ″بغير هالمسلة″.