– ما زال السلاح الفلسطيني مُتفلِّتاً (أمين أبو راشد)
***
كفانا في كل 13 نيسان ترداد كلمة “تنذكر وما تنعاد”، تلك الحرب التي نختلف حتى الآن على تسميتها، من “حرب الآخرين على أرضنا”، الى “الحرب الأهلية”، وهي لم تكُن في الواقع سوى حرب الفلسطينيين المُقيمين في لبنان على الشعب اللبناني، وحرب “الأبوات”، زعماء عصابات القوى والفصائل، أبو عمار، وأبو أياد، وأبو جهاد.. الى آخر مسلسل أبوات الكفاح الكلامي الفلسطيني المستمرّ منذ 1948 وحتى عصر أبو مازن 2018، مروراً بكل قادة الغدر الذين كانت عينهم على لبنان وطناُ بديلاُ عن فلسطين، وأن طريق “فلسطينهم” تمرّ في جونية.
شباب لبنان من مواليد منتصف الثمانينات وحتى العام 2000، يسمعون بذكرى 13 نيسان، ومن يرغب منهم معرفة تلك الحقبة السوداء من تاريخنا يدخل الى مواقع البحث الإلكتروني للإطّلاع، لكن قد يفوته إتفاق القاهرة المشؤوم الذي أُبرِم بين الحكومة اللبنانية وهؤلاء “الأبوات” عام 1969، وأطلق يد الغرباء الحاقدين على لبنان، واعترف لهم بحقوقهم في العمل، وإنشاء لجان محلِّية لإدارة مخيماتهم المحظور على القوى الأمنية اللبنانية دخولها، والسماح لهم بإنشاء قواعد وجود مسلَّح والعبور من الجنوب لمقاتلة إسرائيل، إضافة الى بنود إذلال للكيان اللبناني، وفَرَض الفلسطيني نفسه شريكاُ حُرّاً مع اللبناني على أرضِ لبنان، يُعربد ويقتل ويخطف ويرتكب كل أنواع المعاصي بحقنا، ورغم إلغاء إتفاق القاهرة / العار عام 1987 من قِبَل الحكومة اللبنانية، ما زالت المواقع المسلَّحة لشبِّيحة القوى والفصائل متواجدة في أماكن عدَّة مثل “قوسايا” و”الناعمة”، إضافة الى السلاح الفلسطيني المُتفلِّت في المخيمات، التي باتت أوكاراُ للبلطجة والتهريب والدعارة وصولاُ الى إيواء الإرهابيين برعاية لجان من القوى والفصائل.
وما زال السلاح الفلسطيني الذي لم ولن يُحرِّر حبَّة تراب من فلسطين مُتفلِّتاً، ولم يتم جمعه، وإخضاع أمن اللاجئين للسلطة اللبنانية، لأن هناك شريحة من اللبنانيين تستقوي بهم، وتسعى الى توطينهم لا بل تجنيسهم للإخلال بالمعادلة الديموغرافية للشعب اللبناني، ورغم ذلك، نجد لبنانيين يحملون الهوية اللبنانية ويُطالبون بنزع سلاح المقاومة، هذا السلاح الشريف الذي لولاه مع سلاح الجيش اللبناني لما بقي وطن لبناني ولما بقيت دولة…
ورغم الأثمان التي ما زال يدفعها اللبنانيون بالنيابة عن كل العرب من أجل القضية الفلسطينية، فإن أجيالنا الشبابية يجب أن تعرف أن لبنان اليوم بفضل الجيش والشعب والمقاومة هو بألف خير، لأن هؤلاء الشباب ربما لم يقرأوا عن الحقبة من العام 1976 وحتى 1982، وهي ولاية الرئيس الصابر الياس سركيس، عندما كان مُلزماُ خلال إجراء استشارات نيابية لتكليف رئيس للحكومة وتشكيلها أن يستقبل ياسر عرفات/ أبو عمار، وكان هذا البلطجي يُعطي رأيه لا بل يفرضه على رئيس لبنان في ما يتعلَّق بإسم رئيس الحكومة والوزراء ويتدخَّل حتى بتوزيع الحقائب الوزارية.
واليوم، نتذكَّر 13 نيسان 1976 ونحن في 13 نيسان 2018، نقول للبنانين عامة، ولشبابنا خاصة، اشمخوا بلبنان وترحَّموا على الشهداء الذين رووا ترابه بأحمر التضحية والشرف والوفاء، وتمسَّكوا بوحدتكم اللبنانية، وبلبنان المعادلة الذهبية التي هي وحدها الضمانة للسيادة والكرامة، وألف لعنة على زمن “قبضة الأبوات المُجرمين”، ولننعم بلبنان الآمن القوي بشعبه، ولنُحيي عُرس كرامتنا على طريق بعبدا حيث يسكُن فخامة الجبل اللبناني الشامخ ميشال عون، واللعنة على ذكرى زمن “الأبوات”، وألف نعمة أن يكون الوطن اللبناني لكل اللبنانيين على مختلف تلاوينهم وطوائفهم يعيشون لبنانيتهم في حُضن “بيّ الكلّ” …