–فلتراجع أميركا تاريخها الاجرامي في العالم قبل إعطاء الدروس لسوريا
***
لم يعد ينفع تهويل الرئيس الاميركي دونالد ترامب بشن ضربات عسكرية على سوريا بحجة استخدام الجيش السوري الاسلحة الكيميائية ضد الارهابيين، وهو ان صح في أي حال، فعلى الارهابيين تحمل المسؤولية بسبب أخذهم المدنيين رهينة.
أما حجة الغرب لإعطاء دروس الاخلاق للرئيس السوري بشار الاسد، فمردودة وبخاصة على الولايات المتحدة الاميركية التي قبل ان تعلّم غيرها كيفية التصرف في الحروب فلتراجع تاريخها الدموي المجرم في العالم وهي الوحيدة التي استخدمت السلاح النووي ضد المدنيين لا فقط الكيميائي، في ناكازاكي وهيروشيما فضلا عن تدميرها فيتنام على رأس شعبها مرورا باحتلال افغانستان والعراق، وقبل ذلك فلتراجع الولايات المتحدة نفسها ولترى كيف نشأت هي كـ دولة مغتصبة كما هي إسرائيل اليوم، على حساب إبادة شعب بكامله من خلال قتلها مئات آلاف الاشخاص من السكان الاصليين الاميركيين(الهنود الحمر)، وتهجيرها الملايين منهم داخل وخارج أميركا.
بالعودة الى سوريا فالتخبط الاميركي هو نتيجة عدم تسليم البنتاغون والادارة الاميركية بواقع، انها خسرت الحرب التي شنتها على سوريا منذ العام 2011 بواسطة جماعات ارهابية، هي صنعتها لتدمر بواسطتها منطقة المشرق(إعتراف هيلاري كلينتون بكتابها ان الاستخبارات الاميركية صنعت داعش، خير دليل).
في المحصلة، لم يقتنع ترامب بعد ان الكلمة الاخيرة في الفصل الاخير من الحرب على سوريا والمشرق ستكون لروسيا وايران والرئيس الاسد، لا لتركيا او السعودية او اوروبا أو لها، وبالتالي إن قصف مطار من هنا وقاعدة عسكرية من هناك، تارة مباشرة بصواريخ تطلقها واشنطن من حاملات الطائرات في البحر المتوسط او من خلال طائرات التحالف، وطورا بشكل غير مباشر بواسطة الطيران الاسرائيلي المعادي، لن يقدر على تغيير مجرى الاحداث لصالحها، وبخاصة بعد إبعاد الخطر عن العاصمة السورية دمشق، من خلال تحرير الغوطة الشرقية وخروج آخر مسلح من جيش الاسلام من دوما، التي من بوابتها سيعيد المنتصر، وحزب الله بالمناسبة هو على رأس المنتصرين في سوريا، رسم خرائط المنطقة والعالم بأسره لمئات السنين المقبلة، والتي ستوزع فيه مراكز النفوذ على اقطاب متعددة في القارات الخمس، ليبنى النظام العالمي الجديد، على ركام القطب الاميركي الاوحد، المنهار.