عيسى بو عيسى-
المبالاة وحدها الصفة المتربعة على اهتمامات الرسميين في الدولة اللبنانية تجاه الازمة الحقيقية والجوهرية التي يواجهها البلد منذ ست سنوات وهي مسألة او معضلة النازحين بالرغم من اعلان رئيس تكتل التغيير والاصلاح آنذاك العماد ميشال عون عن خطر وجودهم وامكانية بقائهم في لبنان فجاء الرد ان هذا الرجل عنصري وتسيطر على رؤيته مشاهد لا يمكن تحقيقها، وهو حسب رؤية رئيس الجمهورية العماد ميشال عون قد تحققت مع غيرها حول معالجة هذه الازمة الوجودية التي تطال الكيان اللبناني، لماذا كان الجنرال عون وحده من حذر من خطر النزوح السوري فيما كان الجميع لا يرى سوى عملية تعداد ايام سقوط الرئيس السوري بشار الاسد عن السلطة، وبغض النظر عن الجهالة التي تتحكم بمبدأ الرؤية السياسية المستقبلية لاي بلد في العالم فان اوساطاً سياسية وزارية تطلق الانذار الاخير حول هذه المسألة نظراً لخطورتها حالياً على الكيان اللبناني في ظل تجاهل دولي عام بل تواطؤ خارجي ورضح المعالم يبدأ بالمناداة حول قلق فرص عمل للنازحين السوريين وصولاً الى العمل في الخفاء على توطينهم دون ادراك الخطورة الناجمة عن اسكان مليوني سوري وخمسماية الف فلسطيني في بلد يكاد يغص بسكانه الاصليين، ليس في الامر كراهية ولا دعوة الى رمي السوريين في البحر تشير هذه الاوساط الا ان الواقع اللبناني لم يعد يتحمل يوماً اضافياً لاقامة السوريين في البلد بين البيوت والدساكر والمخيمات وفي كل الشوارع والقرى واصبحوا شركاء في الانتاج اللبناني من خلال انشاء المصانع وفتح السوبرماركت وخطف العمل من امام اللبنانيين باختصار ان النازحين السوريين يأكلون لقمة عيش اهل البلد الذين هم في الاساس بحاجة الى من يمد لهم يد العون، وتعطي هذه الاوساط ارقام علمية لا جدل فيها حول محاصرة اللبنانيين من قبل النازحين السوريين والذين لا يمكن للدولة اللبنانية ان تطلق عليهم صفة اللاجئين وتقول:
1- ان الامم المتحدة ومنظماتها كاذبة بشأن اعداد النازحين السوريين الى لبنان بحيث تصرح ان العدد يقارب المليون ومئتي الف فيما واقع الامر ووفق تعداد البلديات يفوق عددهم المليونين ان لم يكن اكثر منذ خريف العام 2011، وتطلق هذه الاوساط تحدياً للوزارات التي تعنى بشؤون السوريين في لبنان اذا كانت لديها ارقام حقيقية حول اعدادهم ذلك ان اية وزارة او دائرة لبنانية لم تقم بأي عمل جدي لتعدادهم في اي وقت وهذا تقصير واضح وفاضح في حين ان الاردن وتركيا ومختلف الدول التي نزح اليها السوريون تعرف كل شخص باسمه واين سيسكن!! لماذا ذلك؟ تجيب هذه الاوساط دون تردد بالقول: لان دولتنا «فلتانة» اداراتها مهترئة وموظفوها لا يعملون وان عملوا فالهدف الاساسي لديهم هو العمولة.
2- على الاقل في المناطق التي تمتد من جسر الاولي شمالي صيدا وصولاً الى جسر المدفون تجزم هذه الاوساط ان عدد النازحين فيها يتراوح بين مليون ومليون ومئة الف شخص يحتاجون الى كهرباء من الدولة ومياه وحتى مجارير الصرف الصحي التي عامت جراء هذا التكوين البشري، ففي مدينة جبيل وفي الشارع الرئيسي فيها حيث يعجز رجال الاعمال اللبناني عن استئجار محل تحصل المفاجأة ان احد بائعي الفستق بواسطة الدراجة النارية اصبح يملك محلاً تجارياً وسط الشارع لقاء بدل 24 الف دولار سنوياً كبدل ايجار!! كيف ذلك ومن اين اتى المال؟ هل حققت الدولة في شأنه ومئات الحالات على اوتوستراد جونيه الدولي حيث يستأجر السوريون سوبر ماركت بامها وابيها بمبالغ خيالية وهؤلاء عينة من الاف السوريين الذين يعملون في التجارة والصناعة وحتى بالتمريض داخل المستشفيات!!! حتى ان اطباء سوريين يعملون واللبناني يجلس ويتفرج.
3- وهنا الاهم بحيث تجزم هذه الاوساط ان الخطر الداعشي على لبنان ليس من جهة عرسال حيث الجيش اللبناني قادر على ردعهم انما الخوف الحقيقي ناتج من الداخل اللبناني حيث تتواجد المخيمات وساكني الشاليهات من النازحين والذين لا يعرف احد من اللبنانيين ماذا يفعلون في منتصف الليالي!!
نعم، هنا يكمن الخطر الحقيقي على الامن في لبنان وبالكاد يمر يوم الا ويوقف الجيش اللبناني عشرات السوريين من داخل المخيمات، ولكن ما العمل تجاه النازحين الساكنين في القرى والبلدات من الساحل مروراً بالوسط الى الجرود، وبلدة قرطبا على سبيل المثال لا الحصر يديرها السوريون شتاء بفعل تواجد اكثرية السكان في الساحل وعددهم اكثر من ثمانية الاف لبناني.. وما يصح على قرطبا يمكن اسقاطه على بلدات كبرى في الجرد ايضاً كالعاقورة في جبيل والمنصورية في المتن وكفرذبيان في كسروان واقليم الخروب والشوف وعاليه وتنورين في اعالي البترون. اما السؤال الاساسي الذي تطرحه هذه الاوساط هو التالي: من يعرف عن حق وحقيقة النازحين السوريين الساكنين في اعالي الجبال؟ ومن يعي خطورة اقامتهم وحدهم دون اللبنانيين حتى في الوسط والساحل حيث اعدادهم تتضاعف عشر مرات !!
4- وبالرغم من وعي الاجهزة الامنية اللبنانية ويقظتها الا انها ليس بمقدورها مراقبة ميول واتجاهات النازحين جميعهم والدلائل كثيرة من الناعمة الى بلدة حالات في جبيل وصولاً الى عكار حيث حصلت اعمال تفخيخ للمتفجرات منها من انفجرت بحاملها واخرى عملت باجساد اللبنانيين، والمطالبة الان من قبل هذه الاوساط وبالسرعة الكبيرة توحيد جهود المرجعيات اللبنانية لبحث الشأن تجاه النازحين السوريين لان اغلبهم لا يريد العودة حسب الوقائع بل العكس ان مجملهم يعملون على تثبيت اقدامهم في مجالات العمل في لبنان فيما اللبنانيون يتظاهرون ضد اكلي لقمتهم ولكن حتى الساعة المؤشرات تدل على انفجار اجتماعي سيحصل في القريب العاجل.
-الديار-