تطرقت صحيفة “إيزفيستيا” إلى بدء مسلحي “داعش” عمليات إغراق ضواحي الرقة بمياه بحيرة الأسد؛ مشيرة إلى أن ذلك هو ستار لتغطية هروبهم من المدينة.
جاء في مقال الصحيفة:
باشر مسلحو “داعش”، في محاولة منهم لوقف تقدم الهجوم الكردي–العربي على الرقة، عملية لإغراق الأراضي المحيطة بالمدينة، حيث يستخدمون مياه بحيرة الأسد الاصطناعية لهذا الغرض. وبحسب رأي الخبراء، يأمل المسلحون بهذه الطريقة بكسب الوقت ليتمكنوا من الانسحاب إلى دير الزور، التي قد تصبح عاصمة “الخلافة” الجديدة.
وقد فتح المسلحون ثلاث بوابات من مجموع ثماني بوابات في سد الفرات مخصصة لتصريف فائض المياه في البحيرة. لقد فعلوا هذا آملين بخلق فيضان في المنطقة لوقف التقدم السريع لـ “قوات سوريا الديمقراطية”، التي تقترب، بدعم جوي من طائرات التحالف الدولي، بسرعة من مدينة الرقة.
وقال اللواء تركي حسن لـ “إيزفيستيا” إن المسلحين ليسوا بحاجة إلى تفجير السد، إذ يكفي فتح بوابات السد الثماني، ليخلقوا موجة عالية كبيرة يمكنها إغراق الرقة ودير الزور والبو كمال والقائم والرمادي، وهذا سيؤدي إلى تشريد مئات ألوف المواطنين في سوريا والعراق.
وقال أحد سكان بلدة طبقة القريبة من السد في حديث إلى محطة اذاعة “روزانا” السورية المستقلة (تبث من باريس) إن “داعش” يستعد لتدمير بوابات السد ومولدات الطاقة الكهربائية، حيث قد يؤدي هذا برأيه إلى ارتفاع مستوى الماء أكثر من 10 أمتار.
ووفق آخر الأنباء الواردة من منطقة القتال، فقد اقتربت فصائل مشتركة في عملية “درع الفرات” إلى منطقة تبعد خمسة كيلومترات عن السد، وهذا ما أكده أيضا ممثل مكتب قيادة عملية “العزم الراسخ” في مدونته في شبكة تويتر.
كما ظهرت في مواقع منظمات حقوق الإنسان في شبكات التواصل الاجتماعي معلومات عن غارات جوية على مواقع “داعش” شمال السد، وقد تكون هذه الغارات دليلا على استعداد المهاجمين للقيام بعملية هجومية اقتحامية للسيطرة على بلدة طبقة، التي هي مقدمة للهجوم على الرقة نفسها.
وكان التنظيم يستخدم السد إلى فترة قريبة مكانا يلجأ إليه قادته، حيث لن تهاجمهم هناك طائرات التحالف الدولي، أو طائرات القوة الجو-فضائية الروسية. ومع ذلك، فقد هدد التنظيم طوال السنة المنصرمة بتفجير السد إذا شعر بأن عاصمته سوف تسقط.
وبحسب الخبراء، تحتوي بحيرة الأسد على أكثر من 12 مليار متر مكعب من المياه، فإذا تهدم السد، فسوف تتكون موجة ارتفاعها 9 أمتار تجري بسرعة 7.5 أمتار في الثانية على مساحة 119 كيلومترا مربعا ستغرق 67 مركزا سكنيا بما فيها الرقة.
وسيستمر هذا الطوفان 14 يوما، وهذا سيساعد التنظيم على سحب مسلحيه من الرقة من دون أن تتمكن قوات سوريا الديمقراطية من ملاحقتهم بسبب المياه، ونقلهم إلى دير الزور، التي ينوون تحويلها إلى عاصمتهم الجديدة.
ويذكر أن مدينة دير الزور تقع على الطريق الرابط بين الموصل والرقة، وهي منطقة حقول النفط الرئيسية في سوريا، أي أن المسلحون سيتمكنون من الحصول على ملايين الدولارات من عمليات استخراج النفط وتهريبه.