مع بدء الهجوم الشامل للقوى الفلسطينية تساندها القوات المشتركة على شكا وحامات ووقوع مجازر طالت عائلات بكاملها وسقوط البلدتين وصلت قوة من الفلسطينيين الى دير سيدة النورية الواقع على رأس جبل الشقعة شمال بلدة حامات واقتحموا الدير الذي لم يوجد فيه الا راهبتان وفور دخولهم احتجزوهما في زاوية من الباحة الرئيسية تمهيداً لقتلهما وبادر احد العناصر الى سحب رشاشه وتصويبه الى إيقونة لسيدة النورية معلقة على الجدار يسار الباحة وأطلق منه ثلاث طلقات على الأيقونة مرفقاً بالشتائم، وحصل ما لم يتصوره احد ، الطلقات الثلاث لم تخترق زجاج الايقونة ولم تبلغها بل علقت النبال الثلاث في الزجاج الرقيق ولم تكمل لتصيب صورة العذراء، حلّ الذهول على الجميع المسلحين والراهبات اللتان سجدن على الارض مبتهلات للعذراء، على الفور صرخ مسؤول المجموعة بعناصره لمغادرة الدير فوراً خوفاً من الأعظم وسمع إحدهم يصرخ :”لقد أخبرونا عن عجائبها وما صدّقنا”. ضجّ خبر الأعجوبة سريعاً بين سكان المنطقة والمقاتلين من الجبهة اللبنانية وارتفعت معنويات الجميع لإعتبارهم انها علامة إنتصار على أعدائهم وهذا ما حصل ،ففي اليوم التالي بادرت قوات الجبهة اللبنانية الى شنّ هجوم مضاد استعادت فيه بلدات حامات وشكا ووصلت طلائعهم الى مشارف طرابلس عند محلة البحصاص. بقيت الرصاصات لسنوات محجّ المؤمنين وفقد اي اثر لهم بعد ذلك، منهم من يعتقد ان الراهبتان احتفظتا بهم والبعض يقول انهم سرقوا من قبل مجهولين، اما الراهبتان واحداهن تدعى الأخت كاترينا فقد توفيت منذ سنوات والأخرى انتقلت الى احد الأديرة في سوريا.
حاليا وضعت الصورة على الحائط يسار المدخل الرئيسي والصقت بلاصق شفاف أمكنة الرصاصات الثلاث كما مبّين في الصورة