✝ زيارة والدة الإله للقديس باييسيوس ✝
في إحدى المرات بينما كان الشيخ يصلي المسبحة كعادته جاءته زيارة إلهية، ففي وقت صلاته في القلَّاية سمع فجأة صوتاً مثل خطوات فذهب إلى باب قلَّايته ونظر إلى الممر الذي يقود إلى الكنيسة فشاهدَ حينها الفائقة القداسة سيدتنا التي كانت تمشي كملكة حسبما وصف الشيخ وعندما وصلت إلى باب الكنيسة استدارت واتجَّهت للداخل وكان يتبعها القديس يوحنا اللاهوتي، وبعدما دخل الاثنان إلى الكنيسة غابا عن الأنظار تاركَين وراءهما نوراً سماوياً أبيض (النور غير المخلوق) الذي بقي لفترة وجيزة ثم اختفى شيئاً فشيئاً.
حينها امتلأت نفس الشيخ بالتواضع والعرفان بالجميل وبكى لأن سيدتنا فائقة القداسة زارته على الرغم من شعوره بأنه أكبر خاطئ في العالم.
(من كتاب عجائب وأقوال للشيخ القديس باييسيوس الآثوسي)
☦ “مرّات كثيرة يقرّر الزوجان ألاّ ينجبا أكثر من ولدين بحجّة أنّ الحياة غدت صعبة، وتأمين المعيشة لهما مكلف. يحرصان ألاّ ينقص شيء عن ولديهما، ويوفّران له كلّ أسباب الرفاهية. ولكن في هذه الحالة أتساءل “
أين الإيمان، وهل الأهل هم الذين يؤمِّنون ضروريات الحياة أم الله؟!!”
☦ القديس باييسيوس الآثوسي
☦ كم أجد راحة مع سفر المزامير! أرى أن هذه الساعة والنصف التي أقرأ فيها سفر المزامير هي المساعدة الأكثر إيجابية للعالم… إن سفر المزامير موحى به إلهياً، وهو مكتوب بإضاءة إلهية، ولهذا السبب فقد مثل هذه المعاني القوية والعميقة… أشعر بالبهجة في سفر المزامير؛…” “كنت أضرب الشيطان بالمدفع . في النهار كنت أضربه بسفر المزامير، وفي الليل بصلاة يسوع.
☦ القديس باييسيوس الآثوسي
كان الشيخ باييسيوس قد حفرَ لنفسه قبراً في قلَّاية تدعى “الباناغوذا” قبل رقاده بوقتٍ طويل ولم يخلُ ذهنه يوماً من التفكير في يوم خروجه من هذه الحياة الباطلة، وكان من جرَّاء تواضعه العميق الذي تملَّكه يُحِسُّ بأنه غير مستعدٍ لهذه الرحلة الكبيرة ولكنه عاينَ رؤيا جعلته يفرح:
فبينما كان يصلي رأى نفسه موجوداً في مكانٍ يشبه المطار ومن هناك كان الناس يغادرون نحو السماء ووُجِدَ هناك أناسٌ كثيرون أيضاً، وبالإضافة إلى الناس كان هناك أشخاصٌ مهمتهم بتفتيش المسافرين الذين لديهم جوازُ سفرٍ وتذكرة لكي يسمحوا لهم بالعبور، فكانوا يسمحون للبعض بالعبور والبعض الآخر يمنعونهم.
وعندما وصل الشيخ أمامهم وجاء دوره لم يكن بحوزته الأوراق الضرورية حينئذٍ ظهرت الفائقة القداسة لابسةً كالملكة ومتوشِّحةً بالذهب كان شكلها مشابهاً تماماً لشكل أيقونة الفائقة القداسة الأورشليمية العجائبية وعندها قالت العذراء لهؤلاء:
“هذا عبدي الخاص دعوه يعبُر لقد جهزتُ أنا أوراقه”.
وأخرَجَتْهَا من وشاحها وبعدما أَرَتهُم إيَّاها وأعادتها ثانيةً إلى مكانها، وهكذا سمحوا للشيخ أن يعبُر.
وقد قال لنا الشيخ في إحدى المرات:
“إن أمَّنا الفائقة القداسة تشبه كثيراً أيقونة الفائقة القداسة الأورشليمية إنها هي تماماً لقد رأيتها مراتٍ عديدة وليس من أيقونةٍ أخرى تشبهها كثيراً إلى هذا الحد”.
(من كتاب عجائب وأقوال للشيخ القديس باييسيوس الآثوسي)
☦ زيارة في السماء
اﻷب أنطوان ملكي
📖 هذه قصة تربوية مبنية على أقوال القديس باييسيوس وخدمة القديس يوسف الدمشقي وخدمة عيد القديس باييسيوس.
تمثّل القصة حواراً دار بين القديسين حين جاء القديس باييسيوس الأثوسي في العاشر من تموز إلى عند القديس الشهيد في الكهنة يوسف الدمشقي ليعايده في عيده.
الاقتباسات من النصوص المذكورة مبثوثة من دون أي تغيير، احتراماً لقداسة النصوص.
القديس باييسيوس: بارك أيها الأب الشهيد في الكهنة، يا كاهن بيعة أنطاكية [طروبارية القديس يوسف الدمشقي]، هأنذا جئت أعايدك بعيدك. إلى أعوام عديدة.
القديس يوسف الدمشقي متفاجئاً من هذا الزائر: من أين لي هذا أن يأتي القديس باييسيوس إليّ؟ إنَّ عِيــشتك الوقــورة وغــزارةَ المُعجِــزات. قــد ذاعتـــا بـــسرعةٍ في أقطـــارِ المـــسكونة [من خدمة صلاة المساء الصغرى لعيد القديس باييسيوس].
القديس باييسيوس: أين صيتي من نعمة كهنوتك وعيشتي من إهراق دمك الذي عمّدتَ به أرض الشام؟ [طروبارية القديس يوسف الدمشقي]
القديس يوسف: لكني حزين جداً. ألم تَرَهُم يقرعون الدفوف ويعزفون القيثارات في تابوتي أي في كنيستي التي لوالدة الإله؟ [ذكصا غروب عيد القديس يوسف الدمشقي]
القديس باييسيوس: إني أتفاجأ من هذا الكلام!!!
القديس يوسف: للأسف فإننا لا نستعمل الحرية من أجل الخير والقداسة بل من أجل الأمور العالمية [بمحبة وألم، ص. 285].
القديس باييسيوس: هل وصلت موضة التجديد إلى أنطاكية حيث دُعي الرسل مسيحيين أولاً؟
القديس يوسف: يتحدثون اليوم عن تجديد الكنيسة وكأن الكنيسة شاخت وتحتاج إلى تجديد [بمحبة وألم، ص. 291]. صرنا نفسّر الإنجيل وأقوال الآباء على هوانا ونحدث أرثوذكسية خاصة بنا ونفصّل مسيحيتنا على حسب قاماتنا[بمحبة وألم، ص. 302].
القديس باييسيوس: هذا ليس في أنطاكية فقط. أرى ذلك في كل مكان.
القديس يوسف: عندما يبتعد العقل عن الله وينشغل بالعلم فقط تبدأ الشرور ويفقد الناس هدوءهم وتوازنهم الداخلي. [بمحبة وألم، ص. 180]
القديس باييسيوس: لكن ماذا جرى؟ أليسوا يقولون لك في خدمتك: إضرب أيها الحداد بكلمة الحق وجه الباطل. شتت فكر البدع والشيع الغريبة بالإنجيل. اكسر جسدك خبزاً للجائعين. أهرق دمك ماء للعطاش. [ليتين غروب خدمة القديس يوسف الدمشقي] وأراك قد فعلتَ كل ذلك، فماذا تغيّر؟
القديس يوسف: كان الآباء القديسون يحاولون منع قيام علاقات مع الهراطقة. أما اليوم فالمطلوب إقامة صلوات مشتركة مع الهراطقة… ويقولون على الأرثوذكس أن يشاركوا في الصلوات والمجامع. إنه حضور. وأي حضور هو. يحلّون كل شيء بالمنطق ويبررون الأشياء غير المبررة. [بمحبة وألم، ص. 293] صرنا نقلّد الغرب بدل أن ننيره ويتعلّم منّا.
القديس باييسيوس: لكن ما السبب؟ أليسوا تلاميذك وأنت قد نفخت في تلامذتك روح السلام، روح قوة الرب، روح الثالوث الذي بلا انقسام؟ [من ليتين غروب خدمة القديس يوسف الدمشقي]
القديس يوسف: أنا زرعتُ روح كنيستي الأرثوذكسية. الروح الأرثوذكسية تقضي بأن يتكلّم كل فرد بتواضع وأن يدوّن رأيه دون خوف أو تملّق حفاظاً على علاقته برئيس الأساقفة أو برئيس الدير. أما إذا حصل العكس فإننا نبتعد عن الروح الأرثوذكسية لنكون في الروح البابوية… فوق هذا، يتولّى المناصب كهنة أحداث لا يملكون الخبرة المطلوبة فإن الشر المضاعف يقع لأن هؤلاء الأحداث يتحملون مسؤوليات قبل اكتفائهم الروحي واقتنائهم الغنى الروحي [بمحبة وألم، ص. 279] ألا تراهم يسعون وراء المجد البشري معرِضين عن المجد الإلهي الذي ينتظرنا عندما نهرب من المجد البشري[بمحبة وألم، ص. 274]؟
القديس باييسيوس: أحزن لهذا الكلام. فأنت يا رجل النهضة الأول، لقد حملت وحدك صليب أنطاكية في أيامك، وتحمّلت انشقاق أولاد بيعتك عنها، فواجهتَ نشاط المرسَلين الأجانب، وبكيتَ وهنَ وضياعَ وفقرَ وجهلَ رعيتك ورعاة كنيسنك، فصليّت إلى الرب الإله أن يطلق كنيستك من أسرها. [إينوس سحر خدمة القديس يوسف الدمشقي]
القديس يوسف: نعم! لكن تأتي سنوات صعبة يحدث فيها اهتزاز عنيف ونواجه فيها محناً كبيرة. علينا أن نأخذ الأمور على محمل الجد ونعيش روحياً. وخير لنا أن نقوم بهذه الأعمال بفرح ومن تلقاء أنفسنا وليس بحزن وبشكل إلزامي. [بمحبة وألم، ص. 33]
القديس باييسيوس: لكنك يا كاهن العلي يوسف، إنك مع وعظك وعلمك نسخت الكثير من المخطوطات لتعلّم بالحرف المكتوب ما علّمته بوعظك، وتترك لمحبّي الكلمة كلمة الله محفوظة بأمانة [من الأبوستيخن خدمة القديس يوسف الدمشقي]
القديس يوسف: امتلأ العالم من الخطيئة، وهو بحاجة إلى صلاة وليس إلى كتابات كثيرة تكون بمثابة أوراق نقدية معدنية قيمتها مرهونة بضماناتها [بمحبة وألم، ص. 181]
تفكّر القديس باييسيوس قليلاً ثم قال: بارك أيها الأب. أنا منطلق.
القديس يوسف: أشكر زيارتك. وأعايدك أيضاً. إلى أعوام عديدة. لا تنسَ أنطاكية في صلواتك.
وامتشق كل منهما مسبحته وعاد إلى صلاته.
☦ الناسك المغبوط باييسيوس الآثوسي .
📖 من كتاب إلى الإنسان المعاصر، بمحبة مع ألم
☦ ماذا يقول القديس باييسيوس عن الأب ؟
إذا كان لديك أب روحي وتُمارس الصلاة وترتاد الكنيسة وتتناول جسد الربّ فأنت في مأمن في هذه الحياة وعليك ألا تخاف شيئً وألا تتوقع سوءً.
فعندما أسمع المسيحيين يقولون “أبي قد مات” ، يجهشون بالبكاء ويرتدون اللباس الأسود لشهور ولسنين عديدة، أتضايق . لأنهم لم يستطيعوا أن يؤمنوا ويفهموا أنَّ إلهنا إله أحياء وليس إله أموات، وأنَّ الموت هو بكل بساطة إنتقال إلى طريقة حياة أخرى حياة أبديّة مع المسيح والقدّيسين .
☦ القديس باييسيوس الآثوسي