أخبار عاجلة

عَ مدار الساعة


تساؤلات حول القداس الإلهيّ

التلميذ: متى نقف أو متى نجلس في القداس الإلهيّ؟

المرشد: من حيث المبدأ: لم يكن هناك عند الأرثوذكسيّين مقاعد قبل تسعين سنة. كانت هناك بعض الكراسي حول الجدران يتّكئ عليها الشيوخ اتّكاء ويجلسون عليها أثناء تلاوة الرسائل. فصورة الأرثوذكسيّ في صلاته صورة المسيح القائم من الموت والصاعد إلى السماء. ولا تزال كنائس روسيا حتّى اليوم خالية من المقاعد ويبقى الإنسان على ما تربّى عليه. أمّا وقد ضعفت الهمم وقلّدنا الآخرين فصرنا نجلس إلّا في تلاوة الانجيل والكلام الجوهريّ والذي يقال له في التعبير اللاهوتيّ قانون الشكر ويبدأ من «نعمة ربّنا يسوع المسيح» حتّى آخر الاستحالة، فإذا سمع المؤمنون «وخاصّة من أجل الكليّة القداسة» جلسوا. ثم يقفون من جديد عند الصلاة الربية وأثناء المناولة حتّى الختام. كذلك يقفون عند التبخير وكلّما سمعوا «السلام لجميعكم» وبعامة كلّما قيلت عبارات التبريك مع رسم الكاهن إشارة الصليب عليهم.

التلميذ: كيف نفهم المعاني التي تتلى على مسامعنا؟

المرشد: من الواضح أنّ الفهم هو المناخ الأساسيّ حتى لا يتضجَّر المؤمن. والفهم يأتي من تفسير الخدمة الإلهيّة وعندنا كتُب حولها. والانتباه يزداد بالوعي والأشياء لا تُملى على الإنسان إملاء ولكنّه يلتقطها التقاطًا. وما يزيد الوعي أن نتابع القداس الإلهيّ بنصّه المنشور حتّى لا تفوتنا كلمة ولا سيّما أنّ أهمّ الصلوات تُتلى سرًّا فلا يسمعها الناس. ولم يكن هكذا في البدء ولا يعلم العلماء على وجه التأكيد لماذا تُقرأ الأفاشين بصوت منخفض. ومَن لا يتابعها كما نُصّت لا يستطيع أن يفهم وحدة القدّاس وترابُطه. نحن لم نبقَ اليوم في حضارة سماعيّة بل بتنا في حضارة بصريّة ونريد أن نقرأ ولا سيّما أنّ اللفظ قد يكون سيّئًا أو تكون الكنيسة خالية من هندسة صوتيّة. هناك مكمّلات أساسيّة لأداء صالح: جوق، طراوة في الصيف، دفء في الشتاء، صمت كامل نلتزمه، حشمة نرعاها. كلّ هذا يساعد على الاستيعاب وتاليًا على السموّ الروحيّ والتأهّب للمناولة المقدّسة.

التلميذ: لماذا قداسنا طويل؟

المرشد: الحقّ إنّه ليس كذلك لأنّنا إذا أحسنّا الأداء، كاهنًا أو جوقًا، فهو لا يتجاوز الساعة إلا إذا طالت العظة أو كثر المتناولون. أمّا العظة عندنا فينبغي أن تكون قصيرة نسبيًّا لأنّ القدّاس ليس مجالًا للتعليم المفصَّل لكن لكشف الإنجيل وشدّ الحياة إليه. أمّا المناولة فقد كثُرت بسببٍ مِن عُمق الفهم المتصاعد عند المؤمنين وتجدُّد إيمانهم وقوّة حرارتهم. وهنا ينبغي أن ننتظر بعضنا بعضًا.

التلميذ: هذا أعرفه، ولكن في بعض الأوقات أشعر بالضجر!

المرشد: الحقيقة أنّ الشعور بالطول يأتي من المعرفة القليلة أو المحبّة القليلة. والقدّاس ككلّ شيء نشترك فيه من أعماق النفس: إنّها تتهيّأ لاقتبال الربّ وتُناجيه بالكلمة وتتّحد به في القرابين. هذه عمليّة حبّ. ليس السرّ في التقصير أو الإطالة. إنّه في عشقنا للمسيح أو عدم عشقنا. وهذا يربّى بالإدراك المتصاعد. فإذا الكلمات أُلصقتْ إلصاقًا بالأذن وما استدعيناها نحن استدعاء وما استلذذناها تُنشئ الشعور بالضجر. ولكن إن رحبّنا بالمسيح تائبين إليه وإلى إنجيله وجسده ودمه فالقدّاس مكان للفرح.