(1- رسالة مريم العذراء في مديوغوريه إلى العالم في 25 آذار 2023)
“أولادي الأحبّة، ليكن هذا الوقتُ لكم وقتَ صلاة”.
(2- تعليق الأخت إيمانويل)
- لم تتوجّه الشاهدة ماريا بعد ظهور العذراء مريم في مديوغورية في 25 آذار 2023 لكتابة الرسالة.. وكانت الرائية ماريا هادئة جدًا، وعندما سئلت عن العذراء كيف كانت، أجابت: أنها لم تكن حزينة ولا سعيدة بل جادّة وهادئة.. ولم تقل “أشكرُكم على تلبيتِكم ندائي. ”
- الجميع دُهش من رسالة العذراء المختصرة في يوم عيد البشارة 25 آذار.. وكانت العذراء ترتدي ثوبها الذهبي كما هي حال ظهورها في الأعياد الكبيرة، وكانت كعادتها جميلة جدًا ومشعّة..
- برأيي العذراء أرادت من رسالتها القصيرة، تشجيعنا للتفكير، وهذا الأمر جيّد، وأستذكر أنّ العذراء في عام 1991 إبان حرب البلقان، 25 أوكتوبر / تشرين الأول 1991 قالت فقط “صلوا – صلوّا – صلوّا..”.
رسالة العذراء في ٢٥ تشرين الأول ١٩٩١ في مديوغوريه
أولادي الأحبّة
صلّوا! صلّوا! صلّوا
- البعض تسائل، هل خلف هذه الرسالة، تريد العذراء قول شيء ما.. هل من تحذير معيّن..!!
- طبيعي جدًا أن نتفاجأ من رسالة العذراء الأخيرة، ولا يجب أن نتعجّب من ذلك، لأنّ العذراء لا تفعل أو تقول أي شيء دون مبرّر أو بالصدفة..
- على الدوام طرح العذراء مريم فيه إختيار بين نهجين.. إمّا أن نخاف ونخشى أمور معينة – حرب الخ.. أو أن نصلّي بجدية حتى لا نخشى أي أمر..
- بهذه الرسالة العذراء تُكرّر ما قالته العذراء خلال 42 سنة في مديوغورية..
- تعليقًا على رسالة العذراء الأخيرة، استذكر الشعب اليهودي وعبارة “كافانا” بالعبرية.. والتي تعني، قرار نتخذّه بهدف لمس القلب الله قبل البدء الصلاة، وفقط يكون التوجّه لله.. كما فعلت أمنا مريم العذراء بحياتها على الأرض، وتمامًا هذا ما تدعونا اليه اليوم لفعله.. وطبيعي أن نلتمس روح القدس ليُصلّي فينا.. يجب ألاّ نشرِك أحد في هذا الوقت المُخصص لله.
- يجب أنتكون نيتنا واضحة وصافية ومتجهّة الى الله وحده لأتحدث مع الرب وسِماع ما يريده.. لأنّ قيمة الصلاة عن صلاة أخرى تكمن بمدى تركيزك على الله. المهم أن تكون النيّة صافية، حتى لو تشتتّنا صلاتك ستكون جدّية..
- قديسون كثر تشتتوّا أثناء صلواتهم، ليس هذا المهم.. المهم مدى نيّة الذي يُصلّي، لأنّه قد نتشتّت بوجع ما أو بظرف يثقل كاهلنا.. المهم أن تكون نيتنا سليمة بالصلاة وأن نجاهد لتكون صلاتنا سليمة بمواجهة كا فكرٍ يعيقني عن الله، وحتى لو تغلبنا لبعض الوقت.. المهم أن تكون نيتنا الرجوع الى الله، بغض النظر عن إخفاقاتنا..
مستويات الصلاة
- طبعًا يوجد مستويات مختلفة من الصلاة، والمستوى الأول من الصلاة، هو إكتشاف أن الله هو الخير المُطلق، وهنا لا بأس أن نطلُب منه حاجياتنا، والإستفهام عن حالة أمرّ فيها.. وفي هذا المستوى من الصلاة نطلب من الله تنفيذ مشيئتنا أو رغباتنا الخاصة..
وفي هذا المستوى من الصلاة، صحيح الله يعرف حاجياتنا، وما يُفيدنا أكثر ممّا نعرفه عن ذواتنا، ولكنه يسرّ برؤيتنا نخصّ له الوقت الكافي لمعالجة مشاكلنا..
- المستوى الثاني من الصلاة، يبدأ بإقامة حوار مع الله والتخلص من الخوف الذي يعترينا كلنا في بعض الأحيان.. سيما مع بدايات تحولّنا..
وفي هذا المستوى من الصلاة، ستنفتح إرادتنا على إرادة الله.. وبالتالي يمكن تعديل آرائنا أو مطاليبنا بالتفتيش عن رغبة الرب لتحقيقها من دون خوف كما نقول في الصلاة الربية “لتكن مشيئتك”..
والتفتيش عن مشيئة الرب قد تكون من خلال قراءة كلمة الله، أو استلهام الروح القدس من خلال أحداث، أو الإصغاء الى الأب الروحي..
في هذا المستوى من الصلاة، الخوف يغادرنا والسلام يحطّ فينا، لأنّ ثقتنا بالله نمت، ونحن على يقين بأنّ أبينا السماوي لا يريد الاّ الخير لنا، حتى لو لم نرى ذلك في وقتٍ معيّن.. ونحن والله بشركة حقيقية..
- النمو في الصلاة، نمو كذلك في القداسة، وهنا في المستوى الثالث، نُصبح أكثر طواعية في يد الرب.. لأننا نريد أن نتبعه بغضّ النظر عن العقبات. وهذه الثقة التامة بربنا تُفرح قلب الله، وعندا يُصبح مستعدًا أن يَعطِينا قلبه.. وكما القديس بولس، “لست أنا الذي أحيا، بل المسيح الذي يحيا فيّ..”
وفي هذا المستوى من الصلاة، يزول تعارض مشيئتنا مع مشيئة الرب، لتُصبح مشيئة واحدة، هي مشيئة الله. وهنا طبعًا كل صلاة أقوم بها مُستجابة، لأنّ قلب يسوع الذي بداخلي هو الي ينبض ويُصلّي.. والآب يسمع على الدوام صوت إبنه، وبذلك تتحقّق القداسة..
في حال عانَينا من ألم أو حادثة مفاجئة ضمن هذا المستوى من الصلاة، نقول كما يقول القديس بولس: بالصليب نحن نقترب أكثر من الرب الذي إفتدى ابنه الوحيد من أجل يخلّص الجنس البشري..