في الساعة السادسة من مساء يوم الأحد 07-12-2015 أغار سربٌ مكونٌ من أربع طائرات أمريكية على معسكرٍ لقوات الجيش السوري قرب قرية عياش ( 8 كم شمال غرب دير الزور)، واستهدف بتسعة صواريخ مستودعات ومعدات وآليات عسكرية سورية أدت إلى تدمير عدد كبير منها وارتقاء عدد من الشهداء وإصابة أخرين بجراح، هذا الهجوم الذي كان الأول من نوعه لاستهداف طائرات أمريكية قوات سورية بشكل مباشر، تزامن مع هجوم نفذه مقاتلوا تنظيم “داعش” الإرهابي على ذات النقطة، لكن الجيش السوري حينها تمكن بصعوبة من صد الهجوم.
[ذكرت وزارة الخارجية السورية حينها أن الغارة تسببت باستشهاد 3عسكريين وجرح 14 آخرين وتدمير 3عربات مدرعة و4 سيارات نقل عسكرية ورشاش عيار 23 مم ورشاش عيار 14.5 مم ومستودع للأسلحة والذخيرة ]تنظيم داعش عاود الهجوم على تلك النقطة وعلى قرية البغيلية (3كم شمال غرب دير الزور ) الواقعة على الطريق بين دير الزور وعياش مستغلاً النقص في الآليات والعتاد العسكري الحاصل نتيجة الغارة السابقة في المنطقة، حيث أن أي نقص في الآليات العسكرية المتواجدة في منطقة عمليات دير الزور هو نقص نهائي غير قابل للتعويض، كون تلك المنطقة محاصرة برياً من كل الإتجاهات، ومع حصار غذائي خانق تسبب بمقتل عشرات الأشخاص جوعاً، واستمرار الهجمات الجرادية العدد على عدة جبهات، مع أعداد كبيرة من الإنغماسيين الإنتحاريين، تمكن التنظيم الإرهابي وبعد أقل من شهر ونصف على الغارة الأمريكية، (بتاريخ 16/01/2016) من السيطرة على قرية البغيلية ومن ثم على بلدة عياش، ارتكب خلالها مجازر مروعة بالسكان وخطف حوالي 400 مدني من بينهم نساء وأطفال، وأضحى التنظيم على مشارف المدخل الغربي لمدينة دير الزور.
[جبل الثردة: يقع جبل الثردة إلى الجنوب من مطار دير الزور بحوالي 5 كم (9كم جنوب دير الزور) أقام الجيش السوري على تلاله الحاكمة نقاط عسكرية (ثردة 1) (ثردة2) تشرف على محيط مطار دير الزور باتجاه الشمال, وتسيطر نارياً على طريق الميادين باتجاه الجنوب، إضافة إلى نقطة ربط إلى الجنوب الغربي من المطار (تل كروم) تشرف على دوار البانوراما.]وفي خطوة غاية في الخطورة عسكرياً واستراتيجياً، وبتاريخ 17/09/2016 نفذ سرب طائرات أميركية، مكون من طائرتي F16 هجوميتان بمرافقة طائرتي هجوم أرضي A10، غارات عنيفة على مرابض المدفعية والمدرعات السورية في جبل الثردة في النقاط 1 – 2 وتعاملت بالرشاشات مع الأفراد، ولاحقت سيارت الإخلاء والإسعاف.
[طائرة A10: طائرة هجوم أرضي أمريكية مدرعة، مزودة برشاش ثقيل من عيار 30مم, تستخدم ضد الأهداف البرية من مدرعات وآليات ومعسكرات وأفراد، يمكنها التعامل مع الأهداف من ارتفاع منخفض جداً، كما أنها تستخدم أنظمة الرؤية الليلية ]الغارة الأمريكية على قوات الجيش السوري والتي ادعت الخارجية الأمريكية وقتها أنها حدثت بالخطأ، استمرت 45 دقيقة ترافقت مع استخدام أجهزة تشويش وإعماء لأجهزة الرادارات والإتصالات اللاسلكية، وأدت إلى ارتقاء 72 جندياً سورياً وجرح 100 أخرين، إضافة إلى تدمير عدد كبير من المدافع والمدرعات والآليات العسكرية والذخيرة.
يروي جندي سوري ناجٍ من الغارة وهو من الجنود السوريين الذين شهدوا الغارة الأمريكية على عياش في نهاية عام 2015 : (مع انقطاع الإتصالات في منطقة جبل الثردة وبدء الغارات علمناً أن مايحدث لنا نتيجة الغارات لن يكون نهاية القصة، بل بدايتها التي ستنتهي مع هجوم لتنظيم داعش، قرابة الساعة من الوقت تحت القصف، كنا نحاول الانسحاب وتشكيل نقاط تمركز وخطوط دفاع جديدة، لسحب جثامين الشهداء وإسعاف الجرحى، ومواجهة هجوم داعش).
وبالفعل وأثناء الهجوم الأمريكي على قوات الجيش السوري بدء هجوم التنظيم الإرهابي، أجرت القوات السورية انسحابات تكتيكية وأعادت بسرعة تشكيل خطوط دفاعها، واستقدمت تعزيزات وخاضت معركة شرسة مذهلة في تفاصيلها البطولية.
في محصلة نتائج الغارة وبسبب النقص الحاد في الآليات والأفراد، تراجعت قوات الجيش السوري عن جبل الثردة، وتمكن التنظيم الارهابي من التمركز في النقاط الحاكمة، وتحول جبل الثردة من حاجز أمان لمطار وأهالي دير الزور إلى مصدر خطر يهدد المنطقة.
خلال الفترة اللاحقة دفع التنظيم بمزيد من المقاتلين إلى الجبل، واستقدم مدفعيته ورشاشلته الثقيلة, وجعل من منطقة الجبل نقاط اسناد وانطلاق لهجماته التي شنها على مطار دير الزور.
ومع منتصف شهر 1/2017 شن التنظيم، انطلاقاً من جبل الثردة، هجوماً عنيفاً على عدة محاور، باتجاه مطار دير الزور ودوار البانوراما، وكان رأس هجوم التنظيم باتجاه مدينة دير الزور مستخدماً المفخخات والانتحاريين، وغزارة نارية على كافة الجبهات، وأحدث التنظيم خرقاً في الخطوط الدفاعية للجيش السوري وتقدم حتى منطقة الجرية والمقابر ووصل حتى منطقة المكابس وجبل العمال المشرف على الأحياء السكنية، وقطع طريق دير الزور- المطار نارياً.
-مكسيم منصور – الوطن أون لاين