🔴 حقيقة ما تعلمه الكنيسة والتقليد عن العصمة البابوية 🔴
(من كتاب “نور العالم”، مقابلة مع البابا بندكتوس 16 للصّحافي الألماني بيتر سيفالد)
-الصحافيّ: “أحقًّا البابا معصومٌ عن الخطأ، بالمعنى الّذي نسمعه أحيانًا في وسائل الإعلام؟ أهو سيّدٌ مطلقٌ؟ هل لفكرِه وإرادته قوَّة القانون؟ “
-البابا: “هذا غير صحيح. لقد تطوّرَ مفهومُ العصمة عبر القرون، الذي نشأ بسبب السؤال: هل هناك في مكان ما سلطةٌ عليا تقرّر؟ وقد حَسَم المجمع الفاتيكاني الأول الأمر في نهاية المطاف، تِبعًا لتقليدٍ طويلٍ نابعٍ من الأصول المسيحيّة، أنّ هناك قرارًا ساميًا، ولا يبقى كلّ شيء عالقًا.
إنّ البابا يمكنه، في بعض الظروف، ووفق بعض الشّروط، أن يتّخذ قراراتٍ مُلزمة، يتّضح بواسطتها ما هو إيمانُ الكنيسة وما ليس بإيمانها. هذا لا يعني أنّ البابا يستطيع أن يُنتجَ باستمرارٍ قراراتٍ معصومة. في المسائل المألوفة، يتصرّف أسقف روما مثل أيّ أسقفٍ آخر أمينًا للكنيسة يعترف بإيمانه ويُعلِنه. عندما تُستوفى شروطٌ معينةٌ، ويكون التّقليد واضحًا، والبابا مُدركاً أنّه لا يتصرّف اعتباطيًّا، يستطيع عندها أن يقول: «هذا هو إيمان الكنيسة». فبهذا المعنى، حدّد المجمع الفاتيكاني الأوّل القدرة للبابا على اتّخاذ قرارٍ نهائي، لكي يحافظ الإيمان على طابعه المُلزِم.
❗
(…) بالطّبع يُمكن أن تكون للبابا آراءٌ خاصّةٌ خاطئة. ولكنّه، كما قلت سابقًا، عندما يتكلّم بصفته راعي الكنيسة الأعلى، مُدركًا مسؤوليّته، فإنّه لا يقول شيئا خاصًّا به؛ يخطرُ فجأة على باله. فهو يعلم أنّه يتحمّل مسؤوليّةً عُظمى وهو في حماية الرب. هو يعلَمُ أنّه باتّخاذه هذا القرار لا يقود الكنيسة إلى الضّلال، إنّما يضمن وحدتها بالماضي والحاضر والمستقبل، وقبل كلّ شيء وحدتها بالرب…
كلّ كاهنٍ، عندما يبشّر بالإيمان ويمارس الأسرار، يتكلّم باسم المسيح ونيابةً عنه. أوكلَ المسيح كلمتَه إلى الكنيسة، فتحيا هذه الكلمة في الكنيسة. وعندما أقبل وأحيا داخليًّا إيمان هذه الكنيسة، وعندما أتكلّم وأفكّر انطلاقًا منه، وعندما أعلنه، فإنّي أتكلّم باسمه… من المهمّ ألّا أعرضَ أفكاري الخاصّة، بل أن أحاول التّفكير وأحيا إيمان الكنيسة، وأتصرّف طائعًا أوامرها.”
كما شدّد وأكّد البابا على كلمته التي عرضها عام 1977:
“إنّ نائب المسيح يعترف بأنّه لا يعرف شيئًا خارجًا عمّا لقّنه إيّاه الله الآب بواسطة الابن (المسيح) ويحافِظُ على سلطان المسيح حاضرًا كسلطانٍ مضادٍ لسلطان العالم، لا تحت أيّ شكلٍ من أشكال الهيمنة…”
(نور العالم، مع الصحافي بيتر سيفالد، تعريب الخوري أنطوان شبير، ص 30 إلى 33)
فالكنيسة تعلّم أن عصمة البابا والأساقفة هي مرتبطة بأمانتهم لتعاليم المسيح:
-“..عليهم أن يُحافظوا عليها ويعرضوها وينشروها بأمانة.” (بند 81)
– “مَهمّة تفسير كلمة الله، المكتوبة (الأناجيل) والمنقولة (التقليد)، تفسيرًا أصيلًا عُهِدَ بها إلى سلطة الكنيسة التّعليميّة الحيّة وحدها، (البابا والأساقفة) تلك التي تُمارسُ سلطانها باسم يسوع المسيح.” (بند 85)
“-وهذه السّلطة ليست فوقها، بل في خدمتها، فلا تُعلّم إلّا ما نُقِل(…) وتُصغي إليها وتُحافِظ عليها بتقديس، وتعرضها بأمانةٍ.” (بند 86)
فهذا القسم يتلوه كلّ بابا أثناء تنصيبه حبرًا أعظم:
“أقسم بألّا أغيّر شيئًا من التقليد المُسلّم إلينا. ومِن ثمّ ألّا أنتهكَ شيئًا ممّا أجِده أمامي محفوظًا مِن أسلافي المَرضيّين لله، أو أن أغيّر فيه، أو أن أسمَح بأن يحصُل فيه أي ابتكارٍ وتجديدٍ“
والبابا بيوس التاسع يعلّم ويوصي:
“إن علّمكم بابا في المستقبل أيَّ شيءٍ يناقض الإيمان الكاثوليكيّ، فلا تستمعوا إليه.”
-لذا فإن دعا أيّ بابا أو أسقفٍ أو كاهن، لما هو ضدّ المسيح والإيمان الكاثوليكي فيه تضليل النّفوس وإهلاكها كالتالي:
الديانة العالميّة الجديدة، ووحدة الأديان والاندماج مع البروتستانت، تسمِية القرآن بكتاب موحَى، تكريم الوثن كالباشاماما، التماشي مع المخطّطات العالميّة: البيئة وكورونا والتشجيع على اللّقاح، أو تبرير خطيئة الشّذوذ الجنسي وخطايا الدّنس، أو تكريم مارتن لوثر البروتستانتي، نكران هلاك يهوذا، مناولة المطلّقين والمتزوّجين مدنيًا (في حالة الخطيئة)، إلغاء القدّاس التريدانتيني (الذي وُضِع بشكلٍ ثابتٍ ونهائيّ)، المناولة باليد وإغلاق الكنائس، إنكار شراكة مريم في الفداء، وبأنّها وُلِدت قدّيسة (بريئة من الخطيئة الأصليّة)، تهميش خطورة خطيئة الإجهاض، كهنوت المرأة، إلغاء عزوبية الكاهن، وغسل أرجل النساء في خميس الأسرار… وغيرها!
فلا نستزلم لأي إنسان، لأنّه «يَنْبَغِي أَنْ يُطَاعَ اللهُ أَكْثَرَ مِنَ النَّاسِ.” (أع 5: 29) بل يجب طاعة ما هو تعليم الكنيسة الثابت إلى الأبد.
كما يعلّم مار بولس الرسول “إِنْ بَشَّرْنَاكُمْ نَحْنُ (الكنيسة) أَوْ مَلاَكٌ مِنَ السَّمَاءِ بِغَيْرِ مَا بَشَّرْنَاكُمْ، فَلْيَكُنْ «أَنَاثِيمَا» (محروما) ! (غل 1: 8 )