أخبار عاجلة

عَ مدار الساعة


📣السرعة: أولاد الله لا يطيعون كل فكر يأتيهم.. الذي من عند الله يثبت والذي ليس من الله يزول..❌⚠️ 👈


جاء للقديس مقاريوس فكر كي يذهب إلى البرية الجوانية ليري الآباء السواح. يقول القديس: “بقيت مقاتلًا لهذا الفكر 3 سنوات، لأعرف هل هو من الله أم لا”..


كتاب حروب الشياطين لقداسة البابا شنودة الثالث

أعمال الشيطان تتصف بالسرعة، أو بما يسمونه في العامية (اللهوجة)… بعكس أعمال الله التي تتميز بالهدوء والروية وطول الأناة. وقد تأخذ وقتًا، ولكنها تكون متقنة وهادئة، كقصة الخلاص، ووعود الله…

الشيطان يقدم لك فكرًا، ويظل يلح ويلح على تنفيذه بسرعة…

وتشعر حينما يكون الفكر الشيطاني في داخلك، بحماس شديد للتنفيذ، وبنار تقتد في داخلك، وحافز يدفعك دفعًا للتنفيذ، الآن، وبلا إبطاء، ودون أن يأخذ الفكر فترة حضانة دخلك، تناقشه وتفحصه وتبحثه، وتنظر إليه من جميع الزوايا الأخرى، وتراجع رأيك فيه…

إنه يقصد بالسرعة أنك لا تفكر، وأيضًا لا تستشير.

يريد بالسرعة أن ينفرد بك، دون أن يدخل أحد بينكما، تستشيره وتستفيد برأيه وخبرته وروحياته، لا صديق ولا قريب، ولا أب اعتراف، ولا مرشد روحي، ولا أي إنسان صاحب خبرة، إنما بسرعة عليك أن تنفذ…

وهو يريد بالسرعة أيضًا، عدم عرض الأمر على الله بالصلاة.

لا يريد أن يعطيك فرصة تصلي فيها من أجل هذا الموضوع، وترى ماذا يقول الله فيه، ولا فرصة ترفع فيها قداسًا من أجل الموضوع، أو تصوم طالبًا إرشاد الرب… إنما يلح عليك بالفكر إلحاحًا، ويقنعك به كأنه بديهية لا تقبل النقاش… ولذلك قال الآباء:

كل فكر، يلح عليك أن تنفذه بسرعة، هو من الشيطان.

وطبعًا لا يقصد بهذا الرغبة في التوبة والرجوع إلى الله، والالتصاق به بالحب، بل الأفكار الأخرى التي تحتاج إلى مناقشة، وليست عاجلة (كإنقاذ غريق أو إطفاء حريق)… وكم من أمور أسرع الإنسان في تنفيذها. وحينما رجع إلى نفسه ندم على ذلك جدًا. وأحيانًا تكون أفكار الخطية والشهوة ملحة جدًا، لا تعطي صاحبها فرصة للتفكير وتغيير مجري مشاعره…

الشيطان يقصد بالسرعة أيضًا، أنه لا ينكشف…

ربما تكون وراء فكرته أو اقتراحه كذبة أو حيلة لا يريد لها أن تنكشف بالتفكير أو بالاستشارة أو بالصلاة، فيلح على إتمامها بسرعة قبل كشفها. ولذلك فإن وجود أب الاعتراف مفيد هنا في كشف حيل العدو. وقد قيل “الذين بلا مرشد، يسقطون مثل أوراق الشجر”. لأنهم ينفذون بسرعة قبل أن يستشيروا. يلح عليهم الشيطان إلحاحًا، فيتممون فكرة، قبل أن تنكشف حيلته.

أما أولاد الله، فإنهم لا يطيعون كل فكر يأتيهم…

مثال ذلك الفكر الذي جاء للقديس مقاريوس لكي يذهب إلى البرية الجوانية ليري الآباء السواح. يقول القديس “فبقيت مقاتلًا لهذا الفكر ثلاث سنوات، لأعرف هل هو من الله أم لا”… ما أعجب هذا الأمر، بالنسبة إلى قديس عظيم كالقديس مقاريوس الكبير، وبالنسبة إلى فكر روحي كزيارة السواح…!

لم ير القديسون في الإبطاء ضررًا، بل فيه فائدة…

إنهم لا ينفذون لئلا يكون الفكر من الشيطان. وإبطاؤهم في التنفيذ يعطيهم فرصة للتأكد، ينتظرون فيها إلى أن يعلن الله رأيه في الموضوع. وهو في ذلك يقولون تلك العبارة الجميلة:

الذي من عند الله يثبت. والذي ليس من الله يزول.

وهكذا نري أن القديس الأنبا غاليون لما ظهر له الشيطان في هيئة راهب، وقال له إنه أحد السواح، وأن زملاءه السواح قد ضموه إلى صحبتهم ودعاه للسير معه. وأطاعه الأنبا غاليون، دون أن يأخذ فرصة لعرض الأمر على الله وعلى أب الاعتراف… وحدث أن الشيطان الذين ظهروا في هيئة سواح أتاهوه في البرية، ثم تركوه وهم يهزأون. وقالوا له “ستموت هنا وحدك، في هذا القفر “لولا أن الله أنقذه…