-فرنجية تابع لأجندة الحزب عـ”العمياني” لكنه ينسجم مع مقاربة القوات…في إطار سياسة النكايات- نسيم بو سمرا
تحت عنوان “فرنجية يسقط في الامتحان الاول” عنونت صحيفة الاخبار، مشيرة الى ان لجهة مشاركة وزيري “المرده” في جلسة مجلس الوزراء، ترى جهات سياسية معارضة لسليمان فرنجية، أنّ الأخير “سقط في الامتحان الأول”، فأظهر أنّه تابع لأجندة حزب الله عـ”العمياني” وغير قادر على اتخاذ موقف معارض له، وهذا واضح في عدة استحقاقات سابقة أظهرت ان رئيس المرده لا يملك قراره، وهو سلمه من دون لبس او مواربة لحزب الله، ولكن ليس عن قناعة او لمبدئية الرجل كما يسوق أنصاره، بل هو وفي لهذه الجهة او تلك، طالما ان الحزب او غيره يخدم طموحاته السياسية، والدليل ان فرنجية الذي لم يكن يترك مناسبة ليفتخر فيها بعلاقته بسوريا الأسد، ابتعد عنها في أحلك الظروف حين كانت بأمس الحاجة لدعم الحلفاء المفترضين، ووقف على التلة خلال الحرب الكونية على سوريا، يراقب الى من تميل دفة النصر، ليأخذ موقفه “المبدأي” كما يسميه، فلتعش المبادئ اذا كانت على هذا النمط.
في حين تترجم المبدئية بالمسار المشرف للرئيس العماد ميشال عون ورئيس التيار الوزير باسيل، الذين ومنذ بداية الحرب على سوريا، اتخذا مواقف واضحة وأعلنا تموضعهما في هذه الحرب، من خلال وقوفهما مع سوريا الدولة ضد دويلات داعش التكفيرية، وهذا التموضع ينسحب وفق المعايير نفسها على علاقة التيار الوطني الحر بحزب الله، القائمة على علاقة استراتيجية ومبنية على القناعة والمصلحة الوطنية لا الشخصية وفق المصلحية الضيقة.
هذا الامر ينطبق اليوم على علاقة باسيل بالحزب، بعدما ظهر التمايز بين الحليفين، على خلفية حضور وزراء الحزب جلسة الحكومة اللاشرعية وغير الميثاقية، سبقها تراكم في الاختلافات الجوهرية بالسياسة الداخلية، في ملفات عدة، وعلى رأسها ملف محاربة الفساد التي حمل لواءها العهد برئاسة العماد ميشال عون، ليضاف اليها الخلاف الأخير، وهو خلاف يتخطى شكليات انعقاد الحكومة المستقيلة في ظل فراغ في رئاسة الجمهورية ويتخطى حتى مسألة الغاء توقيع رئيس الجمهورية ، ليمس الشراكة الوطنية وميثاقية العيش المشترك، بالصميم.
بغض النظر كيف كافأ الحزب جبران باسيل بحضور جلسة الحكومة اللاشرعية واللاميثاقية، ومن دون الغوص بتفاصيل مكافأة الحزب للرئيس العماد ميشال عون طيلة ٦سنوات من عهده، من خلال وقوف الحزب الى جانب البلطجي؛
فالسؤال هو: هل طلب هيل من “الصمام” نبيه خلال لقائه منذ يومين فك تحالفه مع الحزب وإلا ستفرض الخزانة الاميركية عقوبات عليه وستحجز أمواله الطائلة في الولايات المتحدة؟ طبعا لا، لان واشنطن تعرف ان الغطاء المسيحي الذي يؤمنه التيار الوطني الحر ورئيسه جبران باسيل ومؤسسه الرئيس عون، هو الذي يعطي المقاومة بعدها الوطني ويحميها من الاستفراد تمهيدا لضربها، وليس الغطاء الشيعي الذي يؤمنه بري، وللتذكير فقد طلب دايفيد هيل من الوزير باسيل في ال 2019، اي قبل انقلاب 17 تشرين، فك التحالف مع الحزب، لكن باسيل رفض لإقتناعه بأن التحالف هذا، يخدم مصلحة لبنان ويحفظ السلم الأهلي.
أما فرنجية والذي لا يسمح له حجمه بلعب أي دور على هذا الصعيد، وللمفارقة فبات ينسجم في الفترة الاخيرة مع مقاربة القوات في السياسة الداخلية، وبخاصة في مجلس النواب، على رغم الاختلاف السياسي بينهما، وهو لا يتمايز بالوقت نفسه عن الحزب، حتى بتفصيل التفصيل، ما يعني واقعياً انه تابع ويبني سياسته وفق مصلحته الضيقة، فهو لا يكترث بالمسيحيين لانه لا يملك رؤيا ولا يستشرف المرحلة، فيمارس في أدائه السياسي ردات فعل آنية، قاصرة عن مجاراة الاحداث، وهو يعتبر ان المصلحة الوطنية، لزوم ما لا يلزم، فيمارس سياسة النكايات، ولو ادت الى خراب البصرة.
بالمحصلة يبقى سؤالان: هل يمكن المراهنة على فرنجية في أي استحقاق مفصلي، وهو الذي هو يمثل المنظومة بأبهى صورها، لذلك لا يؤتمن بالنهاية على وظيفة في الادارة العامة، فكيف إذا كان هدفه الوصول الى رئاسة الجمهورية؟ والسؤال الثاني والاهم: هل يكافئ الحزب باسيل بالتماهي مع أجندة بري ميقاتي جنبلاط؟…دافيد هيل شاهد على مبدئية باسيل في حمايته ظهر المقاومة.