عَ مدار الساعة


وجهتكم جبل بعبدا، ورابية الكرامة – أمين أبوراشد

في سياراتكم أو سيراً على الأقدام، إحملوا معكم القلب والفكر والضمير، واحملوا كل لوازمكم، واصعدوا جبل بعبدا لمواكبة فخامة الآدمي، وهناك، لا بونات بنزين، ولا مناقيش ولا كعك، ولا وظائف ولا محسوبيات، ولا مغلفات من “الكلأ الأخضر”، لأن ميشال عون لا يحمل سوى ما تحملون: القلب والفكر والضمير…

ليس لدى هذا الآدمي سوى الأخلاق، لا مجلس إنماءٍ وإعمار لديه، ولا يتربَّع على صندوق المهجرين، ولا هو قابع على عرش مجلس الجنوب ولا سواه من المجالس… هو موظف برتبة رئيس جمهورية، استلم مزرعة ليجعل منها جمهورية ولكن، بوجود مقاولين من الشركاء “المزارعجيي، بنى من هذه الجمهورية ما استطاع، وسط الذئاب والثعالب وكل الذين يدبُّون على القوائم الأربع، من أجل النهش والنبش واصطياد الحرام، ووسط كل الزواحف الباحثة عن جحور النجاسة في مغارة أرادوا من ميشال عون أن يبني على أنقاضها دولة، بوجود شركاء يفرضهم الدستور ويحضنهم الميثاق وغالبيتهم من أحفاد علي بابا !!

إصعدوا الى بعبدا، وكأنكم ترتحلون الى الوطن، والوطن لن يعطيكم، بل سوف يأخذ منكم، لا مالاً سائباً ولا آمالاًٍ خائبة، بل نبضات إيمان منكم أن لا بديل عن الوطن، ولا بديل عن آدمي يشبه ميشال عون ليبقى لكم وطن…

لن نُعدد لكم إنجازاته، لأنكم تعرفونها، ولا إخفاقاته، لأنكم تعرفون اللص والمجرم والعميل منهم، لكن ما لا يعرفه هؤلاء، أن ميشال عون بفضلكم أنتم، أسس لثقافة الحق بمواجهة الباطل، وكتب دستوراً لتنظيم دولة تحتاج فقط لرحيل الزعران وقدوم الأوادم، وترك لكم ميثاقاً بقداسة الكتب السماوية، أن السياسة هي إدارة شؤون الناس بكفاءة وشفافية وأخلاق، وأن الآدمية ليست ضعفاً، عندما تبني جماهيراً رافضة لكل أبناء الحرام ولقطاء الأرصفة، ومجدداً أنتم مدعوون الى الرابية مع ميشال عون ومدرسة نضاله الشعبي كي لا يبقى مسمار في هيكل التجار.

ولأن العونيين، عندما ينزلون الشارع، ليسوا أبناء شوارع، فإن للأرض لغة مع جماعة الميليشيات، وللراغبين باستكمال بناء الدولة التي يريدها ميشال عون لغة الحوار الأكاديمي والسياسي والوطني يُتقنها العونيون، فكونوا على استعداد للحوار بكل اللغات بعد أن تحرر القائد المُلهِم من القيود الرسمية…