أخبار عاجلة

عَ مدار الساعة


♰ ثمرة الصليب بحسب المكرمّة ماريا داغريدا ♰ تأمّل خاصّ بأسبوع الآلام 🕇†🕇


ما أقلّ الذين يعظوننا عن طريق الصّليب والكُفر بالذات وبالعالم.. والتعاليم الجديدة تفتحُ لنا واسعًا طريق جهنّم..

قال الرّب يسوع: “إِنْ أَرَادَ أَحَدٌ أَنْ يَأْتِيَ وَرَائِي، فَلْيُنْكِرْ نَفْسَهُ وَيَحْمِلْ صَلِيبَهُ كُلَّ يَوْمٍ، وَيَتْبَعْنِي.”
(لو 9: 23)

“وَمَنْ لاَ يَحْمِلُ صَلِيبَهُ وَيَأْتِي وَرَائِي فَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَكُونَ لِي تِلْمِيذًا.” (لو 14: 27)

“اُدْخُلُوا مِنَ الْبَاب الضَّيِّقِ، لأَنَّهُ وَاسِعٌ الْبَابُ وَرَحْبٌ الطَّرِيقُ الَّذِي يُؤَدِّي إِلَى الْهَلاَكِ، وَكَثِيرُونَ هُمُ الَّذِينَ يَدْخُلُونَ مِنْهُ! مَا أَضْيَقَ الْبَابَ وَأَكْرَبَ الطَّرِيقَ الَّذِي يُؤَدِّي إِلَى الْحَيَاةِ، وَقَلِيلُونَ هُمُ الَّذِينَ يَجِدُونَهُ! اِحْتَرِزُوا مِنَ الأَنْبِيَاءِ الْكَذَبَةِ الَّذِينَ يَأْتُونَكُمْ بِثِيَاب الْحُمْلاَنِ، وَلكِنَّهُمْ مِنْ دَاخِل ذِئَابٌ خَاطِفَةٌ!”
(متى 7: 13- 15)

ما أقلّ الذين يعظوننا عن طريق الصّليب والكُفر بالذات وبالعالم، والذين يرشدوننا إلى الطريق الضيّق الوحيد الذي يؤدّي إلى السّماء، في هذا الزمن: زمن الجحود الكبير واللّهو وحبّ الجسد والملذّات!!! طريق الفرح الحقيقي، والسّلام الوحيد، والحريّة الداخليّة الكاملة، وارتواء القلب، رغم صعوبة الطريق وآلامها…

فالتعاليم الجديدة تفتحُ لنا واسعًا طريق جهنّم، بعباراتها الجميلة والمزيّفة، وشعارات الرّحمة والمحبّة وعدم تبكيت الضّمير وعدم التّخويف من الهلاك… وتبثّ فينا التراخي في جهادنا لخلاص نفوسنا، ناكرةً كلّ تعاليم الكنيسة والكتاب المقدّس والمعلّم الأوّل: يسوع المسيح!


♰ ثمرة الصليب †
(تعاليم وإرشادات العذراء مريم أمّ الله الى المكرّمة ماريا داغريدا، بعد أن زوّدتها عن أسرار تتعلّق بآلامها وآلام ابنها على الأرض، كتاب “مدينة الله السّرية”)

يا ابنتي ! ما أقلّ المسيحيين الذين يحزنون معي ويعزّون ابني في متاعبه !

إنّ قلّة الإحساس هذه ستملؤهم خِزيًا (عارًا) يوم الدينونة. واعلمي أنّنا ابني وأنا، ننظر برأفةٍ خاصةٍ الى الذين يتألمون معنا بسبب هلاك الكثير من النفوس.

اليوم صارت المَشورات الإنجيلية منسيّة، والوصايا مُنتهكة والرحمة تكاد أن تُصبح خافتة. فعلى مِثالي مارسي أعمال الفضائل المُعاكسة للخطايا المُرتكبة من الغير. (التكفير بالصلاة والصوم والإماتات وتحمّل الألم) وهكذا أكفّر عَن الشتائم بالتسابيح.

وتعلّمي أيضًا من سقطة بطرس أن تتجنّبي الأخطار التي تعترض المخلوقات، وابكي مثله خطايا ضعفكِ وكفّري عنها بصبرٍ هادئ وفرح في المعاكسات كما في الأوجاع والأمراض وشتائم البشر ومضاياقات التجارب …
ومن أجل تشجيعكِ على ذلك تأمّلي ذلك الصّبر الغير مقهور والوداعة الغير متزعزعة والهدوء الصامت التي بواسطتها تحمّل ابني تصرّفات جلّاديه البرابرة.

يا ابنتي، لو لم يُعلّم المسيح البشر، بأنّ انتصارهم الحقّ على ذواتهم وعلى الشيطان يجب ان يكون ثمرة الصليب، لما اعتُبِرَ أنّه قد أنجز رسالته بما فيه الكفاية، ولمَا خلَّص العالم !! فضمّي إذًا صليبكِ بين ذراعيكِ بحبٍّ واحمليه بفرحٍ متَّبِعةً خطوات معلّمكِ الإلهي. يجب أن تضعي مجدكِ في الإضطهادات والإحتقار والإهانات والأمراض والفقر وكلّ ما هو صعب. وحتى تكوني مرضيّة لديَّ، لا تفتّشي عن تعزية في الأشياء الأرضيّة، ولا تتلهّي بالإنطواء على متاعبكِ ولا تكشفيها لأحد على أملِ تخفيفها. واحذري بالأخصّ أن تبالغي في سرد الأحزان التي تأتيكِ مِن الخلائق وبأن تقولي إنّكِ تتحمّلين كثيرًا وتقابلي نفسكِ مع بقيّة الأشخاص المتكدّرين (المتكئبين)

إنّي لا أحسب خطيئة بأن يفتّش المرء عن بعض التعزية الشريفة والمعتدلة وإنّ تشكّى بعض الأوقات بِصمت. ولكن مِن جهتكِ أنتِ، فإنّ هذه التعزية ستكون أقلّ أمانة نحو سيّدكِ الذي أنعم عليكِ بالكثير. إنّه يريدكِ أن تتّحدي به كثيرًا وأن لا تُصعّدي زفرةً (تنهّدًا) إلّا مِن أجل الترويح عن النّفس. وخذيها قاعدة عامّة، بأنّ جميع التعزيات البشريّة هي مَوبؤة وحتّى خطِرة ! فعليكِ أن تتقبّلي فقط تلك التي يُرسلها إليكِ العليُّ نفسه أو بواسطة مَلائكته. وأيضًا عليكِ أن لا تأخذي من هذه المَلاذ السماويّة إلّا الشيء الضّروري حتّى تَقوَي على أن تتألّمي أكثر.