عَ مدار الساعة


خاص بأسبوع الآلام.. رغم ثيابكم الجميلة.. أنتم أمام الله عراةٌ !!

مُقتطفات من رسائل العذراء مريم الباكية في ظهور كيبيهو- أفريقيا (1989- 1981)، مثبّت كنسيًا
(خاص لأسبوع الآلام)

“أكلّمكم ولكنكم لا تسمعون. أريد أن أنهضكم، ولكنكم تظلّون طريحي الحضيض. أدعوكم ولكنكم تصمّون آذانكم. متى ستلبّون دعوتي؟ إنّكم لا تبالون بأيّ من نداءاتي. متى ستفهمون؟ ومتى ستعنون بما أريد قوله لكم؟ إنّي أوجّه إليكم إشارات كثيرة، ولكنّكم لا تؤمنون. حتى متى ستُغفلون نداءاتي؟

ترون أنّني أحبّكم، فهل أنتم تحبّوني؟”

إستيقظوا، إنهضوا، إغتسلوا، (من الخطايا في سرّ الاعتراف) وانظروا حسنًا.
لستُ أتوجّه إليكِ وحدك بالتوبة، بل، أيضًا، إلى الجميع. إنّ بشر هذا الزمن قد أفرغوا كلّ شيءٍ من محتواه الحقّ: فمن يقترف خطيئةً، لا يقرّ بأنّه أخطأ“.

لقد تمرّد العالم على الله. عليكم أن تتوبوا وتعوّضوا. إنّ نعمة الإرتداد تُنال بتأمّل آلام المخلّص، وآلام أمّه. ولهذا الغرض أدعوكم إلى وسيلتَين: تلاوة الورديّة، ومسبحة الآلام السبعة، فهذه الأخيرة هي الدواء الأنجع للشفاء من مرض العصر: أي عدم الشعور بالخطيئة، ورفض التوبة، وهي الوسيلة المُثلى لطرد الشيطان.

أنا آتي إليكم، وأنتم تحملون كلّ شيءٍ محمل العبث والتهكّم. كرّري هذا القول ثلاثًا. ينبغي أن تتغيّروا بتكريمي وتكريم ابني.

لماذا تنصرفون عن الله، وترتمون في أحضان النار (جهنّم) ؟ أنذركم من يمدّ ذراعيه إلى هذا العالم ليقبض عليه، ستنزل النار على يديه. لماذا تبذلون القليل من الغيرة والاندفاع في خدمة الله، في حين أنّكم، عندما تخدمون إبليس، تركّزون كلّ قواكم، وتبحثون عن كلّ الوسائل والحيَل، من أجل الوصول إلى غاياتكم ؟

“أطلب منكم أن تُعنوا بعضكم ببعضٍ، سواءٌ كنتم فقراء أو أغنياء، أشرارًا أو صالحين، فيسوع كان يعيش مع الجميع، كما أنّ الله صبورٌ معكم. عليكم أن تخدموا الله، في كلّ لحظةٍ، وألاّ تكتفوا بذكره عندما تلمّ بكم المِحَن الكبرى.

أحذّركم مِن وَضعِ ثِقتكم في عِلمكم ومالكم، فكلّ ما تملكونه يأتيكم من كَرم الله. إنّ امتلاك الذكاء والعلم والجمال، بمعزلٍ عن مخافة الله، لا يُجدي نفعًا. إنّي أمدّ لكم ذراعيّ، فمن يأتي إليَّ أقَبلْه، وأضمّه إلى قلبي. أطلب منكم حمل صلبانكم برضىً، حبًّا بالله. إنّ يسوع ما زال حتّى الآن يبحث، بلا هوادةٍ، عن مكانٍ يُقيم فيه، وأنّ كلّ مَن يصبو، بكلّ قواه، إلى الله، في هذا العالم، يُعاني، في جسده، الضعف والعطوبيّة.

“إنّ خدمة الله لا تتمّ بالإكراه، بل هي مُبادرة حُسن نيّةٍ ذاتيّة. إنّ هناك أنورًا كثيرةً، ولكنّ النور الحقّ فريدٌ. أنتم تصطنعون لأنفسكم أنورًا، ولكن ما من نورٍ يضيء أكثر من النور الذي يعطيه الله.

للصلبان أنماطًا عديدةً. وكلّ إنسانٍ، ولو بدا ضاحكًا، يحمل صليبًا، وحتى عندما يتجاهله، يظلّ الصليب ماثلاً.
أذّكركم بأنّ حقيقة المسيحيّ وسلاحه هما الإيمان، والعقيدة الحقّة هي يسوع. ومَن يؤمن به، يقبله، في حياته، كما هو، ولا يحذف منه شيئًا ! إنّ الصلبان التي تأتي من السماء أخفّ وطأةً من صلبان الأرض. والصلبان التي يرسلها لكم الله تَهِبكم من الفرح أكثر من تلك التي تنشدونها بأنفسكم.

ابن الله تألّم على هذه الأرض، وأنتم تريدون تفادي الألم. فكيف لكم أن تكونوا له تلاميذ؟ إقلعوا عن التعلّق بما يشيع فيكم الاضطراب، ويحرمكم السلام، كي تسعوا، بكلّ طاقاتكم، نحو شجرة الحياة.

لا تنسوا أنّ كلّ ما تفعلونه مدوّنٌ. لماذا تحبّون الخيرات التي يغدقها الله عليكم، ولا تطيقون المِحَن التي تقودكم إلى لقياه؟ بأيّ أسلوبٍ، إذن، تزعمون الوصول إليه؟ إنّ من يذهبون إلى السماء هم الذين جهدوا للفوز بها، على الأفعال أن تواكب الصلوات. لا تعملوا من أجل هذه الأرض، فهي ليست لكم، ولن تخلدوا فيها. فما أنتم سوى ضيوفٍ وعابري سبيلٍ.

إنّي أضيء دروبكم لتمكينكم من السير في النور. ولكنّكم لا تتحرّكون. وعندما تتكثّف الظلمات، تجرون كي تظفروا بالمكان الأوّل. لقد الله مَنحكم عيونًا كي تُطلعوا مَن لم يستطيعوا الرؤية على ما شاهدتم. أرغب في أن يكون الشبّان والشابّات، لي، مثل أزاهير جميلةٍ على هذه الأرض. أعدّوا حقائبكم، فالطريق المتبقّي أمامكم قصيرٌ، وعندما سيدعوكم الله، لن تُتاح لكم فرصة العودة إلى الوراء، لاصطحاب أيّ شيءٍ.

لماذا تطالبون بمعجزاتٍ، في حين أنّ المعجزات تحدث لكم، في كلّ يومٍ، ولكنّكم لا تؤمنون بها. خيرٌ لكم، إذن، أن تلتمسوا نعمة البصر الروحيّ، لأنّكم عميانٌ. إن لم تلجأوا إلى الله، فأين عساكم تختبِئون، عندما تنتشر النّار في كلّ مكان؟

إعلموا أنّ الكفاح الذي ستخوضونه على هذه الأرض، كلّ يومٍ، هو الذي سيحسُم مصيركم: في السماء أو في الجحيم ! سيؤدّي كلّ إنسانٍ حسابًا عمّا أُوكِل إليه.

أدعو العلماء إلى استخدام ما وُضع بتصرّفهم. فليُظهروا، إذن، ما هم قادرون على فعله بمعزلٍ عن عون الله. أنعموا النظر، فلكم عيونٌ كي تبصروا، ولا تخلطوا بين أعمالكم وأعمال الله.

أنتم يا مَن يتباهون بثيابهم الفاخرة، إعلموا أن المطلوب منكم ليس انتزاع إعجاب البشر، بل إرضاء الله. حيثما ذهبتم، ومهما فعلتم، ورغم ثيابكم الجميلة، فأنتم، أمام الله، عراةٌ ! أولئك الذين لم يتعرّفوا إليَّ من خلال الإشارات (الداخليّة) التي أريكم إيّاها، يظلّون في حيرةٍ، حتّى لو أريتهم نورًا فائقًا لأنيركم به.

أدعوكم لكي تأتوا إليّ، ولكنّكم تؤثرون أن تظلّوا بمنأى عنّي. فما الذي يحول بينكم وبيني؟؟

لقد جئت كي أعدّ إلى ابني الطريق، من أجل خيركم، وأنتم تأبون الفهم. لم يبقَ سوى وقت قصير، وأنتم غافلون، لاهون بحُطام هذا العالم الفاني. لقد رأيت كثيرين من أبنائي يُودون بأنفسهم إلى الهلاك. لقد جئت كي أرشدهم إلى طريق الخلاص والصواب”.

” الخطايا أكثر من قطرات ماء البحر… والعالم يجري صوب هلاكه. وشروره لا تني تتفاقم”.