عَ مدار الساعة


🕇 تأمُّلات من العذراء مريم في يوم الجمعة العظيمة 🕇 من لا يريد الاقتداء بأبيه لا يكون ابنه حقًّا 🕇


📌 اعتقادات البشر خادعة الذين يودُّون أن يملكوا معه، دون أن يتألّموا معه!


1- الخلاص بالصّليب، وهلاك المسيحيّين الأفظع الذين يرفضون الفداء!
(إلى المكرّمة ماريا داغريدا، كتاب: مدينة الله السرّيّة)

“يا ابنتي! أنّك ستحكمين بهلاكك إن لم تتأمّلي دون انقطاع بآلام يسوع المصلوب. وبما أنّه هو القائل: “أنا الطريق”، ألا يتوجّب عليك أن تسيري بهذا الطريق الخلاصيّ، وتمرّين بالإهانات والأحزان وصلب المخلّص؟ كم تكون اعتقادات البشر خادعة الذين يودُّون أن يملكوا معه، دون أن يتألّموا معه!

من لا يريد الاقتداء بأبيه لا يكون ابنه حقًّا؛ ومن لا يسير بمقتضى تعاليمه لن يكون تلميذًا صالحًا، ولا أعتبر من عداد أتقيائي الذين لا يرأفون ولا يشاركون بآلام ابني وآلامي. إنّ اهتمامنا المحبّ بهم يوجب علينا أقلّه أن نرسل لهم المتاعب حتى إذا ما تقبّلوها، ولو بصبرٍ، يسيرون نحو راحتهم الأبديّة التي يتوقون إليها.

إنّه بسلوك درب الصليب نصل إلى الحبّ والمواهب وامتلاك الله. لم يكن شيءٌ أعذب على قلب ابني -سوى صعوده وجلوسه عن يمين أبيه- أكثر من الآلام والموت من أجله ومن أجل البشر.

وبسبب جهلهم هذا التعليم، سقط الرسل بالتجربة التي نبّههم ابني عليها من قبل. إنّ سقطة يهوذا التي سبقت سقطتهم كانت أيضًا مؤسفة بالأكثر. ومن أجل ذلك فاق عقابه أوجاع الكثير من الشّياطين لأنّه عبث بالنِّعم التي لم تعطَ لهم. وهكذا سينال أكبر عقاب، المسيحيّون الذين لم يفيدوا من “الفداء”.

إنّ استحقاقات ولدي التي لا أفتأ أُقدِّمها لأبيه يمكنها وحدها أن تهدِّئ غضبه العادل وتمنعه من محق العالم الأثيم وضربه دون شفقة. إنّ أولاد الكنيسة غير مستحقين لها، لأنّهم كانوا يعرفون واجبهم ولم يتمّموه ويعلمون بآلام المخلّص وآلامي ويظلّون عديمي الشعور قساة نحونا ونحو أنفسهم.”

2- شريكةٌ في سرّ الفداء


(رسالة 13 تموز 1980 إلى الأب ستيفانو غوبي، الكتاب الأزرق، بإذن السلطة الكنسيّة)

ساعدوني في قصدي، يا أبنائي المفضّلين ودَعوا أمكم تُنشِّئكم. هكذا أستطيع أن أُشرِككم، من حسنٍ إلى أحسن، في عملي الوالدي المُشارِك في الفداء.

إنّ يسوع، هو الفادي الأوحد، لأنّه هو الوسيط الوحيد بين الله والبشر. إلاّ أنّه أرادَ إشراك كلّ الذين افتداهم بنفسه، في عمله الفدائي، لكي يشعّ عمل محبّته الرّحومة، بشكلٍ أكثر كثافةً وروعةً !

هكذا باستطاعتكم أنتم الذين تمّ افتداؤكم، أن تتعاونوا معه في عمله الفدائي. وبكم أنتم الذين تتّحدون به بعمقٍ كبيرٍ، لدرجةٍ تشكّلون فيها جسده السريّ ذاته، يستطيع أن يقطُف في زمنكم، ثمرةَ كلّ ما أتمّه لمرّةٍ واحدةٍ على الجلجلة.

إنّي بالنسبة إليكم، النموذج الكامل لتعاونكم، في العمل المشارِك لابني في الفداء فعلاً: لأنّي أم يسوع، فقد أشرَكني بشدّة في فدائه. إنّ وجودي تحت الصليب، يَدلُّكم كيف أراد ابني أن يُشرِك أمّه بشكلٍ كامل، في ألمه الكبير، لحظة آلامه وموته لأجلكم. إن كان الصليب هو مشنقته، فإنّ ألم قلبي البريء من الدنس، كان بمثابة المذبح، الذي قُدِّم عليه ابني للآب، ذبيحة العهد الجديد والأبدي. وكأمٍّ للكنيسة، فقد أشركني يسوع أيضًا في إتمام الفداء، الذي يتمّ على مجرى التاريخ، لكي يقدّم لكلّ البشر، إمكانيّة الحصول على الخلاص الذي ناله لكم، في لحظة استشهاده الدامي. هكذا فعدد البشر الذي سيخلصون سيزداد، وتزداد أكثر تُحفة محبّته الإلهيّة.
إنّ مهمّتي الوالديّة، تقوم في مساعدة أولادي بشتّى الطرق: على الوصول إلى الخلاص؛ والإعانة بشكلٍ خاص اليوم أيضًا في الفداء الذي أتمّه ابني يسوع.

إنّ دوري كأمٍّ حقيقة، وكشريكةٍ حقّة في الفداء، سيظهرُ للجميع ! أريدُ الآن أن أقوم بهذا العمل من خلالكم، يا أبنائي المفضّلين. لأجل ذلك، أردتُ الاعتزال في صحراء حياتكم، حيث أمَّنتُ ملجأي. هنا، سأُنشِّئكم كأمٍ، لكي أقدر من خلالكم، أن أتمّم عمل المشاركة في الفداء الكبير. إنّي أدعوكم إذًا إلى الصلاة، والتقدمة الكاملة، والتألّم، ولذبيحتكم الخاصّة. إنّي أقودكم على طريق الصليب، وبهدوء، إنّي أساعدكم لتسلّق الجلجلة، لكي أحوّلكم جميعًا إلى ذبائح مرضيّة للآب من أجل خلاص العالم. إنّه وقت عملي الصامت. في صحراء حياتكم، إنّي أُكمل كلّ يوم الأعجوبة الكبرى لتَحَوُّلكم التدريجيّ، حتى يقدر كلُّ واحدٍ منكم، أن يحيا يسوع المصلوب. عندما سينتهي عملي، عندها سيظهر للكنيسة كلّها، عظمة قصد المحبّة، الذي أقوم بتحقيقه الآن.

إنّ عملي الرحوم والمشارك في الفداء، قد أصبح، اليوم، أكثر من أي وقت مضى، ضروريًّا ومُلحًّا. سيعرف الجميع، المهمّة التي أوكلني إيّاها الثالوث الأقدس؛ سأستطيع أن أمارس سلطتي بشكل كامل، لكي يشعّ في كلّ مكان، انتصار ابني يسوع، عندما سيُقيم فيما بينكم، ملكوت حبّه المجيد”.

من صفحة قلب مريم المتألم الطاهر،