أخبار عاجلة

عَ مدار الساعة


لقد طال الانتظار يا شهر أيار (بقلم سمير مسره)

سأحاول هذه المرة كتابة مقالي هذا انطلاقا” من الخلاصة وليس البداية، لاني شعرت مؤخرا” ان ثمة” ظلما” كبيرا” اصاب منظومة” سياسية” تزعم انها بريئة على ما جاء في كلام بعض زعمائها في الاعلام.


هذه الخلاصة تقول ان “عيد جميع القديسين” في الاول من تشرين الثاني لن يكون من الآن فصاعدا” اليوم الوحيد في السنة للاحتفال بقديسينا الابرار؛ بل سيكون هنالك يوما” آخرا” مخصصا” “لقديسين سياسيين واقتصاديين لبنانيين” يجزمون انهم تعرضوا لاجحاف كبير، ويفاخرون باخلاقهم الحميدة، وعفتهم الطاهرة، متناسين انهم حكموا لبنان منذ اكثر من اربعين سنة، واشتهروا بعدم الاهلية، والفساد، والنهب، والسرقة، والكذب، ونشر الاشاعات.
اكثر من ذلك، هم يسعون الآن الى اقناع الناس ان لوائحهم الانتخابية، المؤلفة من خليط هجين لاحزابهم مع الثورة المزيفة، سوف تنقذ الوطن من خلال جيلهم الجديد الذي سيكمل مسيرة خراب البلد في مؤسسة “مجلس النواب واولاده”. ولكي يقوموا بذلك هم يرمون باستمرار حجارة خطاياهم على التيار الوطني الحر متهمين اياه حصرا” بكل المعاصي، متجاهلين ان بيوتهم مخلخلة ومصنوعة من زجاج. قلة فهمهم وادراكهم، جعلتهم يعتقدون انهم يستطيعون التلاعب بمشاعر وقناعات شعب لبناني آدمي ونظيف الكف، كتب سيرته الذاتية بالنضال والعمل.


ولان الواجب الوطني الانتخابي هو بمثابة نقطة التحول بين ما هو حق، وما هو باطل، ما هو صح، وما هو خطأ، اصبح لزاما” على كل واحد منا يريد هزيمة هذه المنظومة ان ينظر الى ما يحدث حوله، ويفكر مليا” بما يريد، ثم يختار:
– بين المشاركة الكثيفة في الاقتراع او عدمها، خاصة” بعد ان اسقط النواب المنتفعون حقنا في الادلاء باصواتنا من اماكن سكننا بواسطة الميغاسنترز، وهي تقنية فعالة تلجأ اليها كل البلاد التي تؤمن بالديمقراطية الحقيقية. هم اخذوا هذا القرار لاجبارنا على الاعتكاف ولكننا لن نفعل.

– بين من يواظب على العمل لتحقيق التغيير بالفعل وليس بالقول، حتى لو تمت عرقلته لبرهة من الزمن على يد المتزمتين والمتضررين. وهنا يبرز الفرق الشاسع بين رئيس تيار وطني حر لا يكل ولا يمل ويتكلم لغة” سياسية” راقية” مستندة” الى برنامج واضح وخطة عمل للتنفيذ؛ يقابله رؤساء احزاب، وشخصيات متعددة علة وجودهم على كوكب الارض الثرثرة، والكلام الفارغ، وازاحة “جبران باسيل”. هو يفكر بعقله وقلبه، وهم يفكرون بلسانهم.

– بين من هو سيادي صادق يتحرك من تلقاء نفسه، ويحارب كل يوم للحفاظ على الحقوق؛ ومن هو سيادي زائف تنكر بزي حزبي او مدني، وفرط بها بسبب حقده، او مصالحه، او خدمة لسياسات خارجية جعلته مطية لها. هكذا كان قدر ثورة الوهم التي ملأت الساحات لايام قليلة كرمى ال ست سنتات زيادة على الواتساب، واختفت بعدها حتى الآن في اوقات الكباش الحقيقي بين فاسدي الاربعين سنة الماضية ومناضلي شعب الاوادم الصامدين.
بناء” على ما تقدم نطمئن القراء انه لن يكون هنالك عيد لمدعي القداسة كما ورد في مقدمة هذا المقال، مهما حاولوا تلميع صورتهم وتسويقها في البازار الانتخابي. لقد طال الانتظار، وها هي المحاسبة آتية في شهر ايآر، وما اروعها عندما تصدر مباشرة” من حكم شعب بلد ألاحرار.

سمير مسره –