مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أو تي في”***
هل ننتخب في أيار؟ ومن ننتخب؟ ولماذا؟ أسئلة يطرحها اللبنانيون اليوم في ما بينهم، وسيطرحونها أكثر مع إقفال باب الترشيحات الثلاثاء المقبل، وباب تسجيل اللوائح في الرابع من نيسان، لتتضح صورة الخيارات المتاحة أكثر، ويصبح القرار واجبا ومسؤولية.
هل ننتخب في أيار؟
الجواب المنطقي يفترض ان يكون “نعم”، لأن عدم الانتخاب هو بكل بساطة انتخاب غير مباشر لغير المستحقين. أما المقاطعة، فأثبت تجارب التسعينات أنها، وإن كانت تجدي لناحية تسجيل المواقف المبدئية، لكنها عمليا تخلي الساحة أمام الآخرين، المتحينين الفرص لاصطياد المقاعد كيفما كان.
ad
أما بالنسبة إلى سؤال من ننتخب، فالاحتمالات كثيرة:
القوى السياسية أنجزت ترشيحاتها وفي طور تركيب اللوائح. وبرامجها الانتخابية هي في تاريخها، أكثر من منه في الحبر على الورق. وكذلك الحال بالنسبة الى بعض الشخصيات التي صاغت لوائحها لخوض المنافسة، فيما القوى الناشئة عن احتجاجات السابع عشر من تشرين، لا تزال تبحث عن توحيد قواها، ليتضح يوما بعد يوم أن عدوها الانتخابي الأول اليوم، ليس إلا الأطراف المتسلقة، أي أحزاب السلطة التي قفزت من القارب وهو يغرق، متنصلة من كل مسؤولية، وراكبة موجة التغيير، أو بتعبير رئيس التيار الوطني الحر اليوم “تلونت كالحرباية”.
وكم تعيدنا “حربايات” السياسة اللبنانية، التي شاركت في كل المجالس النيابية والحكومات أبا عن جد من الطائف لتدعي العفة اليوم، إلى الشخصيات والقوى التي زحفت عند أعتاب الوصي والمحتل، قبل أن تخلع عنها فجأة رداء العمالة، وتتنكر بزي الحرية والسيادة والاستقلال بعد 14 آذار 2005.
ولنا عودة الى ذكرى الرابع عشر من آذار، لكن قبل الدخول في سياق النشرة، ولأننا على مسافة شهرين تقريبا من الانتخابات النيابية المزمع إجراؤها في 15 أيار المقبل، الموعد الذي يمارس فيه الشعب حقه الدستوري بأن يكون مصدر كل السلطات، “تذكروا يا لبنانيات ويا لبنانيين، إنو لأ، مش كلن يعني كلن، بغض النظر عن الحملات والدعايات والشتائم والتنمر وتحريف الحقيقة والكذب المركز والمستمر بشكل مكثف من 17 تشرين الاول 2019. ولما تفكروا بالانتخابات، حرروا عقلكن وقلبكن من كل المؤثرات والضغوطات، وخللو نظرتكن شاملة وموضوعية، وساعتها انتخبوا مين ما بدكن، بكل حرية ومسؤولية”.