أخبار عاجلة

عَ مدار الساعة


تأمل رائع للبابا بندكتوس 16 لمؤمني ميونيخ: سأحضر قريبًا أمام ديان حياتي الأخير. لكن،


⚡ الرب يغفر حين نكون على استعداد للتغيير ⚡

📌 سأحضر قريبًا أمام ديان حياتي الأخير. لكن، إن نظرت إلى الوراء إلى حياتي وشعرت بالالخوف، فما زال في روحي طمأنينة، لأنّي أثق ثقة شديدة بأنّ الله ليس فقط الديان العادل، بل هو في الوقت نفسه الصديق والأخ الذي تألّم هو نفسه وعرف ما فيَّ من ضعف. ولهذا، مع كونه ديانًا، هو في الوقت نفسه المحامي عني (البراقليط). في نور ساعة الدينونة، تتضح لي نعمة كوني مسيحيًّا. كوني مسيحيًّا يمنحني المعرفة، وأكثر من ذلك، الصّداقة مع ديان حياتي ويسمح لي بأن أعبُر بثقة باب الموت المظلم. في هذا الصدّد، يتبادر إلى ذهني باستمرار ما رواه يوحنا في بداية سفر الرؤيي: رأى ابن الإنسان في كلّ عظمته فسقط أمامه على قدميه مثل الميت. لكنّ ابن الانسان وضع يده اليمنى عليه وقال له: ”لا تخفْ! أنا هو…“ (راجع رؤيا القِدّيس يُوحَنا 1، 12-17).


📌 أفهم بشكل أكبر مشاعر وخوف المسيح على جبل الزيتون حين رأى ما كان عليه أن يتجاوز داخليا من أمور رهيبة.. نوم التلاميذ حينها يمثل مع الأسف ما يحدث اليوم أيضا مجددًا..

📌 قريبًا أقف أمام الديان.. وإن كان هناك مبررات خوف، أثق ان الله ليس فقط الديان العادل بل وأيضًا الصديق والأخ..
حاضرة الفاتيكان، 6 شباط/ فبراير 2022

رسالة البابا الفخري بندكتس 16 يتحدث عن الخجل والألم وطلب المغفرة

إلى جانب التأكيد على مشاعر الخجل والألم وطلب المغفرة أمام التعديات الجنسية، أراد البابا الفخري بندكتس السادس عشر، في رسالة حول التقرير الخاص بأبرشية ميونيخ فرايزنغ، توجيه الشكر إلى من أعربوا له عن التشجيع والصداقة والثقة، كما وشكر البابا فرنسيس على تأكيده ثقته ودعمه وصلاته.

وجه البابا الفخري بندكتس السادس عشر رسالة إلى مؤمني ميونيخ تحدث فيها عن التقرير الخاص بالاعتداءات الجنسية في أبرشية ميونيخ وفرايزنغ، والذي يشمل فترة طويلها تخللتها أيضا رئاسته للأبرشية. وهكذا يتحدث بشكل مباشر وشخصي، ويتوقف في البداية عما وصفها بأيام من فحص الضمير والتأمل عقب نشر التقرير المذكور، أيام اختبر خلالها الكثير من التشجيع والصداقة وعلامات الثقة. وشكر الكاردينال راتزنغر من جهة أخرى من وصفهم بمجموعة صغيرة من الأصدقاء الذين عاونوه في كتابة الرد المكون من ٨٢ صفحة الذي تم إرساله إلى مكتب المحاماة الذي أصدر التقرير، كما وعاونوه في قراءة وتحليل التقرير الطويل والآلاف من المستندات الرقمية. ثم أشار البابا الفخري إلى ما وصفها بهفوة غير مقصودة في حديثه عن مشاركته في اجتماع للأبرشية في ١٥ كانون الثاني يناير ١٩٨٠، وهو ما كان قد أوضحه في بيان صحفي في ٢٤ كانون الثاني يناير الماضي. هذا وأراد بندكتس السادس عشر في هذا الجزء الأول من رسالته توجيه شكر خاص للبابا فرنسيس على ما أبدى له بشكل شخصي من ثقة وتأكيده دعمه وصلاته.

وفي الجزء الثاني من هذه الرسالة توقف البابا الفخري عند جزء أساسي في القداس الإلهي، ألا وهو ذلك الذي نعترف فيه بالخطايا ونطلب المغفرة. وتابع أن هذا يقوده إلى التساؤل اليومي إن كان يجب الحديث اليوم عن خطيئة عظيمة جدا. إلا أنه أعرب عن الثقة في أنه ورغم كبر الخطيئة فإن الرب يغفر حين نجعله يسبر نفوسنا وحين نكون على استعداد للتغيير. ثم توقفت الرسالة عند لقاء البابا بندكتس السادس عشر ضحايا الاعتداءات الجنسية، وخاصة خلال زياراته الرسولية الكثيرة حسب ما كتب. وتابع أنه كان ينظر بلا تردد إلى تبعات هذه الخطيئة العظيمة جدا، وقد أدرك أننا ننجر إلى هذه الخطيئة حين نتجاهلها أوحين لا نواجهها بالحزم والمسؤولية اللازمين، وهو ما حدث ويحدث في حالات كثيرة. وأكد البابا الفخري أنه وكما في تلك اللقاءات لا يسعه إلا أن يعرب مرة أخرى للضحايا جميعًا عن خجله العميق وألمه الكبير وأن يطلب المغفرة بصدق. تحدث بندكتس السادس عشر من جهة أخرى عما تولى من مسؤوليات كبيرة في الكنيسة، وعن تعاظم الألم أمام الاعتداءات والأخطاء التي وقعت خلال فترات مسؤوليته هذه. وشدد على أن كل حالة اعتداء جنسي هي فظيعة ولا يمكن إصلاحها. وأعرب عن شعوره بالعطف والأسف إزاء كل حالة.

وفي الجزء الختامي من رسالته قال البابا الفخري إنه يفهم بشكل أكبر دائمًا مشاعر وخوف المسيح على جبل الزيتون حين رأى ما كان عليه أن يتجاوز داخليا من أمور رهيبة. وتابع بندكتس السادس عشر إن نوم التلاميذ حينها يمثل مع الأسف ما يحدث اليوم أيضا مجددًا، وما يشعر أنه هو أيضا مساءل عنه. وأضاف أنه يمكنه فقط أن يصلي إلى الرب، وأن يطلب من الملائكة والقديسين ومن الأخوة والأخوات أن يُصلوا من أجله إلى الرب إلهنا.

وختم البابا الفخري رسالته متحدثًا عن الوقوف قريبًا أمام الديان، وقال إنه حتى وإن كانت هناك مع نظره إلى الوراء، إلى حياته الطويلة، مبررات خوف، فهو واثق ان الله ليس فقط الديان العادل بل وأيضا الصديق والأخ. وأضاف بندكتس السادس عشر أنه يلمس بوضوح نعمة كونه مسيحيا، فهذا يهبه الصداقة مع ديان حياته ويمَكنه من عبور بوابة الموت المظلمة بثقة.

الحديث كاملاً:

أيّها الإخوة والأخوات الأعزّاء،

بعد تقديم التقرير عن الاعتداءات الجنسيّة في أبرشيّة ميونيخ وفرايزنغ في 20 كانون الثاني/يناير 2022، أودّ أن أوجّه إليكم جميعًا كلمة شخصيّة. في الواقع، على الرّغم من أنّني كنت رئيس أساقفة ميونيخ وفرايزنغ لمدة تقل عن خمس سنوات، إلّا أنّه ما زال في نفسي انتماء عميق إلى أبرشية ميونيخ موطني.

أودّ في البداية أن أقول كلمة شكر خالص. في أيام فحص الضمير هذه والتفكير، اختبرت تشجيعًا كبيرًا وكثيرًا، وصداقة كثيرة والعديد من علامات الثقة أكثر مما كنت أتخيّل. أودّ بشكل خاص أن أشكر مجموعة الأصدقاء الصغيرة الذين ضحّوا وقاموا بتجميع مذكراتي المكوّنة من 82 صفحة وسلّموها لمكتب المحاماة في ميونيخ، ولم يكن بإمكاني أن أكتبها أنا بنفسي.

بالإضافة إلى الإجابات على الأسئلة التي طرحها مكتب المحاماة، كان يجب قراءة وتحليل ما يقرب من 8000 صفحة من المستندات الإلكترونية. ساعدني هؤلاء المعاونون أيضًا في دراسة وتحليل ما يقرب من 2000 صفحة من التقرير. سيتم نشر النتيجة في ملحق لاحقًا لرسالتي.

في العمل الهائل في هذه الأيام – لتحديد الموقف – حدثت هفوة بخصوص مشاركتي في اجتماع مجلس القانون في 15 كانون الثاني/يناير 1980. هذا الخطأ الذي حدث للأسف لم يكن متعمدًا وآمل أن يكون معذورًا. ولقد رتبت مع رئيس الأساقفة Gänswein لإيصال ذلك في البيان الصحفي الصادر في 24 كانون الثاني/يناير 2022. وهذه الهفوة لا تنتقص من الاهتمام والتفاني اللذَين كانا ولا يزالان التزامًا مطلقًا واضحًا لهؤلاء الأصدقاء. تأثّرت بشدة من أنّ الهفوة استُخدمت للتشكيك في مصداقيتي، وحتى لتقديمي كأني كاذب. لكني تأثّرت أكثر بتعابير الثقة المتنوعة والشهادات الودية ورسائل التشجيع المؤثرة التي تلقيتها من أشخاص عديدين.

أشكر بصورة خاصة البابا فرنسيس لثقته التي عبّر عنها ودعمه وصلاته.

أخيرًا، أودّ أن أشكر العائلة الرهبانية الصغيرة في دير”أم الكنيسة“ Mater Ecclesiae. فإنّ مشاركتها في الحياة في الساعات السعيدة والصعبة تمنحني القوّة الداخليّة التي تُسنِدُني.

إلى كلمات الشكر يجب أن يتبعها الآن اعتراف. يؤثّر فيّ دائمًا أكثر فأكثر أنّ الكنيسة ما زالت تضع في بداية الاحتفال بالقدّاس الإلهيّ – حيث يعطينا الرّبّ يسوع كلمته ونفسه – الاعتراف بخطيئتنا وطلب المغفرة. نصلّي إلى الله الحيّ علانية أن يغفر خطيئتنا، خطيئتنا الكبيرة والعظيمة جدًا. من الواضح أنّ لفظة ”عظيمة جدًا“ لا تشير بنفس الطريقة إلى كلّ يوم، إلى كلّ يوم بمفرده. لكنَّ كلّ يوم يسألني أليس عليّ حتى اليوم أن أتكلّم على خطيئة عظيمة جدًا. وكلُّ يوم يقول لي ويعزيني لأنّه مهما كانت خطيئتي كبيرة، فإنّ الله يغفر لي، إن تركته يَسبِر نفسي ويفحصني وأنا على استعداد حقًا لتغيير نفسي.

في كلّ لقاءاتي، لا سيّما خلال الزيارات الرّسولية العديدة، مع ضحايا الاعتداءات الجنسيّة من قبل الكهنة، نظرت إلى المشكلة بلا مواربة، ورأيت فيها عواقب خطيئة عظيمة جدًا، وفهمت أنّنا نحن أنفسنا منجَرُّون في هذه الخطيئة العظيمة جدًا، إذا تجاهلناها أو لم نواجهها بالقرار والمسؤولية اللازمَين، كما حدث غالبًا وما زال يحدث. كما في تلك اللقاءات، مرة أخرى لا يسعني إلّا أن أعبّر أمام جميع ضحايا الاعتداءات الجنسية عن خجلي العميق، وألَمي الكبير، وطلبي الصادق للمغفرة. تسلّمت مسؤوليات كبيرة في الكنيسة الكاثوليكية. وألَمي أكبر بسبب الاعتداءات الجنسية والأخطاء التي حدثت خلال فترة مسؤوليتي في مختلف الأماكن. كلّ حالة اعتداء جنسي فظيعة ولا يمكن إصلاحها. إنّي أتعاطف بعمق مع ضحايا الاعتداءات الجنسيّة وأتأسّف لكلّ حالة.

أتفهّم أكثر فأكثر الشعور بالاشمئزاز والخوف الذي اختبره المسيح على جبل الزيتون عندما رأى كلّ الأشياء الفظيعة التي كان عليه أن يتجاوزها في داخله. تلك اللحظة، عندما كان التلاميذ نائمين، تمثّل للأسف الوضع الذي يحدث مرة أخرى اليوم والذي أشعر أيضًا أنّي مسؤول عنه. ولذا لا يسعني إلّا أن أصلّي إلى الله وجميع الملائكة والقدّيسين، وأنتم، أيّها الإخوة والأخوات الأعزّاء، أسألكم أن تصلّوا من أجلي إلى الله إلهنا.

سأحضر قريبًا أمام ديان حياتي الأخير. لكن، إن نظرت إلى الوراء إلى حياتي الطويلة، وشعرت بالكثير من الرعب والخوف، فما زال في روحي طمأنينة، لأنّي أثق ثقة شديدة بأنّ الله ليس فقط الديان العادل، بل هو في الوقت نفسه الصديق والأخ الذي تألّم هو نفسه وعرف ما فيَّ من ضعف. ولهذا، مع كونه ديانًا، هو في الوقت نفسه المحامي عني (البراقليط). في نور ساعة الدينونة، تتضح لي نعمة كوني مسيحيًّا. كوني مسيحيًّا يمنحني المعرفة، وأكثر من ذلك، الصّداقة مع ديان حياتي ويسمح لي بأن أعبُر بثقة باب الموت المظلم. في هذا الصدّد، يتبادر إلى ذهني باستمرار ما رواه يوحنا في بداية سفر الرؤيي: رأى ابن الإنسان في كلّ عظمته فسقط أمامه على قدميه مثل الميت. لكنّ ابن الانسان وضع يده اليمنى عليه وقال له: ”لا تخفْ! أنا هو…“ (راجع رؤيا القِدّيس يُوحَنا 1، 12-17).

أيّها الأصدقاء الأعزّاء، بهذه المشاعر أبارككم جميعًا

المصدر: https://www.vaticannews.va + وكالان