أكد البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، خلال زيارته لدار الطائفة الدرزية، على “الصداقة والتعاون من أجل لبنان، الذي ضحينا كلنا في سبيله، والتاريخ يشهد”، معتبراً “إننا، رؤساء الأديان، بحاجة اليوم أكثر من أي وقت مضى، لأن نضع يدنا بيد بعضنا البعض، ونُسمع شعبنا لغة مختلفة عن لغة التخوين والخلافات والنزاعات التي يسمعها اليوم، والتي تؤدي إلى تحلل الدولة وافتقار الشعب”.
وأشار إلى “إننا نحمل هذه المسؤولية لـ “نلملم” أنفسنا ونُسمع شعبنا كلمة أمل للمستقبل، وأن نوصل كلمتنا، فدورنا مخاطبة ضمائر المسؤولين”، موضحاً “إننا لا تعاطى بشؤون وتقنيات العمل السياسي، فنحن المؤتمنين على الشأن الروحي، وواجباتنا مخاطبة الضمير والتذكير بالثوابت الوطنية، وان نحافظ على كرامة كل شخص من أي طائفة وأي دين كان، فنحن لبنانيين وهذا يعني أن نعيش المسؤولية سويةً”.
ولفت إلى “إننا نتمنى أن نعيش معكم فجر جديد، ليس كأنه لم يكن، ولكن فجر جديد مع شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز، لأننا بتنا في عالم “غير شكل”، وضميريا لا يسمح لنا بأن نرى ونجلس على جنب، وأن نترك القضية بيد السياسيين”.
وشدد على أنه “يجب أن نبقى الضمير. هذه اللغة التي يفهمها كل الناس: صوت الله لا صوت المصالح“، موضحاً أن “مصالحنا المشتركة هي خير شعبنا كل شعبنا، وهي خير وطننا لبنان، وأن يعود لعيش زمنه الجميل. فلبنان عمره 100 سنة، وهو حلّق بالرقي والثقافة والاقتصاد، حتى بات مرتع حرية العرب ومستشفى العرب. هذا لبنان. بتنا نشعر أنفسنا غرباء فيه وفي هذا الجبل”.
كما أكد أن “هذا ليس لبنان، وهذا ليس الجبل. اين هويتنا؟ ضاعت الهوية. في أي بلد نحن وفي اي عالم؟ أحيي كل طائفة الموحدين الدروز وسنكمل طريقنا، وهذا التعاون سنعيشه سوية بالرغم من كل شيء، فأمامنا طريق ومسؤوليات كبيرة”.