الحرية غالية علينا كما كراماتنا ولكننا لا نساوم على كرامتنا مقابل حريتنا***
زمن غازي كنعان ورستم غزالة والجهاز الامني اللبناني السوري االبائد، ولى الى غير رجعة بعدما حرر القائد الجنرال ميشال عون لبنان من الاحتلال في ال 2005، هو بي التحرير رئيس الجمهورية اليوم، حرر الارض لتتحرر النفوس، لا لتستمر السلطة واجهزتها الامنية في لبنان باتباع نفس الاساليب القمعية المتبعة خلال زمن الوصاية.
لن نسمح لرجل أمن وبخاصة لعناصر قوى الامن الداخلي ان يعتدوا علينا، نحن الذين حررنا لبنان من الوصاية، ورفعنا جزمة السوري عن رقاب كل مواطن ورجل امن ايضا، لن نسمح لهم في زمن السيادة والحرية والاستقلال بأن يستخدموا القوة المفرطة ضدنا، والتي ورثوها من الاحتلال؛ فمن غير المقبول ان يستخدم رجل الامن سلطته المعنوية كما المادية المتمثلة بالسلاح الذي يحمله، ضد المواطنين المسالمين، وعلى رجل الامن ان يتحلى بالمناقبية كما بالانضباط، لحماية المواطنين من الزعران وما أكثرهم، لا ان يأخذ الدركي دور الأزعر فيعتدي على المواطنين العزل، باستخدام اساليب عنفية تبدأ بالضرب والاعتقال ولا تنتهي بشهر السلاح واستخدامه أحيانا، كما يحصل في الآونة الأخيرة من تجاوزات لقوى الامن على محطات الوقود، في وقت بات المواطن عالق بين كماشتين، كماشة الاوضاع الاقتصادية الخانقة ومعاناته بطوابير الذل على المحطات والصيدليات والافران، وبين رجل الامن الذي لا يرحم ويفش خلقه بالمواطن، لانه هو بدوره ايضا يعاني من الاوضاع الاقتصادية السيئة.
ما حصل في حمانا امام إحدى محطات الوقود منذ حوالي الشهر غير مقبول بكل المقاييس، إذ بدل ان يسهل عناصر مخفر حمانا الامور على المواطنين الذين تقاطروا من كل المنطقة لا فقط من حمانا، لتعبئة خزانات سياراتهم الفارغة، افتعلت هذه العناصر الامنية مشكلين كبيرين، الى جانب الاشكالات الصغيرة، والنتيجة ان المحطة أغلقت ابوابها ورفعت خراطيمها قبل ان تبدأ بتعبئة المحروقات للمواطنين الذين انتظروا من الصباح الباكر وبعضهم نام في سيارته منذ الليل، ليتفاجأ ان لا بنزين، والمسبب عناصر الدرك غير المنضبطين.
لا يمكن القبول باستباحة كرامات الناس، وهذا بالتحديد ما حصل في حمانا في صباح الخميس ما قبل الفائت؛ إشكالان، الاول مع قائد شبيبة حمانا نسيم بو سمرا، والثاني مع الشاب معن المغربي من كفرسلوان، الذي لم يكتف الدركي غير المنضبط بضربه على وجهه، بل شهر سلاحه في وجهه أيضا، فقط لانه عرقل السير للحظات، ما كاد يوصلنا الى ما لا تحمد عقباه، لو حصل إطلاق نار من الدركي.
ففي التفاصيل، كان قائد شبيبة حمانا، ينتظر دوره كسائر المواطنين لتعبئة سيارته، ليفاجأ بطلب من احد الدركيين، بأن “يزيح سيارته”، مع العلم ان السيارة كانت متوقفة على جانب الطريق ولم تكن تعرقل السير، ومع ذلك تجاوب قائد الشبيبة وازاحها، ليغيب الدركي عدة دقائق، فيكرر الطلب مع العلم ان السيارة أزيحت، ومع ذلك كان قائد الشبيبة مستعدا لازالتها ولو خسر دوره على المحطة بعد ساعات من الانتظار، ولكن عنصر الدرك تصرف بانفعال شديد وغير مفهوم، مع العلم انه لم يمض على نزوله الى الطريق وبدئه بتنظيم السير اكثر من نصف ساعة، ليسارع الى تنظيم محضر مخالفة بالسيارة، فاقترب منه قائد الشبيبة واعترض على تنظيم المحضر، (والاعتراض حق لكل مواطن اذا كان يعتبر ان ما يحصل ظلم بحقه)، مع الاشارة الى ان الاعتراض كان لائقا وحضاريا، ولكن العنصر انزعج حتى من الاعتراض الكلامي، فبدأ برفع الصوت والتهديد والوعيد، فما كان من قائد الشبيبة الا محاولة تهدئته، وافهامه ان الامر لا يستأهل هذه الحدية بالتعامل، ولكن العنصر الامني ازداد غضبه وحاول اسكات قائد الشبيبة، باعتقاله ومحاولة اخذه بالقوة الى داخل المخفر، من دون أي مبرر على الاطلاق؛
ان نسيم بو سمرا صحافي وباحث وعضو في نقابة المرئي والمسموع، وناشط في مجال حقوق الانسان، ويعرف حدوده بالتعامل مع القوى الامنية ومع كل الناس، وهو حافظ على ربلطة جأشه ولم يتعرض لا من قريب ولا من بعيد للدركي، فلم يشتم ولم يمد يده على الدركي، وحاول فقط بعدما تعذر عليه تهدئة الدركي الغاضب، منعه من جره بأسلوب قمعي الى المخفر، وحينها تجمع على الزميل بو سمرا، خمسة عناصر من المخفر وبدأوا بجره بالقوة نحو المخفر، فما كان من بو سمرا الا المقاومة ومنعهم من تحقيق هدفهم، وهنا تدخل بعض الشبان والشابات الحمانيين معترضين والذين يشكرون على غيرتهم ودفاعهم عن الحق ورفضهم للظلم، فافشلوا المحاولة، ما دفع حينئذ الملازم اول آمر الفصيلة، بالاقتراب والطلب من عناصره تركه، طالبا من بو سمرا بلطف وحضارة ان يدخل معه الى المخفر لحل الاشكال، فاستجاب الصحافي بو سمرا ودخل معه، لانه واثق من نفسه وهو لم يرتكب اي خطأ، بل تم التعدي عليه وعلى حريته من دون اي سبب.
المطلوب إذا وبعد كل التجاوزات الحاصلة في كل مناطق لبنان، اتخاذ قيادة قوى الامن الداخلي، إجراءات تأديبية ومسلكية بحق عناصر الدرك غير المنضبطين، وتطلب شبيبة حمانا بالأخص من آمر فصيلة المتن الاعلى اتخاذ اجراءات مسلكية بحق عناصره غير المنضبطين، والتعديات من قبل عناصره تتكرر وبشكل خاص في حمانا، ونسأل: هل أن الحمانيين مستهدفين من قبل آمرالفصيلة؟ هل لديه اجندات مخفية لتنفيذها في حمانا بتوجيهات سياسية، ولذلك يتصرف بعدائية مع الحمانيين؟ أسئلة مشروعة بعد الأداء غير المشرف لعناصر الدرك في مخفر حمانا؛
وبناء عليه سنحمل من الان فصاعدا آمر الفصيلة شخصيا مسؤولية أي أذى يصيب اي مواطن من حمانا او من المنطقة، كما نطالبه بالاعتذار من قائد شبيبة حمانا، على الاعتداء والظلم الذي تعرض له من دون اي مبرر، بعدما احتجزت حرية قائد الشبيبة لساعات؛ فالحرية ايها الملازم اول غالية علينا كما كراماتنا ولكننا لا نساوم على كرامتنا مقابل حريتنا.
في المحصلة، يحتفظ الصحافي نسيم بو سمرا بحقه في الادعاء الشخصي على آمر الفصيلة وكل عنصر امني في مخفر حمانا، شارك بالاعتداء عليه، أولا آمر الفصيلة لتشجيعه عناصره على الاعتداء، وثانيا العناصر على فعل الاعتداء، وحينها فلتأخذ العدالة مجراها.