لبنان بحاجة الى كل مساعدة ومساندة من المجتمع الدولي!
لم يعد بإمكان لبنان انتظار الحلول الإقليمية ولا الكبرى..
أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أن لبنان يمر اليوم بأصعب أوقاته، ولم يعد بإمكانه انتظار الحلول الإقليمية ولا الكبرى، وهو بحاجة الى كل مساعدة ومساندة من المجتمع الدولي، إن كان مساعدات انسانية واجتماعية وصحية، أو مساعدات تساهم في استمرار الخدمات الأساسية التي يحتاجها المواطنون وبشكل خاص في قطاع الصحة وفي صيانة البنى التحتية للمياه والكهرباء، فضلاً عن مساعدات تساهم في تأمين احتياجات الجيش والقوى الأمنية.
وإذ شدد على أننا اليوم في مرحلة جديدة، أمل بتشكيل حكومة “قادرة على تنفيذ الإصلاحات المطلوبة، والتحضير للانتخابات النيابية المقبلة، بالتوازي مع بناء الثقة مع شركائنا الدوليين والتواصل مع صندوق النقد الدولي”.
وكرَّر الرئيس عون التزامه بتحقيق العدالة وبمحاسبة كل من يثبت التحقيق تورطه في انفجار مرفأ بيروت، مؤكداً “أن لا أحد فوق سقف القانون مهما علا شأنه، وليذهب القضاء إلى النهاية في التحقيق والمحاكمات، حتى تبيان الحقائق وتحقيق العدالة المنشودة“.
كلام رئيس الجمهورية جاء في مستهل مؤتمر دعم لبنان وشعبه في باريس، الذي عقد عند الواحدة بعد ظهر اليوم بتوقيت بيروت، عبر تقنية الزوم، وجمع ملوك ورؤوساء ورؤساء حكومات ووزراء خارجية وممثلين عن عدد كبير من الدول والمؤسسات، وأبرزهم: الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون Emmanuel Macron، رئيس الولايات المتحدة الأميركية جو بايدن Joe Biden، الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، رئيس الاتحاد الأوروبي شارل ميشال، رئيس وزراء كندا جوستين ترودو Justin Trudeau، الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الملك الأردني عبدالله الثاني، رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، رئيس الوزراء الكويتي الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح، المديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستالينا جورجييفا Kristalina Georgieva، رئيس البنك الدولي دافيد مالباس David Malpass، ورئيس منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس Tedros Adhanom Ghebreyesus.
كما شاركت في المؤتمر الى جانب الرئيس عون، وزيرة الخارجية والمغتربين بالوكالة السيدة زينا عكر.
كلمة الرئيس عون
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو،
أصحاب المعالي والسعادة،
سنة مرت على الكارثة التي ضربت قلب بيروت، ولا تزال جرحاً نازفاً في وجدان كل اللبنانيين، ولا يزال السعي الى الحقيقة وإحقاق العدالة الكاملة مطلباً لكل لبناني، وحقاً بديهياً، خصوصاً لمن أصابته الخسارة في الصميم، أهالي الضحايا الذين سقطوا في ذلك اليوم المشؤوم.
لقد سبق والتزمت أمام اللبنانيين بتحقيق العدالة وبمحاسبة كل من يثبت التحقيق تورطه، وأكرر التزامي اليوم، وأؤكد أن لا أحد فوق سقف القانون مهما علا شأنه، وليذهب القضاء إلى النهاية في التحقيق والمحاكمات، حتى تبيان الحقائق وتحقيق العدالة المنشودة.
السيدات والسادة،
بعد مضي عام على فاجعة الرابع من آب 2020، لا تزال التداعيات المدمرة تنعكس على جميع المستويات الانسانية والاجتماعية والاقتصادية والصحية والتربوية، فتُفاقم الأزمات التي تعصف بوطننا.
إن لبنان يمر اليوم بأصعب أوقاته. معدل غير مسبوق للفقر؛ جائحة كوفيد 19؛ نقص حاد في الأدوية؛ ناهيك عن العبء الثقيل للنزوح السوري؛ والحصار المفروض حولنا والذي يحرم لبنان من مداه الحيوي. لذا لم يعد بإمكانه انتظار الحلول الإقليمية ولا الكبرى.
وهو لا شك بحاجة الى كل مساعدة ومساندة من المجتمع الدولي بعد تحديد الاحتياجات والأولويات؛ مساعدات انسانية واجتماعية وصحية شعبنا بأمس الحاجة اليها، مساعدات تساهم في استمرار الخدمات الأساسية التي يحتاجها المواطنون وضمان عدم توقفها بفعل الظروف الطارئة وبشكل خاص في قطاع الصحة
وفي صيانة البنى التحتية للمياه والكهرباء، فضلاً عن مساعدات تساهم في تأمين احتياجات جيشنا وقوانا الأمنية صمام الأمان وسط كل الوضع الضاغط.
كذلك، فإن إعادة التشغيل الكامل لمرفأ بيروت، الشريان الحيوي للاقتصاد اللبناني هو ضرورة ملحّة، ولبنان الذي يضع في قمة أولوياته تأهيل وتطوير هذا المرفق يرحب بأي جهد دولي في هذا الإطار.
السيدات والسادة،
لقد غرقت البلاد لأشهر خلت في أزمة سياسية طغت فيها للأسف تفاصيل التشكيل على البرنامج، اي المشروع الإنقاذي للحكومة.
اليوم نحن في مرحلة جديدة، وآمل تشكيل حكومة قادرة على تنفيذ الإصلاحات المطلوبة، والتحضير للانتخابات النيابية المقبلة، بالتوازي مع بناء الثقة مع شركائنا الدوليين والتواصل مع صندوق النقد الدولي. ولا بد من التأكيد هنا أن المبلغ العائد لحقوق السحب الخاصة والذي سيستفيد منه لبنان من الصندوق في أيلول المقبل يجب استعماله بتأنٍّ وتوظيفه بأفضل طريقة لمواجهة الانهيار وبدء الاصلاحات.
إنّي مؤمن بأن إجراءات التدقيق الجنائي في الحسابات العامة ضرورية وإلزامية، وعاهدت اللبنانيين على المضي بها مهما كانت العراقيل، ونحن بانتظار نتائج هذا التدقيق في حسابات المصرف المركزي، والذي نتمسّك به لتحديد وتوزيع الخسائر والمسؤوليات.
أيها الحضور الكريم،
باسمي وباسم الشعب اللبناني نشكر التضامن الدولي، ونثمّن مبادرة الدول الشقيقة والصديقة والمؤسسات الى ارسال المساعدات على مدى العام المنصرم، وأجدد الشكر اليوم، لمنظمي هذا المؤتمر الذي أرادوه في لفتة معبّرة، متزامناً مع الذكرى السنوية للانفجار، الشكر للرئيس الصديق إيمانويل ماكرون وللأمين العام للأمم المتحدة السيد غوتييرس، والشكر أيضاً لجميع الرؤساء والقادة والمسؤولين الحاضرين، ولكل من يساهم بمؤازرة لبنان في أزمته الراهنة.
إن لبنان يعوّل عليكم فلا تخذلوه”.