كتبت- بات محسوماً أن 17 تشرين اللبنانية تُصنَّف ضمن الثورات الملونة، وهي نوع من الحروب الناعمة التي تهدف إلى تغيير ما في بلد لتطويعه عبر خطوات غير عسكرية مخططة في الخارج، وتستند على:
- غياب القيادة والقائد،
- النشاطات الاستعراضية،
- الحفلات والرقص
- موائد الطعام،
- قبضة اليد التي لا تلبث أن تحترق أو تتكسّر حتى تنبت في اليوم التالي،
- الشعارات الرنانة التي تحوي في طيّاتها إرهاباً فكرياً أو قلّة أخلاق، وقطع الطرقات، والاعتداء على القوى العسكرية والامنية،
- الإعتماد على العنصر الاعلامي وخصوصاً المرئي والحديث…
أليس هذا ما قامت عليه 17 تشرين 2019؟
وعملياً، كل المعلومات والتقارير الامنية كانت تفيد بأن غرفة عمليات غير بعيدة كثيراً عن لبنان وبتمويل وإشراف خارجي، كانت تدير هذه “الثورة الملونة” التي لم تكن أكثر من أداة تنفيذية لأجندة غربية. ولم يعد ذلك خافياً على أحد.
ولكن بعد فشل “ثورة 17 تشرين الملونة” في تحقيق أهدافها الرئيسية، والتي كانت تركّز خصوصاً على ضرب المقاومة وإسقاط رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وتشويه صورة التيار الوطني الحر وإضعافه لإعادة رسم “لبنان القوي بضعفه” الذي لا يجرؤ أن يقول لا، وذلك من خلال شيطنة هؤلاء وتحريك الغرائز ضدهم وتحميلهم مسؤولية كل السوء والأحداث البشعة، أمَرَ المايسترو حينها بأن اصمتوا قليلاً ريثما تحينُ ظروف أفضل.
واليوم، يعتبر هذا المايسترو أن الظرف بات مؤاتياً للعزف من جديد، ويبدأ في فترة ذكرى انفجار الرابع من آب المدمّر. ووفق معلومات حصل عليها موقع “Media Factory News”، فإن الفريق المسؤول عن غرفة العمليات إياها ارتأى أنه يمكن الاستفادة من ذكرى 4 آب لأن المشاعر تكون مجيّشة أكثر من العادة، ويَسهُل بالتالي إثارة الغرائز ورفع منسوب الغضب الذي يمكن تحويله إلى كره وتوجيهه إلى حيث يريدون بواسطة الاستعراضات حيناً والشغب حيناً آخر، مع تغذية إعلامية وإعلانية واضحة. وهكذا رفع المايسترو عصاه معلناً بدء الجزء الثاني من مسلسل الثورة الملونة في لبنان، على أن تستمر حلقاته طيلة الفترة الممتدة حتى الانتخابات النيابية المقبلة.
وتقول المعلومات إن خلق الـMomentum الجديد للثورة الملونة هو أسبوع الرابع من آب، وسيحرص القيّمون على غرفة العمليات على الاستمرار بالاستفادة منه، مدعوماً بمبالغ مالية ضخمة قد تصل إلى مليار دولار، من الآن وحتى ايار المقبل، والهدف هو نفسه: ضرب المقاومة وتشويه وإضعاف الرئيس عون والتيار الوطني الحر الذين يشاغبون بطموحهم لجعل لبنان سيداً ونظيفاً بكل ما تعنيهما هاتان الكلمتان بالنسبة لأصحاب الاطماع والمصالح الجيواستراتيجية، وصولاً إلى تقليب الرأي العام ضدهم، فتكون الانتخابات محطة للتخلص منهم أو على الأقل تقليص حضورهم، فيتحقق هدف تشرين 2019.
وتضيف المعلومات أن هناك محاولات جارية لتوحيد المجموعات التي تسمّي نفسها “القوى التغييرية” أي تلك التي كان لها لقاء حميمي مع دايفيد شينكر، لكي لا تأكل واحدة من صحن الأخرى، بل تأكل جميعها من صحن “السلطة” التي –سبحان الله- لا يزعجهم فيها إلا حزب الله والتيار.
وهذه “القوى التغييرية” يسمّيها سادتُها أنفسهم طابوراً خامساً يلبس شعارات التغيير والديمقراطية والحرية والحقوق، ويمكن أن يلجأ أحياناً لتدبير أحداث أمنية واتهام الآخرين بها (سياسة الراية الخدّاعة)، ولذلك كان التخوف من أحداث خلدة بسبب توقيتها ومتسببيها الذين كانوا مسؤولين عن قطع طريق الجنوب وفرض الخوّات والتدقيق بالهويات في الجزء الاول من الثورة الملونة، مع وجود تقارير حديثة تحذّر من أحداث أمنية تستدرج حزب الله إلى مواجهات مسلحة في مناطق حساسة أو ظروف حساسة، أو من عملية اغتيال تعيد خلط كل الاوراق بطريقة صادمة.
وتلاقي الفرقة الموجودة في الداخل اللبناني، فرقة لبنانية موجودة في عدد من دول الانتشار، بدأ حضور أعضائها يظهر أكثر فأكثر على الساحة “الثورية” ومنهم أسماء بارزة إما تشارك بالاعلانات والتجييش العاطفي وتحريك الغرائز، وإما بكتابة مقالات تدّعي أن لا حل في لبنان إلا التدويل، مع مقبّلات فكرية عالية المستوى. وكلها تصب في خوض المعركة الانتخابية التي يبدو أنها انطلقت، ليس من لبنان بل من ذاك المسمى “مجتمعاَ دولياً”.
لا تستغربوا من التحركات الاتية في الاعلام وفي الميدان من الآن وحتى الانتخابات، فقد بدأ الدفع!
المصدر: mediafactorynews