عَ مدار الساعة


المافيا..


من يحكم لبنان (بقلم سامر موسي)

لبنان كرة يتقاذفها الخارج على ملعب الداخل.. وقلة قليلة من المناضلين يحاربون تموضع الجديد للمافيا في لبنان..


تختلف الآراء ويختلف معها اللبنانيون . فلبنان كرة يتقاذفها الخارج على ملعب الداخل ، اللاعبون كثر والداعمون كثر ، لكن الجمهور واحد ، وبالرغم من انه مقسّم فمصيره واحد وسيخرج من الملعب خاسرا عند انتهاء كل جولة….
من يحكم لبنان ؟؟؟

اهو رئيس الجمهورية او رئيس الحكومة ام مجلس النواب ام الاحزاب والطوائف ورجال الدين؟؟؟؟  الجواب لا احد من كل هؤلاء …..

انها المافيا ….

يعود تاريخ المافيا في عصرنا الحديث لزمن الاستقلال ، حيث حكمت لبنان مجموعة عائلات ، فاقت قدراتها في حينه قدرات الدولة . وبعد الحرب اعادت المافيا انتاج ذاتها مع دخول عناصر جديدة فتشارك الاقطاع مع البورجوازية مع امراء الحرب وشكلوا معا ما يُسمى بالكونسورتيوم او الدولة العميقة او المافيا…

تمتلك المافيا كل مصادر الثروة من مصارف ومؤسسات ومنشآت ، تحتل كل مرافق الدولة الشرعية وغير الشرعية .

تحتكر تجارة السلع الاساسية من النفط والفيول والترابة والغاز ، تحتكر كل تعهدات الدولة من جمع النفايات وتنفيذ المشاريع وصيانة الطرقات والانفاق وغيرها…. وتبسط سيطرتها على كامل الاملاك البحرية…..

تسيطر على المطار والمرفأ ، على مصرف لبنان والمدل ايست ، السوق الحرة والريجي والكازينو سابقا…الخ.

انشأت المافيا المجالس والصناديق والهيئات لسرقة وهدر المال العام  وللهروب من الرقابة . اغرقت المافيا مؤسسات الدولة بازلامها لإسكات جوعهم ، واعطت الاعلام دورا كبيرا لتبييض صورتها ، فحصلت محطات التلفزة على قروض مدعومة من المصرف المركزي ، كذلك الاعلاميون يتقاضون اجورا بمثابة رشاوى مقابل خدمات استشارية مزعومة….

  تحمي المافيا اموالها ومصالحها في الداخل من خلال حاكم  البنك المركزي والمدّعين العامين و رؤساء الاجهزة الامنية … وتحميها خارجيا من خلال عمالة مطلقة لصنّاع القرار كائنا من كانوا فلا مشكلة لديها بتغير ولائها عند كل منعطف لحماية مصالحها.

المافيا هي سياسي ورجل اعمال وقاضٍ وموظف ورجل امن ورجل دين ومواطن ، وهي حتى اللحظة تتمتع باكثرية نيابية وشعبية وتحظى بدعم خارجي يمكّنها من مواجهة الاصلاحيين الحقيقيين…..

المافيا اليوم كما العام ٩٠ مجتمعة بكل اركانها تقف سدّا منيعا بوجه كل محاولات الاصلاح والنهوض وتضغط باتجاه الانهيار الكبير ، وبعد الانهيار ستُعيد انتاج نفسها على غرار ما حصل اوائل التسعينيات…

صحيح ان المنطقة قادمة على تسوية جديدة واعادة توزيع للنفوذ ، لكن المافيا جاهزة لاعادة التموضع ، وكما ركبت على حصان سعودي سوري بغطاء امريكي عام ٩٠ ، ستحاول غدا ركوب الموجة الجديدة والاستزلام لدى الاوصياء الجدد ، مع امكانية اختفاء بعض الاسماء لتحل مكانها أُخرى .

قلة قليلة من اللبنانيين هم خارج اجنحتها ، قلة قليلة من المناضلين يحاربونها ، قلّة قليلة ونحن منها نواجهها منذ العام ٨٨ ولا زلنا وسنبقى….