أخبار عاجلة

عَ مدار الساعة


الأخت إيمانويل مايار عن مرور 40 عامًا لظهورات العذراء في مديوغورية: لا تخشوا الغد.. لأنه سيشهد إنتصار قلب مريم الطاهر 🌷♰🌷


🌷♰🌷
كونوا جزءًا من البقية الوفية للمسيح.. توبوا والمسيح يحوّل خطايانا الى عطر.. ضعوا خطاياكم أسفل قدمي المسيح المصلوب، شجرة الحياة، كما السماد (الزبل) ويسوع سيحولها الى فاكهة جميلة ومفيدة..

أثناء الصعوبات لا يبقى لنا سوى الإستسلام لله، والله عنده خطة لك.. رددوا عبارة اللقديس الإيطالي Don Dolindo تسع مرات: «Ô Jésus, je m’abandonne à toi, c’est à toi d’y penser!» أوه! يا يسوع ، أنا أستسلم لك ، تصرّف..!


كلّ الحوادث في الكتاب المقدس التي تضمنت رقم 40، لها معنى إستعداد أو تحضيري من كل إثم، سواء الـ 40 يومًا مع نوح، وأو بقاء السيد المسيح 40 يومًا تحضيرًا لبدء رسالته.. إضافة الى 40 يومًا لحصول العنصرة..

الأمثلة على أهمية رقم 40 واضحة في الكتاب المقدس، وبالنسبة لي إنّ مرور 40 سنة على ظهورات السيدة العذراء في مديوغورية، هي فترة تحضير طويلة من قبل السماء لتُعدّنا نحن كبشر.. لأنّ أهل السماء لا ينظرون الى ما يحصل لنا بمبالاة.. على الإطلاق هم يرون مشاكلنا وكل ما يحدث من إنتشار للفيروس وأمراض وتشريع لقوانين ضدّ الكنيسة والله، إضافة الى إضطهاد للمسيحيين، واللقاح.. وكل ما يُقال على شاشات التلفزة من إرتباك ومعاناة بخصوص المستقبل الغامض.. ولعل كل ذلك يعلمنّا العيش كل يوم بيومه..

لماذا الخوف من الغد.. فالغد سيشهد إنتصار قلب مريم الطاهر وإنتصار للمسيح ملك المجد.. ♰

أحبّ التذكير برسالة للعذراء مريم، نقلتها الرائية ميريانا مع بداية الظهورات، وفيه الكثير من الرجاء.. كل أسرار التي سيكشفها رؤاة مديوغورية لن يتمّ الكشف عنها فقط، بل سنعاينها بشكل جيّد..

المستقبل سيكون جميلاً، وكما قال القديس البابا يوحنا بولس الثاني، النصر سيكون الى جانب المكرسين لقلب مريم الطاهر..

لكن؛

لحين حصول ذلك يوجد فترة فاصلة ليست سهلة، مع إنتشار الخطيئة في كل مكان… وسيما مع أبناء الله الذين يخلطون الله مع الأوثان.. وهنا يجب التأكيد أنّ تدخل الله دافعه المحبة.. والأسرار هي جميلة للغاية لمن هم يتقون الله.. منها العلامة (الإشارة) ♰..

لذلك؛

يجب التحضير لهذا الإنتصار الأكيد.. صحيح أنّه سيكون بيننا شهداء.. على سبيل المثال تشهد فرنسا كل يوم إعتداءات على الكنائس وحرق لبعضها، لنتذكّر كلام القديسة مارت روبن (Marthe Robin)، الذي تحدثت فيها عن إنحدار فرنسا الكبير أكثر من غيرها، ولكن عندما يُرمغ أنفها بالتراب ستأتي العذراء وتُنقذها..

وهذا ما تُعدّه العذراء مريم طيلة الـ40 سنة من ظهورها في مديوغورية، وكما يقول البابا بنديكتوس 16، الكنيسة ستفقد إمتيازاتها، ولكنها ستكون بالبقية المُتبقية فقيرة ولكنها مُقادة من قبل الروح القدس.. 🔥

القديس “لويس ماري دي مونفور“ يقول أن رسل نهائية الأزمنة ليسوا من كبار الشخصيات الذين يملئون الشاشات، بل من فقراء متواضعين.. لا يجب ترك الكنيسة، ورمي أنفسنا من القارب (الكنيسة هي قارب النجاة التي فيه المسيح).. ما زلنا اليوم نعيش زمن نعمة، لا تنسوا ذلك..

ولكن؛

علينا فتح قلوبنا لنيل هذه النعَمْ.. وذلك لا يتمّ اعزائي سوى بترك الخطيئة.. لأنه لا أحد ينعم بالسلام ولا أحد يكون سعيدًا بوجود نير الخطيئة.. وهذاالأمر يتطلب إعترافًا وتوبة صادقة، وعندها تحترق هذه الخطايا كلها بقلب يسوع المشتعل رحمة ومحبة.. وهكذا تختفي تلك الخطايا الى الأبد.. وكما قال يسوع للقديسة كاترينا السيانية، المسيح يحوّل خطايانا الى عطر.. ضعوا خطاياكم أسفل قدمي المسيح المصلوب، شجرة الحياة، كما السماد (الزبل) ويسوع سيحولها الى فاكهة جميلة ومفيدة.. وذلك سيولد فرحًا خارقًا وستُصبّ رحمة الله على أرواحنا.. ولذلك أطلب منكم ممارسة العبادة المقدسة باحترام فائق، وسيما السجود للقربان المقدس، لتستقبلوه بوقار في قلبوكم، لأنه عندما يكون في قلوبنا قد نشعر به أحيانًا وقد لا نشعر به أحيانًأ أخرى.. بغض النظر من للجفاف الذي نشعر به، أتذكر رسالة مارت روبن، التي قالت أنّ درجة مجدنا في السماء ستكون متناسبة مع جودة المناولة المقدسة..

فأثناء عبادة القربان المقدس تحلّ النعم علينا.. ونحن جميعًا كمؤمنين بحاجة لذلك..

الأيام الأخيرة بحسب القديس لويس ماري دي مونفور، ستكون مليئة بالروح القدس ومليئة بالسلام وسط الموجات وعواصف الكفار.. فالعنصرة ستبث الحبّ في قلوب المؤمنين.. في رسالة العذراء في 25 تشرين الأول 1988، قالت: دعوتي لكم أعزائي الأطفال من أجل تقرّبوا العالم والإنسانية لقلب يسوع..

وبعد ذلك بعامين (1190) قالت أمنا العذراء مريم: أعزائي الأطفال، الإنسانية تبتعد عن قلب يسوع كل يوم.. إبحثوا عن الخطأ والخطيئة.. هل العذراء مخطئة بقولها أننا بعيديون عن الله..

أحبائي نحن لا نأخذ على محمل الجدّ كلام العذراء.. اليوم العالم يعاني، وكما قالت العذراء في رسالتها أيار 2021: قرروا القداسة وقرروا ترك الخطيئة والشرّ وفي حينها سنشعر بالفرح، وعندها ستكون يدي مريم ممدودة لهذا العالم الضائع..

لذلك في الذكرى الأربعين اليوم على ظهور أمنا مريم العذراء في مديوغورية، علينا فحص ضميرنا ووعينا، بماذا لم نساعد مريم العذراء..

لنتصور أم فقدت أطفالها العشر.. ماذا يحلّ بهذه الأم..؟؟

عندما يكون شخصًا مريضًا بمرض خطير، والطبيب فقد كل وسائله.. ماذا تفعل العائلة..؟؟ ألا تطلب منه العائلة السعي مجددًا.. قد تلمع فكرة بوجود علاج في الصين، والدواء غالي، وبرغم ذلك هذه الطريقة محفوفة بالمخاطر..

أعزائي اليوم البشرية مريضة، ونحن لا نحتاج لا لمال بل توبة كالإبن الضال.. علينا العودة الى أبينا السماوي كالأطفال والإرتماء في حضنه.. نحن اليوم في الغرب نشعر بالقوة، وأننا لسنا بحاجة الى الله، لوجود كافة السلع المادية لدينا.. ونملك التقدم العلمي والأعمال والبيوت وكل ما نحتاجه.. فلماذا الحاجة لله..

هل اليوم نحن سعداء بالسياسة وبالإقتصاد.. وبما يحصل من تحولات معيشية.. هل نحن سعداء من الداخل في قلوبنا..؟؟ هل نحن سعداء عما يحصل في عائلاتنا..؟؟

الجواب هو لا.. أعزائي أنتم من ستقررون إن كنتم ستكونوا ضمن البقية القليلة التي تريد وضع يدها مع الله، والتي ستحميهم العذراء في قلبها الطاهر، وهي من ستغذينا بكل ما نحتاجه.. لنضع قلوبنا في قلب نقي وسنتجدّد لأن للرب خطته المحبّة الرحومة لكلّ واحدٍ منّا..

لنعيش القداسة ورسائل العذراء مريم، ولنصلي من قلوبنا، وولنسجد أمام القربان الأقدس، ولنصمْ يومي الأربعاء والجمعة.. ولنصلي بتأمل مسبحة الوردية وبعيش أسرار الفرح والحزن والنور والمجد.. ولنقرأ الكتاب المقدس وكلمته القدوسة في منازلنا كل يوم ولنطبق ما نقرأه.. ولنعترف أقلّه مرّة في الشهر بتوبة حقيقية أمام الكاهن.. وصلوّا لكهنتكم..

ليفحص الجميع ضميره ولنشكر العذراء مريم على صبرها، كونها على مدى 40 سنة تسعى تحويلنا، ورغم تجاهل أبناءها هي تأتي الينا.. وأعتقد أنها ستأتي لفترة أطول قليلاً.. فرغم من السخريات التي طالت بعض الرؤاة..

قرروا السير مع مريم، وأفرحوا قلب أمكم.. وأشكروها على ما تفعله.. كونوا جزءًا من البقية الوفية للمسيح.. إفرحوا رغم العوائق.. حافظوا على عزيمتكم، وضعوا أنفسكم بين يدي الله.. وأثناء الصعوبات لا يبقى لنا سوى الإستسلام لله، والله عنده خطة للسلام لك ونصر لك.. وبانتظار السلام القادم يمكنك كسر الجمود وقول هذه العبارة 9 مرات للقديس الإيطالي Don Dolindo (1882-1970):

«Ô Jésus, je m’abandonne à toi, c’est à toi d’y penser!» أوه! يا يسوع ، أنا أستسلم لك ، الأمر متروك لك للتفكير في ذلك!

وهذا يعني إني أضع مشاكلي بين يدي يسوع.. وبالتالي علينا أن تثق بالله ثقة تامة.. وهذا يعني أنك سنحقق الفوز لأنّ كل شيء بين يدي الله.

لنضع انفسنا بين الله ومريم والقديسين، وكل شيء سيتغيّر.. حياتنا ستتبدّل، والعذراء عندما تطلب منا وضع أنفسنا في قلبها.. لأنّ هدف الحياة الوصول الى السماء.. وكما يقول القديس بولس، إنّ ما ينتظرنا من مجد يفوق الوصف. وهذا الأمر يتطلب تطهير لنكون ذي قلوب نقية.. والعذراء تفتش عن قلوب طاهرة نقية، حتى يمكن الإتحاد بالمسيح.

كونوا من البقية الباقية الأمينة للمسيح، ضعوا أنفسكم بين يدي مريم لتقودكم الى إبنها يسوع.. بثوا الأمل والفرح، إن قلب مريم الطاهر سينتصر.. إنتظروا الروح القدس لنقل المسيح للعالم كلّه.