أخبار عاجلة

عَ مدار الساعة


تجمّع ابناء مريم منعًا لأي إلتباس: المناولة باليد مؤقتة.. والسّلطة الكنسيّة والقدّيسون سبق وشجبوا المناولة باليد..


مَن يتّهم تجمّع أبناء مريم بالجُبنِ والتمرّد والكذب وعدم احترام الكنيسة والأساقفة، فهو أوّل من لم يحترم الأسقف الجليل “أنطوان رابولا بيلوني” الذي سَمح بنشر هذا الكتيّب، ولا الكاردينال ساره (رئيس مجمع الطّقوس واللّيترجيا السابق) الذي مضى الكتاب الذي منه أخذت المعلومات..😉

ليه قمع الرأي المؤيد للتناول بالفم.. ولماذا لا تُترك حرية الإختيار..؟؟
(Agoraleaks)


في الآونة الأخيرة، انتقد البعض “تجمّع أبناء مريم” مدافعين عن المناولة باليد، مُستشهدين بشهادات بعض الآباء والقدّيسين الأوّلين حول كيفيّة المناولة باليد. لذا، توجّب التوضيح، منعًا لأيّ التباسٍ وتضليلٍ:

1- لا يوجد أيُّ تناقضٍ بين شهادات الآباء الأوّلين حول المناولة باليد وما ورد في كتيّب “المناولة باليد؛ حقيقتها وخطورتها” حيث اكتفينا بالاستشهاد بكلمات القدّيس كيرلّس الأورشليمي كونها الأهمّ. فالكتيّب يشير إلى أنّ المناولة باليد كانت منتشرةً في بعض الأماكن خلال الحقبة المسيحيّة الأولى، ثمّ أخذت تتقلّص تدريجيًّا حتّى القرن الثامن (كما برهنّا بتعاليم بابوات ومجامع)، إلى أن اختفت كُليًا بعدها. وإنّ جميع شهادات الآباء التي تُنشَر من قِبَل من يتهجّم، هي ضمن تلك الحقبة الزمنيّة لا بعدها.

2- لا شيء يُثبّت بشكلٍ قاطعٍ أنّ الرّب يسوع قد أعطى المناولة لرسله بالفم أثناء العشاء السرّي، كما أنّ لا شيءَ يُثبّت أيضًا أنّه منحها باليد. وهناك دراسات عديدة وجدّيّة تؤيّد نظريّة إعطائها بالفم. ولكن، حتّى لو منح الرب المناولة للرسل في اليد، فإنّهم كهنة، بل أساقفة! ذلك لا يؤدّي إلى الاستنتاج بأنّها تُعطى باليد إلى غير مكرّسين.

3- حول تساؤل أحدُهم إن كان يجوزُ تغيير تقاليدَ عائدةً إلى عَهد الرسل، ومن له السلطان لذلك، فقد أوضحنا جيّدًا في الكتيّب أنّ السلطة الكنسيّة، من بابواتٍ ومجامع، هي من تستطيع ذلك، شارحةً الدوافع الجوهريّة (كما برهنّا ذلك بالاستشهاد بوثيقة “ذكرى الرّب” للبابا بولس السادس)
فما الهدف من إعادة نشر كتابات القدّيسين الأوائل اليوم، فيما السّلطة الكنسيّة والقدّيسون الّذين أتوا بعدهم، يشجبون المناولة باليد ويوضحون أسباب تواجدها الأوّلي، وأهمّ تلك الدوافع: زمن الاضطهاد الأوّل، حيث لم يكن يتوفّر دائمًا كهنة (…)
فقد سبق وأشرنا إلى ذلك في الكتيّب، وهو هرطقة “Archeologisme”؛ التمسّك الحرفيّ بكلّ ما ورد في بداية المسيحيّة.

4- أمّا ذِكر موضوع تناول الرّب والرّسل الطّعام قُبيل سرّ الإفخارستيا مباشرةً، وكيف وَضعت الكنيسة فيما بعد الصوم الإفخارستي (الانقطاع عن الطعام قبل التناول بساعات) للدّلالة على أنّ التغيير جائز، فيُظهر أنّ همّ كاتب تلك المقالة ليس الأمانة للتقاليد المقدّسة، بل هو من مُحبّذي التبديلات والتغييرات العشوائية الخطيرة جدًا، الّتي يحاول البعض اليوم التّشجيع عليها بحجّة “التطوّر”. فالرّب يسوع أراد تأسيس سرّ الإفخارستيا فورًا بعد العشاء الفِصحي اليهوديّ، ليُظهِرَ إبطالِه الذبيحة القديمة الرمزية، بإحلال مكانها الذّبيحة الدائمة التي هي جسده القدّوس، الذي به وحده ننال غفران خطايانا والخلاص الأبديّ. إضافةً إلى إنّ العشاء الفصحيّ اليهوديّ، لم يكن يُعتبر مجرّد أكلٍ أو طعامٍ عاديٍّ عند اليهود، بل كان أحد أهمّ الطّقوس الدّينيّة.

5- أمّا فيما يتعلّق بنشر صور للبابا يوحنا بولس الثاني والبابا بندكتوس السادس عشر يُعطيان المناولة باليد، فهذا يدلّ على نوايا غير مستقيمة تبغي فقط تشويه حقيقة ما ورد في كِتابنا واتّهام كاتبِيه بالكذب. فنحن أثبتنا بالوقائع أنّ البابا يوحنا بولس الثاني حاول منع المناولة باليد ولم تتمّ إطاعته، لكننا لم نقلْ أنّه لم يعطِ المناولة في اليد بتاتاً، بل أوقفها فقط خلال السنوات 1980-1985 التي أوقف فيها إعطاء التّفسيحات (قبل أن يتمّ الضّغط عليه وتهديده بالانقسام) أمّا صورة البابا بندكتوس، فهي ما قبل عام 2008، لأنّه بعد ذلك لم يعطها سوى بالفم وركوعًا، كما وثّقنا ذلك. فلماذا لا يتمّ التّركيز على هذا الأمر، من قِبل الذين ينشرون هذه الصّور؟
ولِمَن وضع صورة للقديسة تريزا دو كالكوتا تتناول باليد، فنحن فلم نذكرها في الكتيّب، اتّقاءً للجِدال والبلبلة، رغم أنّ الكاردينال روبير سارة صرّح مرّاتٍ عديدة بأنّ الأم تريزا قالت له شخصيًّا بأنّها تعتبر أنّ المناولة باليد هي أكبر شرّ يُصيب الكنيسة والعالم اليوم، وأنّ كلّ راهباتها، على حدّ علمها، لا يقتبلون المناولة سوى بالفم.

6- أمّا من حاول وصمنا بأننا نتّهم غبطة البطريرك والسادة الأساقفة بالماسونية، فقط لكوننا أشرنا وأوضحنا بالبراهين أنّ من أهداف هذه البدعة السريّة إدخال المناولة باليد، وأنّ هناك عناصرٌ لها مُتسلّلة إلى داخل الكنيسة ساهمت في ذلك، فلا ندري كيف سمح لنفسه بالوصول إلى استنتاج كهذا. ما يدلّ على قلّة منطق وعلى ضمير لا يَهاب رَشق الآخرين بالاتّهامات العشوائيّة المملوءة بالدّينونة. وهي لا تستأهل ردًّا عليها.

أمّا مَن يتّهمنا بالجُبنِ والتمرّد والكذب وعدم احترام الكنيسة والأساقفة، فهو أوّل من لم يحترم الأسقف الجليل “أنطوان رابولا بيلوني” الذي سَمح بنشر هذا الكتيّب، ولا الكاردينال ساره (رئيس مجمع الطّقوس واللّيترجيا السابق) الذي مضى الكتاب الذي منه أخذنا معلوماتنا. The distribution of the communion in hand

7- أمّا مَن انتقدنا بقوله أنّه كان يجب علينا أن نشدّد على التدنيسات التي تطال من يتقدّم إلى المناولة بالفم وهو في حال الخطيئة المميتة وقلبه غير طاهر، فإنّنا نقول له كما السيد المسيح ” كان يجب أن تعملوا هذا ولا تهملوا ذاك! ” (لو 11: 42) ونضيف أنّنا نشاطركم الرّأي طبعًا، ويا ليتك توجّه كلامك لمن لا يعظ عن ذلك، ويعطي المناولة للجميع دون التذكير المتواتر بضرورة الاعتراف وتنقية الضمير أقلّه من الخطايا الجسيمة قبل التناول. فنحن أكثر من ينادي بذلك، والكلّ يعلم، لكنّنا لم نتطرّق إلى هذا الموضوع، كما وإلى غيره، لأنّ الكتيّب يُضيء على موضوع معيّن: “المناولة باليد، حقيقتها وخطورتها”.

وفي النهاية نسأل من يهاجمنا: ما الغاية من كلامكم؟ أتبغون إبقاء المناولة باليد؟ فتكونون حينها أنتم زارعو الشكوك والبلبلة وغير الطائعين لأنّ غبطة البطريرك ربط دخول المناولة باليد المؤقّت بجائحة كورونا، ولم يدافع عنها أبدًا، وموقفه النّهائي والرّسمي والرافض دخولها وضعه في رسالةٍ “ليترجيّة الكنز الحيّ” (25 آذار 2014) كما أشرنا. فالآن وقد زال رُعب كورونا، وامتلأت البحور والمطاعم والملاهي، فمن المعيب المدافعة عن المناولة باليد، وليهدكم الله ويهدي الجميع لنور الحقيقة، بشفاعة أمّه مريم وقلبها المتألم الطاهر، آمين.

@تجمّع أبناء مريم