أداء سمير الديماغوجي تفجيري ومواقفه تفاقم الأزمات- نسيم منير بو سمرا

• هل يتحمل جمهور القوات اقتراح سمير برفع الدعم عن المحروقات؟***

في وقت يطرح فيه رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل المبادرة تلو الأخرى لحل الأزمة الحكومية، ويقدم تكتل لبنان القوي مشروع قانون تلو الآخر، للتخفيف من وطأة الأزمات الاقتصادية والمعيشية على اللبنانيين، نرى ان هم معظم المسؤولين وبخاصة أولئك الذين ينتمون الى منظومة الفساد، المزايدات وتسجيل المواقف وإثبات الوجود ولو جاءت تحقيق هذه الاهداف الدنيئة على حساب المواطنين وأمنهم الاجتماعي والغذائي والصحي، وعلى رأس هؤلاء سمير جعجع بمواقفه الهمايونية والديماغوجية، وهو عودنا على هكذا أداء، بخاصة في الأزمات الكبرى الشبيهة بما نمر به اليوم؛
أداء يفاقم الأزمة لا بل يفجرها في معظم الأحيان، وقد تنطح سمير امس كما في كل مرة وبتعليمات من راعيه الاقليمي وايضا الدولي، ليرد على الامين العام للحزب، وغالبا ما يأتي رده على السيد غير موفق وخال من اي منطق ولا يفيد اللبنانيين بشيئ، وبات واضحا ان هم سمير من خلال مواقفه هذه، تجديد تقديم اوراق اعتماده لراعيه الاقليمي والدولي.

غير ان سمير عودنا في مسيرته الميليشياوية كما المافيوية في السياسة، على الغرابة، كموقفه مثلا خلال الحرب السورية في عز القتل والذبح والتهجير الذي ارتكبته داعش، والذي احدثه الارهاب التكفيري في كل من العراق وسوريا، ان “فليحكم الأخوان” وموقفه من النازحين السوريين في لبنان قبل استدارته المفاجئة وارسال شبابه للاعتداء على النازحين المشاركين في انتخابات الرئاسة السورية بالسفارة السورية، ان “عودة النازحين لن تحصل قبل تنحي الرئيس بشار الأسد عن السلطة”، لنصل الى اقتراح سمير الغريب العجيب أخيرا، “برفع الدعم كليا عن المحروقات”، مشيرا الى ان الحل لأزمة المحروقات ووقف طوابير الذل امام المحطات، هو حين تصبح تنكة البنزين ب ١٢٠ ألف ليرة؛
ولكن هل يتحمل جمهور القوات أولا، الذي يتساوى بمستوى معيشته مع جماهير الاحزاب الاخرى، فاللبنانيون باتوا جميعا متساوين بالفقر، هل يقدر هذا الجمهور الذي يسير “عالعمياني” وراء سمير، على تحمل كلفة تنكة البنزين وبعدها المازوت، اذا ما تم رفع الدعم؟ بغض النظر عن الحل الصبياني الذي عرضه سمير بأن يمكن حينها للجار ان يتقاسم مع جاره الكلفة، وهل يتحمل اصلا الاقتصاد بدءا من الصناعة الى الزراعة الى تقديم الخدمات من الدولة، هذه الكلفة العالية، خارج اطار خطة شاملة في اطار ترشيد الدعم، لا رفعه، وأول بند في هذه الخطة، إقرار البطاقة التمويلية؟

أما الديماغوجية فهي من اصل يوناني وتعني أساليب الخداع التي يتبعها السياسيون للحصول على الشعبية وجذب الجماهير وضمان طاعتهم، من خلال اللعب على مخاوفهم وافكارهم المسبقة، وإغرائهم ظاهرياً لتحقيق مصالحهم والوصول من خلال دعمهم الى السلطة، وهذا النوع من السياسيين بالتحديد، يجسده سمير بكل معانيه، وينطبق بالتالي وصف الغباء بكل آفاقه على الجمهور، الذي يمشي خلف سمير.